30-11-2015 10:34 PM
كل الاردن -
سليمان الحراسيس : ما زالت مواقع التواصل الاجتماعي الاردنية تنشر مواقف الشهيد وصفي التل ، وتقوم بتوثيقها من مصادرها ، مواقف عديدة للشهيد التل رصدها 'كل الاردن' من صفحات تحمل اسم الشهيد ويقوم عليها من مجموعة من اقربائه.
وتاليا مواقف للشهيد يرويها مواطنون اردنيون ويحاولون توثيقها :
قصة واقعية رواها أحد أصدقاء الشهيد وصفي التل (من مدينة السلط)، اذ يقول:
ذهبت الى بيت الرئيس في أحد أيام الشتاء، وكان الثلج قد غطى الأرض، فوجدته يعبىء الأعلاف في أوان معدنية ويوزعها بين الأشجار، وعندما رآني الشهيد قال لي “تعال ساعدني بتوزيع طعام الطيور“، وبالفعل صرنا نضع الأواني في أماكن متباعدة حتى تنزل الطيور لتناول طعامها.وعندما سأله لماذا تفعل هكذا يا أبو مصطفى؛ قال: “الأرض مغطاة بالثلج، والطيور لا تستطيع أن تتناول طعامها فهل نتركها تجوع، لقد سخرنا الله جل وعلا لكي نطعمها، وها نحن نقدم لها ما تيسر من الأعلاف'.
وموقف اخر للشهيد التل يرويه المواطن خالد الغرايبة :
حدثني جدي رحمه الله أنه في منتصف الستينيات قرر عدد من وجهاء القرية الذهاب الى عمان ومقابلة رئيس الوزراء وصفي التل للشكوى عن تأخر وصول الكهرباء الى القرية بالرغم من وصولها الى احدى القرى المجاورة، حيث علموا أن وصفي قد خصص يوم الاثنين للأستماع الى مظالم المواطنين.
وقد حدثه من ذهبوا انه لدى وصولهم الى مبنى رئاسة الوزراء طُلِب منهم الجلوس في غرفة الانتظار مع مواطنين آخرين لهم مظالم والانتظار لحين وصول الرئيس للاستماع لهم.
وقال انهم انتظروا نحو الساعة حتى حضر وصفي، فبدأ مباشرة بالتحدث الى من يجلس في أول الغرفة حيث سلم عليه واستمع الى مظلمته وقوفا ثم انتقل الى الشخص الذي يليه وهكذا حتى وصل الى الشخص الذي يجلس بجانب وفد قريتنا وبدأ بالتحدث اليه على مسمع منهم. فيقول من سمع ان الرجل قال لوصفي، وقد بدا عليه الحزن، أنه تم اعتقال ابنه لأنه 'سبَّ وصفي التل' وقد عرض لوصفي ورقة تبدو وكأنها صادرة من مركز امني تشير الى اعتقال ولده وانه يرجو من وصفي ان يطلق سراحه.
فيقول احد وجهاء القرية الذي كان واقفا بجانب ذلك الرجل أن ذلك اثار وصفي وبدا عليه التأثر وما كان منه الا ان اخذ تلك الورقة من الرجل وكتب علي ظهرها: 'يلعن ابو وصفي التل اللي بتسجنو الناس مشانه' ، وطلب من الرجل تسليم تلك الورقة لمركز الامن الذي تم اعتقال ابنه فيه.
عندها انفرجت اسارير ذلك الرجل وانهال بالشكر والدعاء لوصفي وخرج مسرعا ليخرج ابنه من الحبس.
وبعد ذلك توجه وصفي الى وفد قريتنا واستمع لمطلبهم ولكنه استهجن طلبهم وقال لهم: هل حاولتم الشكوى مباشرة لمدير شركة كهرباء اربد؟ فأجاب احدهم: لا . فقال وصفي: بامكانكم كوجهاء للقرية الذهاب اليه وانا متأكد انه سيجيب طلبكم.
وعاد وفد القرية مباشرة الى اربد والتقوا مدير شركة الكهرباء وكان ان وصلت الكهرباء الى اربد بعد ذلك بسنة او اكثر قليلا.
هذه قصة تتحدث عن نفسها، ليست بحاجة الى تعليق.
رحم الله وصفي. كان معلماً لم يتعلم منه احد.
وهنا يروي الناشط محمد الربابعة تعامل الشهيد التل مع أزمة المياه في القدس :
كانت القدس تعاني كل صيف من ازمة ماء ، وفي نيسان عام ١٩٦٢ اطلت الازمة اياها ، ومضى امين المدينة المقدسة السيد روحي الخطيب الى مجلس الإعمار يقترح على المهندس كمال الشاعر نائب رئيس المجلس فكرة سحب مياه عين الفوار قرب الخليل وكان في المجلس خبير أمريكي فاقترح ان توفده الحكومة الى أوروبا للاتصال مع الجيش الامريكي فيها من اجل الحصول على الانابيب اللازمة للمشروع ، ولكن الشاعر قال له اكتب لي تقريرا والحكومة ستعالج الموضوع.
وكتب الخبير تقريره فحمله الشاعر الى وصفي التل باعتباره رئيس مجلس الإعمار وعلى الفور استدعى وصفي سفيري امريكا وبريطانيا في عمان وطلب منهما المساعدة على تأمين كمية الأنابيب تغطي ٤٥ كم باقصى ما يمكن من السرعه ، وبعد ايام قلائل جاء الجواب من السفير الامريكي بأن الأنابيب المطلوبة ستصل الى العقبة في غضون شهر ، وفي الحال عمل وصفي على تكليف سلاح الهندسة في الجيش من اجل القيام بأعمال الانشاء اللازمة وعندما وصلت الانابيب الى العقبة كان الخط الذي ستمتد فيه قد تم حفره وتمهيده ، واقتضت الخطه ان تقسم المسافه بين نبع الماء والقدس الى عدة قطاعات بحيث تعمل كل مجموعه من سلاح الهندسة في قطاع ، وسار العمل بكل همه وتحت مراقبته ومتابعته حتى وصلت المياه الى القدس خلال شهرين من الزمن.