أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


حاربوا الإرهاب جملة أو دعوه

بقلم : د. رحيّل غرايبة
23-12-2015 12:18 AM
ربما يكون من أهم عوامل نمو الإرهاب وحركات التطرف في العالم العربي هو الأسلوب المزاجي في إطلاق أوصاف التطرف والوصم بالإرهاب، حيث أنها قائمة على الانتقائية والإزدواجية الواضحة في المعايير المختلة، وتخضع في الأعم الأغلب إلى الهوى الدولي القائم على المصالح المحضة، ويكاد يبتعد تماماً عن المبادىء والمعايير الثابتة، ويتضح دائماً تدخل الدول الاستعمارية الكبرى صاحبة النفوذ في دول العالم الثاني والثالث في إدخال منظمات وإخراج أخرى في دائرة العمل الإرهابي والفكر الظلامي، بقدر خدمتها أو مصادمتها لمصالحها الذاتية في الساحة التي يجري فيها النزاع.
يجب أن نثق تمام الثقة أنه ليس هناك منظمة إرهابية أو متطرفة بلا رعاية من طرف عالمي أو إقليمي، لأن هذه المنظمات تحتاج إلى أموال وسلاح وجوازات سفر وملاذات آمنة، ومداخل ومخارج آمنة في تجاوز الحدود، والعبور من خلال الأسلاك الشائكة، بالإضافة إلى معسكرات التدريب والتزويد بأجهزة الإتصال، واستخدام الفضاء الالكتروني المرصود بعناية والتي تتقاسمه شركات عالمية معروفة الصلة بأجهزة الاستخبارات العالمية التي تملك القدرة على رصد اي مكالمة أو رسالة أو إشارة أو حركة اتصال.
المقاومة المزاجية والعمل التجزيئي في مواجهة الإرهاب هذه السمة الغالبة، ولذلك علينا أن ننتظر طويلاً ونحن نرقب الحرب الطويلة الأمد التي سوف تسفر عن المزيد من الخسائر، والمزيد من التخريب، والمزيد من التدمير وتمزيق للشعوب والدول التي لا زالت تعمل في نطاق التبعية، وتستثمر في الغباء العام المستفحل الذي يتيح لهم مزيداً من طول العمر والمكث في السلطة، والمزيد من الشعارات والأموال المسخرة في هذه الحرب المجنونة بلا نهاية وبلا أفق، وفي غاية البلاهة والبلادة الذهنية للمتفرجين العرب.
أحد أصدقائي القدامى بعث لي بمادة منقولة من كلمات النشيد الوطني «الاسرائيلي»:
طالما في القلب نفس يهودية
تتوق للأمام نحو الشرق
أملنا لم يصنع بعد
حكم عمره ألف عام
أن نكون أمة حرة على أرضنا
أرض صهيون وأورشليم
ليرتعد من هو عدو لنا
ليرتعد كل سكان كنعان
ليرتعد سكان بابل
ليخيم على سمائهم الذعر والرعب
حين نغرس رماحنا في صدورهم
ونرى دماءهم ورؤوسهم المقطوعة
وعندئذ شعب الله المختار إلى حيث أراد الله.
وهل هناك كلمات تعبر عن حجم الإرهاب أشد وضوحاً وصلفاً من هذه الكلمات التي تعبر عن أشواق الأجيال اليهودية المتصهينة، التي تتربع على رؤوس الأطراف التي توزع أوصاف الإرهاب على كل ساحات العالم .
هناك طريق واحد أمام العرب والمسلمين حتى ينجوا من مقصلة الإرهاب هي أن يصبحوا أقوياء، يملكون القدرة على حماية أرضهم وشعوبهم وأوطانهم من دنس الغزاة والمستعمرين وكل من يدور في فلكهم، والله أعلم.


(الدستور )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-12-2015 09:15 AM

انظروا إلى الخلط الخبيث !

يقارن جهاد المسلمين بالإرهاب الصهيوني ويصف جماعة المسلمين وجهادهم بالإرهاب !!!

إن الله يمهل ولا يهمل حتى إذا أخذهم لم يفلتهم سبحانه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012