أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


الوطن المطار..

بقلم : احمد حسن الزعبي
03-12-2015 02:08 AM
لأن بيتي يقع بين العاصمتين - فالمسافة الى عمّان كانت نفس المسافة الى دمشق-قررت ذات رحلة أن أطير الى دبي من دمشق..حزمت حقائبي صباحاً ،أوقفت سيارة أجرة..وانطلقنا نحو مطار الشام..
كان ذلك قبل عشر سنوات تقريباً.. نوافذ السيارة مقفلة ، فلسعة البرد الصباحية تزيد من قشعريرة الغربة ، في جيبي العلوي جوازات السفر .. ما ان خرجنا من «درعا البلد»... حتى فردت سوريا رداءها الأخضر.. حقول لا تنتهي مسطّرة بالزروع كدفتر تلميذ مجتهد ، جرارات زراعية تهرول على يمين الشارع ، تحمل فلاحين مكافحين وسيدات كادحات... أسراب من الحمام البلدي يطير سوية ويحط سوية على بذار طازج تساقط للتو من يدّ مزارع «حوراني».. بيوت بعيدة ،يخرج منها دخان الأفران المحلية... دكاكين بدائية ،صبي على دراجة يحمل «فرشة من الكعك» تجوب الأحياء ، سيارات قديمة من غير أبواب تنقل ركاباً بين القرى البعيدة، كان الوطن كلّه يشبه فلاّحيه... لا يهتم بالمظهر كثيراً بقدر ما يهتم بالإنتاج..
الان وانا أتابع القصف الروسي ، والقصف الفرنسي والقصف الأمريكي والقصف الايراني والقصف الداعشي.. احن الى سوريا الأم.. سوريا الصافية كعين يمامة ، المسالمة كصوت عصفور ، الناعمة كحرير حلب ، احن الى سوريا الساهرة على جبل قاسيون وعلى كتفها فلسطين وشال.. احن الى مناظر الحميدية وباب تومة وكل الشوارع التي كانت تسكب السهر على طاولة الليل... احن الى سوريا الصوت والصورة من غير دماء أو انفجار او استباحة...
الان معظم اصابات السوريين ليست في رؤوسهم كما يشاع وانما في أقدامهم.. لكثرة ما ينظرون الى سماء الوطن وفرز محركات المقاتلات هذه تحالف ،هذه تخالف ،هذه «روسية».. فيتعثرون ويسقطون أرضاَ ويبكون على ما يعشقون...
سوريا الآن؛ بمجدها، بتاريخها ، بنضالها ضد الاستعمار صارت «بوفيه مفتوح» للاستعمار... سوريا الآن مجرّد مطار دولي كبير.. تستقبل من باب القادمين موسكو ، وباريس ،وواشنطن ولندن وطهران من غير «فيزا» او تصريح» .. وتودّع في باب المغادرين... شهداء وقتلى ولاجئين يبحثون عن وطن بحجم ضريح!...

(الراي )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-12-2015 04:00 AM

مقال لا علاقه له بالحقيقة و يحقر دماء السوريين الذين ماتو على يد النظام .. هل الذل و الستيرة افضل من حرية ثمنها دم؟

2) تعليق بواسطة :
03-12-2015 07:37 AM

إذا كان هناك حنين فلماذا لا نحن أيضا إلى 14 جهاز
مخابرات والفروع الأمنيه خصوصا فرع فلسطين وإلى معتقل المزه وتدمر وإلى أنين المعتقلين وإلى حفلات التعذيب والمسلمات المنتهكه أعراضهن ومجازر حماة وحمص
وحلب وتدمر والشبيحه وهم يغتصبون والنوادي الليليه
وبيوت الدعارة والرشاوي والطائفه الملعونه ونشر الكفر والالحاد وحماية حدود إسراءيل واللصوص والنهب والسلب ورامي مخلوف ومزارع الضباط والدعاره والسكر والعربده
وخطف الجميلات والحكم بالحديد والنار والجيش الطاءفي الهامل ..
ولهؤلاء حنين أيضا !!!

3) تعليق بواسطة :
03-12-2015 08:53 AM

لم يذكر الكاتب,من السبب في خراب سوريا؟

أليست السعودية الوهابية وقطر الاخونجية وأردوغان التركي الذي يحلم

بالخلافة العثمانية,ووجد هؤلاء الهوى

الامريكي المأمور من اسرائيل اليهودية

فاجتمعت الاسباب والمسببات لتدمير سوريا؟

لقد انتهت سوريا,كما انتهت العراق

قبلها,وستحتاجان هاتان الدولتان الى

عشرات السنين ان لم يكن اكثر,ولكنها

لن تعودان كما نعرفهما لا اوطانا ولا

شعوبا.

من السذاجة نسيان ان الاساس فيالخراب هو التنافس الايراني السعودي على الهيمنة على هاتين الدولتين وغيرهما من الدول العربية.

4) تعليق بواسطة :
03-12-2015 10:04 AM

هذا الرجل لا علاقة له بما يدور في بلاد المسلمين ولا يرى العالم إلا من خلال ذكريات طفوله وحاره ومدرسه
وبيت العائله والجيران أكل عليها الدهر وشرب مزقها كل ممزق وقدمها بلغة عاميه ركيكه على حلقات طويله يبدو أنها لن تنتهي .

وعلى استعداد اغتصاب أحداث عظام ماسحا ملامحها مطوعا إياها لصالح حدث في طفولته كيف اشترى فلافل
مثلا !في نفس مفرط في الأنانية وحب الذات .

فمثلا هذه الحلقه يتحدث عن سوريا قام بشطب كل هذه المعاناة وهذا العذاب والمجازر وشلالات الدماء وتضحيات شعب بأكمله والتهجير والدمار ..
يت

5) تعليق بواسطة :
03-12-2015 10:16 AM

والخراب وجرائم النظام والظلم والقهر ...لصالح ذكرى عنده كيف سافر إلى دبي عن طريق مطار الشام مسح كل شيء !!!

وبعد هذا ربما يظن أن هناك من يستمتع بأقواله ويثني
عليه لأنه سافر إلى دبي في صباح بارد ورأى الفلاحين وبيوتهم وهم ذاهبين إلى حقولهم !! ويتحسر برومانسيه
وتناسا كل شيء والمشكله يريدنا أن نفعل مثله !!

نحتقر تضحيات شعب عظيم قام يشتري كرامته بدمه ودم أطفاله بسخاء وصمود وتحد وإصرار وبطوله نادره لم تشهد له البشرية مثيلا منذ فجر التاريخ .
لهؤلاء الأبطال ننحني إكبارا وإجلالا ..

6) تعليق بواسطة :
03-12-2015 10:28 AM

تعليق 4 له تكمله لو سمحت

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012