أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
لأول مرة في عمان .."كايروكي" المصرية تغني للحرية والحلم فتح باب التقدم لمنحتي ما بعد الدكتوراه واستقطاب الباحثين الخريشة: التجربة الحزبية عملية مستدامة وليست تجربة عابرة إغلاق تلفريك عجلون مؤقتا لغايات الصيانة السنوية لمدة 48 ساعة فقط: عرض استثنائي على أجهزة تلفاز سامسونج 2024 المدعمة بالذكاء الاصطناعي مع مكافآت قيمة عند الطلب المسبق الملك يلتقي محمد بن سلمان الملك: على الحرب أن تتوقف وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية .. ومنع التهجير عباس: 7 اكتوبر قرار منفرد لحماس .. والعملية وفرت مبررات لاسرائيل انطلاق أعمال القمة العربية في البحرين الزعماء الحاضرون والغائبون عن قمة المنامة - اسماء استكمال دراسات الربط الكهربائي الأردني والسعودي السيسي: إسرائيل تتهرب ابو الغيط: التهجير القسري مرفوض ولن يمر ملك البحرين: إحلال السلام النهائي خيار لا بديل عنه بن سلمان يدعو المجتمع الدولي لدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة
بحث
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


رسالة «وصفي» التي لم نلتقطها..؟!

بقلم : حسين الرواشدة
05-12-2015 12:43 AM
احتفاء الاردنيين بذكرى وفاة الشهيد وصفي التل هذا العام كانت مختلفة تماما، صحيح ان للفقيد في ذاكرة الاردنيين قيمة ورمزية خاصة لم تتراجع منذ 45 عاما ، لكن الصحيح ايضا ان احياء هذه الذكرى في هذا التوقيت ، وبهذه الصورة ، حمل رسالة مزدحمة بالمعاني والدلالات والاشارات ، لكن لواقطنا السياسية للاسف لم تستقبلها كما يجب ، ولم تفلح في فك شيفرتها بالطريقة الصحيحة والمطلوبة.
الاخطر من ذلك، ان هذه اللواقط المعطّلة سمحت – بقصد او بدون قصد – بمرور رسائل اخرى صادمة ، جاءت معاكسة للرسالة التي حملتها ذكرى الشهيد التل ، فبينما كان الناس يستذكرون مع وصفي قيما عزيزة مثل النزاهة والصراحة والاستقامة والاحساس بمعاناة الناس والعمل على تخفيف وطأة الظروف الصعبة عليهم ، وفتح الانسدادات السياسية امامهم ، ويستعيدون مواقفه السياسية والقومية وسجالاته الوطنية التي سجّل فيها نموذجا فريدا لرجل الدولة الذي يتحرك دائما باتجاه الناس ومصلحة الوطن العليا ، بينما كانوا يفعلون ذلك كنوع من الاحساس بالفقد او الحنين للماضي او رد التحية بمثلها او البحث عن “الشبيه” البطل والمخلّص ، جاءهم الرد بأسرع مما يتوقعون على شكل مقررات وسياسات صادمة ، عنوانها للاسف “العناد “ ورسائلها محملة بالاستهانة والاستفزاز.
كان لافتا بالطبع ان معظم الذين داعبهم حلم ذكرى وصفي هم من جيل الشباب ، وهؤلاء ولدوا بعد استشهاده بخمسة عشر عاما على الاقل ، كما كان لافتا ان احتفاءهم لم يكن بشخص الشهيد وانما بالقيم التي حملها وجسّدها خلال ممارسته للعمل السياسي كرئيس للوزراء ، ومن اهمها علاقته مع الناس وثقته بهم واخلاصه للوطن ونظافة يده وشجاعته في مواجهة التحديات ، وحين ندقق في “سرّ “ هذا الاحتفاء نكتشف ان مثل هذه القيم تراجعت واصبحت غائبة في واقعنا ، كما نكتشف ان الفراغ الذي تركه وصفي ، كانسان ورجل دولة ، ما زال شاغرا لم يستطع احد ان يملأه ، ربما يقال هنا ان السر في استحضار وصفي رحمه الله يتعلق بحادثة اغتياله ، وان الشهادة هي التي اعطته هذا الالق وحفرت له مكانا في الذاكرة الاردنية ، وهذا صحيح لكنه لا يكفي لكي نفهم الصورة من كافة زواياها ، فقد استشهد كثيرون ونزلوا من الذاكرة الشعبية بعد سنوات ، الامر الذي يجعلنا نبحث عن “اسرار” اخرى تفصح عن معنى ارتباط ذكرى وصفي بذاكرة الاردنيين ، واستدعائهم لها ، واصرارهم على مواجهة واقعهم بها ، وهي اسئلة تحتاج الاجابة عليها الى البحث في ثلاثة اتجاهات : الاول الشخصية الجمعية للاردنيين بما يتميز به مزاجهم العام وما يؤثر فيه ، الثاني شخصية وصفي التي استطاعت ان تفرز من الناس افضل ما لديهم لخدمة بلدهم ، وان توظف اختلافاتهم وفقرهم وتعبهم في معركة بناء الاردن واعتباره قضيتهم الاولى والاخيرة ، الثالث الواقع الحالي – بما فيه من ازمات وتحولات – الذي دفع الناس الى “الالتجاء” لروح وصفي ، والبحث فيه عن بصيص امل او خلاص.
كان يفترض – بالطبع – ان نستثمر في هذه الرسائل ، وان نفهمها في سياق اعادة ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها ورجالاتها ، كما كان يفترض ان نخرج من صندوق الذات الى فضاء الفكرة والقيمة ، واقصد هنا ان نتجاوز ذكرى وصفي الشخصية على اهميتها الى ما اسسّه من قيم ومواقف ساهمت في الحفاظ على الدولة الاردنية في مرحلة عصيبة ، خاصة ونحن نواجه اوضاعا اسوأ واخطر ، ونحتاج الى قرارات حكيمة وجريئة كتلك التي اتخذها وصفي التل ثم اعاد الاردنيون استذكارها الان ، وكأنهم يرون فيها المخرج لبلدهم من الازمات التي تحاصره.
يدرك الاردنيون ان وصفي رحمه الله لن يعود ، لكن القيم التي حملها لم تمت ويمكن ان تستعاد ، اما كيف ؟ فهذا يتوقف على الاردنيين انفسهم ، كما يتوقف على الدولة التي حملت وصفي الى الرئاسة وضحى من اجلها بروحه ، ارجو ان لا تسألني عما يجب ان يفعله الاردنيون ، فما المسؤول عنه باعلم من السائل ، اما الدولة فهي مدعوة الى استعادة عافيتها ، وتجديد نخبها ، واعادة الاعتبار لقيمها التي قامت عليها ، وصولا الى التصالح مع مكوناتها.
تبقى الاسئلة الصعبة ، وهي : هل تغير الاردنيون فعلا ، وفي اي تجاه ، ولماذا يشعرون اليوم باليتم ، ثم ماذا عن النخب السياسية التي ما تزال تصر على ان تصدم الناس بمواقفها ، والحكومات التي تفاجئ الشارع يقراراتها، والنخب التي “تدوّر” المصالح والمناصب فيما بينها ..ماذا عن المشروع الوطني الذي نبحث عنه ولا نجده ، وماذا ايضا عن امل الاردنيين وحلمهم في “وطن عزيز “ وعيش كريم ..؟

(الدستور )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-12-2015 09:27 AM

ليس الاردنين لوحدهم من يبحث عن مخرج بل المسلمين
جميعا والأردنين جزء من هذه الامه . ما يرأود الاردنين
هو نفسه مايرأود المسلم في بلاد الاسكيمو هذه أمه واحده إيمانه واحد ربها واحد مصيرها واحد همها واحد

دينها واحد ...

لاتقل فلان ولا علنتأن .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012