أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
لأول مرة في عمان .."كايروكي" المصرية تغني للحرية والحلم فتح باب التقدم لمنحتي ما بعد الدكتوراه واستقطاب الباحثين الخريشة: التجربة الحزبية عملية مستدامة وليست تجربة عابرة إغلاق تلفريك عجلون مؤقتا لغايات الصيانة السنوية لمدة 48 ساعة فقط: عرض استثنائي على أجهزة تلفاز سامسونج 2024 المدعمة بالذكاء الاصطناعي مع مكافآت قيمة عند الطلب المسبق الملك يلتقي محمد بن سلمان الملك: على الحرب أن تتوقف وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية .. ومنع التهجير عباس: 7 اكتوبر قرار منفرد لحماس .. والعملية وفرت مبررات لاسرائيل انطلاق أعمال القمة العربية في البحرين الزعماء الحاضرون والغائبون عن قمة المنامة - اسماء استكمال دراسات الربط الكهربائي الأردني والسعودي السيسي: إسرائيل تتهرب ابو الغيط: التهجير القسري مرفوض ولن يمر ملك البحرين: إحلال السلام النهائي خيار لا بديل عنه بن سلمان يدعو المجتمع الدولي لدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة
بحث
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


ظاهرة تستحق التوقف

بقلم : د. رحيّل غرايبة
03-12-2015 02:21 AM
عندما يمضي وقت طويل جداً على نشوء بعض الأحزاب العربية، أو بعض الجماعات والتنظيمات وهي لم تصل إلى هدفها بعد مرور ما يقارب القرن أو نصف القرن من الزمان، تصبح هذه التنظيمات ظاهرة تستحق الدراسة والتوقف، وتصبح تجربة تاريخية من تجارب الشعوب العربية في التاريخ الحديث، التي ينبغي أن تكون محلاً للتحليل والبحث والمعالجة الحثيثة. طول الأمد ومرور عشرات العقود من الزمن على هذه التنظيمات يجعل القائمين عليها مضطرين للتكيف مع هذه الحالة المؤقتة، وضرورة النظر إليها أنها حالة مستقرة وطويلة، وربما يبالغ بعض الفصحاء منهم أنها هي الأصل قياساً على تجربة سيدنا نوح «عليه السلام» الذي مكث (950) عاماً، ولم يستطع أن يحقق مراده، مما يؤدي إلى تحويل الحالة التنظيمية من وسيلة إلى غاية بحد ذاتها، ويصبح مجرد الانتساب إلى هذه الوسيلة هو نهاية المطاف، ويختلط الدعوي مع السياسي مع الحزبي مع التنظيمي على نحو شائك ومعقد. تزداد هذه الظاهرة غرابة وتعقيداً عندما يستند التنظيم إلى الدين، فيصبح الحزب أو الجماعة رويداً رويداً هو البديل عن الدين، أو الدين نفسه، ويختلط الأمر عند كثير من أعضائها وكوادرها، بحيث يصبح الخروج منها خروجاً عن الدين والملّة، ويصبح الاختلاف مع بعض قياداتها شقاقاً مع الله ورسوله، وتصبح عملية البحث عن اجتهاد عملي مخالف للاجتهاد المفروض فيها شيئاً يشبه مسجد الضرار، ولذلك يأتي التعليق على هذا الاجتهاد من خلال الآية (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). طول الأمد يؤدي بالتنظيم أن يتحول إلى شبكة مصالح كبيرة وممتدة، وتصبح المؤسسات والجمعيات والشركات التي أقيمت على شكل أدوات لخدمة التنظيم محلاً للتنافس والخلاف المذموم، وتصبح محلاً لشراء الذمم والولاءات، وعند ذلك يتحول التنظيم إلى وسيلة عيش وحياة لعدد كبير من أعضائها، ويؤدي بالمشتغلين فيها إلى بناء مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وعائلاتهم على هذه المؤسسات، ويؤدي إلى نشوء أجيال متتابعة على هذه الحالة، التي تشكل السقف والأفق السياسي والاجتماعي، ويتفرع عن ذلك شبكات ممتدة من النسب والصداقات والعلاقات الاجتماعية، مما يجعلها تتحول مع الزمن إلى مجتمع مصغّر داخل المجتمع الكبير؛ له مشاكله وعاداته وتقاليده وأعرافه الراسخة التي مات عليها الكبير ونشأ عليها الصغير. وفي نهايات المطاف يتحول التنظيم إلى طائفة مغلقة، وتصبح العلاقة التي تربط بين الأعضاء أو الانتماء إلى التنظيم انتماءً عصبياً، يبتعد رويداً رويداً عن الانتماء الفكري أو السياسي، وتصبح البرامج العملية والخطط على نحو من الرتابة والتقليد، الذي توقف به الزمن عند حدود فولاذية صلبة تستعصي على الإصلاح أو التجديد، وتصبح محاطة بالسرية والكتمان، ويحظر على الأعضاء نشر أخبارها، لأن ذلك يعد نشراً للغسيل. عندما تتغير الظروف الخارجية المحيطة بالتنظيم، وتنشأ حالات سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة، يهب كثير من الأعضاء والكوادر للإصلاح الداخلي، وتنشأ كثير من المبادرات من أجل الانقاذ داخل الصف، وتمضي سنوات وسنوات طويلة ويهدر الكثيرمن الأوقات والجهود على إصلاح الاعوجاج الذاتي وربما يؤدي إلى إنشاء تجمعات وتنظيمات داخلية (داخل التنظيم نفسه)، من أجل تحقيق غايات وأهداف تتعلق بالحالة التنظيمية، وإصلاح شؤون الطائفة الجديدة المتكونة، ويصبح الإبقاء على الشكل الظاهري لوحدة التنظيم هو غاية المنى، بغض النظر عن قدرته على إنجاز مشروع وطني يتعلق بالدولة والأمة والشعب، وتتحول كل الشعارات والجهود نحو تمكين الجماعة والحزب، ولا يلتفت إلى تمكين الشعب وحماية الدولة إلّا بمقدار ما ينعكس ذلك على مصلحة الطائفة الجديدة، وتصبح الأمور مقلوبة تماماً، في الغايات والأهداف والوسائل، بل في الأفهام أيضاً التي تتصل بحقيقة التدين الذي تقزم إلى حدود العصبيات الحزبية والتنظيمية والجهوية الضيقة.

(الدستور )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-12-2015 07:11 AM

نعم صحيح وهناك أناس ينتمون إلى أحزاب دينيه مثلا
لغاية وعندما يأخذونها ينشقون بعد أن يصطنعوا خلافا

والأفضل أن يكون مدويا بعد أن تسلقوا على ظهر الحزب مع مكاسب ماديه ثم يسعون إلى فتح سوبر ماركت حزبي اخر يشبه الحزب الأول ويدعون انهم أصح
ومنفتحين أكثر ويعرضون خدماتهم على ألحكومه مع المحافظه على المسرحيه الدينيه واستعمال ألفاظ دينيه
أصول الشغل والتجارة مع لحيه خفيفه والصراخ بصوت عال وانتقادات داءمه للحزب الأم ومبادرات بأسماء دينيه
مثل الصفا والمرور أو زمزم ...
وكله كذب ودجل وضلا

2) تعليق بواسطة :
03-12-2015 08:54 AM

بالله عليك تستحق التوقف؟! جرجعت راسنا بمقالة طويلة عريضه يا زلمة على موضوع ما بده لا توقف، و لا حتى وقوف!!

3) تعليق بواسطة :
03-12-2015 11:11 AM

بالمعنى الصحيح الكلمه مابعد الكلمه الرابعه قرقعت + وليس جرجعت ياأخانا المحترم حداد

4) تعليق بواسطة :
03-12-2015 01:14 PM

بالله تكمللنا شو راح يصير في الحلقة القادمة. خيالك خصب، ممتاز، إستمر.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012