أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


افتقدنا الرحمة يا رسول اللـه..

بقلم : حسين الرواشدة
23-12-2015 11:55 PM
الاحتفاء بميلاد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ليس مناسبة لاستدراك “نسيان” حصل، فالنبي لا يغيب عن بالنا وذكره لا يفارق اسماعنا وقلوبنا، وليس استذكارا ليوم تمت فيه الولادة، فهذا اليوم كان كغيره من الايام، والله تعالى لم يتحدث عنه في قرآنه الكريم، وانما العبرة في قيمة “الميلاد” ومعناه، وفي الروح الجديدة التي خرجت من ذلك اليوم فأعادت تنظيم البشرية على “صراط” جديد لم تعهده، واعادت صناعة “الانسان” المكرّم ليكون صانعا لأمة وحضارة، ومنفتحا على العالم كله بما يحمله من رسالة هادية تتحرك على الارض لتنشر الهداية والخير في مهاداتها المختلفة.
في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم نحتاج للولادة فيه من جديد، لتجديد معنى “الأسوة” واستلهام النموذج الكريم، لمبادلته الحب الذي علمنا اياه وارشدنا اليه، لفهم سيرته وتحريرها مما اقترفناه بحقها من انحراف في الفهم او التطبيق، لاعادة الاعتبار الى العناوين الكبرى التي شكلت مفاتيح شخصيته: الحرية والرحمة والوحدة واحترام الانسان، اي انسان، واعادة الاعتبار للدين الذي ضحى من اجله : فكان قضية اصحابه الاولى، وللرجال الذين وقفوا معه فكان احب اليهم من انفسهم، وللأمّة التي اسسها فكانت خير امة اخرجت للناس.
اذا سألتني عن العنوان الذي نحتاج ان نذهب اليه ونحن نستذكر النبي صلى الله عليه وسلم ونحتفى بذكرى مولده، ساجيبك على الفور : عنوان “ الرحمة”، ذلك ان صورتنا التي تلوثت بدمائنا، واخلاقنا التي تراجعت امام مشاهد القسوة، وافئدتنا التي انفطرت من هول الكوارث والحروب، تدفعنا الى البحث عن “ ملاذ “ آمن نطمئن فيه الى انفسنا، ونستعيد ثقتنا بها، وايماننا بقدرتنا على تجاوز ما نحن فيه، واي ملاذ افضل من “الرحمة” التي جسدها الرسول الكريم في سيرته الشريفة وافتقدناها للاسف في هذا العصر الرديء الذي امتدت رداءته الى ضمارنا المتعبة من الظلم والخوف والاحباط.
نعم، اذا اردت ان تعرف الاسلام على حقيقته فاقرأ آيات الرحمة في الكتاب العزيز، وتصفح قصصها في احاديث الرسول عليه السلام، وانت - لا بد - ستجد من يطمئن نفسك ويشحذ همتك ويقوي ايمانك وعزيمتك ويجعلك اكثر اقترابا لخالقك وتصالحا مع نفسك وحبا لدنياك وآخرتك.
ورد لفظ الرحمة في اكثر من (400) موقع في القرآن الكريم، اختاره الله تعالى ليكون واحدا من اسمائه الحسنى وصفة من صفاته، ونعت به انبياءه ورسله، وجعله معيارا للعلاقة الطيبة بين عباده المؤمنين، وجزاء للمتقين الصالحين.
وفي هذا الاطار، سعى النبي عليه السلام منذ بداية الدعوة الى تأسيس ثقافة الرحمة واشاعة مناخاتها لاقامة المجتمع المتحاب المتكافل، واستطاع في سنوات قليلة ان يعيد تشكيل العقلية العربية التي كانت اكثر ميلا للقسوة، بحكم المكان والظروف والمراسيم، لتصبح اكثر تسامحا ورأفة ورحمة، ولم تتوقف المسألة عند علاقة المسلم بأخيه بل تجاوزتها الى علاقاته مع غيره ممن يختلفون معه في الدين والمعتقد، ومع الكائنات والموجودات ايضا، وفي سيرة الرسول الاكرم نماذج كثيرة من الرحمة مع الكافرين والمخالفين، ومع الحيوانات، وحتى في احلك الظروف حيث يشتد اوار القتال وتنسحب من القلوب مشاعر الرحمة، كان عليه السلام يأمر جنده بألا يطلبوا القتال لذاته، والا يسرفوا فيه، لا بل وان يرحموا اعداءهم من غير المقاتلين ايضا.
في مواسم الاقتتال الذي تشهده ساحتنا الاسلامية، واستضعاف الامة من قبل اعدائها، نستحضر مفهوم الرحمة والتراحم، داخل الاسرة والمجتمع والامة الواحدة، لنقول، إن امتنا احوج ما تكون الى هذه القيمة السامية فلا علاقة بين المسلمين ببعضهم او بينهم وبين دولهم يمكن ان تستقيم في ظل القسوة والتنابز والحقد والخوف والانتقام، ولا امل في اي نهضة او حركة تنوير او مشروع تنمية الا اذا عاد المجتمع الى رحمه الاول، حيث الرحمة هي الاساس وحيث التراحم والتعايش ووقف دعوات التكفير والاخراج عن الملة، وسوء الظن هي المفاصل الاساسية للبناء والاخاء.
نحتفي -دائما - برسولنا ونستأنس به من وحشتنا ونلوذ الى سيرته لنبدد يأسنا وخوفنا، ونعتز بعظمته وانسانيته ورسالته لنجدد ايماننا، فالرحمة احيانا قبل العدل، اما الذين يحاولون فرض الالتباس بينها وبين ما قرره الاسلام من احكام في اطار العقوبات - وما اقلها - فلا اكثر من ان تقول لهم: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين؛ لأن هدف الاسلام - بكل ما جاء به - هو رحمة الناس، “مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ “ صدق الله العظيم
(الدستور )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-12-2015 07:43 AM

نحن لا نقتل بعضنا .

كنا في العراق فجاء الأمريكان إلى عقر دارنا وذبحوا الملايين وعلومه في ذلك فريق من الشيعه وإيران

كنا في سوريا نعيش الحكم الإجرامي طالبنا بحقوقنا كبشر
تكالبوا علينا من كل بقاع الأرض فذبحونا وقصفونا وهجرونا .


نحن لاتقتل بعضنا هم من قتلنا عاونهم على ذلك إيران
وشيعتها في العراق ونظام بشار وروسيا والتحالف ولفيف
من المرتزقه .

لماذا تتهمنا أننا نقتل بعضنا ؟!!


هل الصورة غير واضحه أمامك ؟!


ولا بس بدنا نتفذلك ونصف أي كلام .

2) تعليق بواسطة :
24-12-2015 09:23 AM

ما أصاب الناس فمن أيديهم وقال عليه الصلاة والسلام
من اطاعني فقد أحبني .

ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت .


.........:
كنا يفعلون ....
فهذه بدعه خطيره ! رسول الله صلى الله عليه وسلم أدى الرساله ونصح الامه وتركها على محجة بيضاء .


......

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012