أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


إحنا بظهرك

بقلم : احمد حسن الزعبي
09-02-2016 01:10 AM
الكاتب مثل لاعب كرة القدم، يعتبر الجمهور مكوّن مهم في جولاته ، فهو يحتاج دائماً الى التشجيع والهتاف والتحفيز ،حتى يبذل ويعطي ويتألق ويسدد نحو الهدف، بالمقابل اذا فتر حماس المدرجات حتماً سيفتر أداء اللاعب، وينحصر ما يقوم به ببعض التمريرات البينية في منطقة الوسط التي لا تسمن ولا تغني من جوع ...كما أن الكاتب - كما اللاعب - عليه ان يتمتع بروح رياضية وسعة صدر عالية، فمثلاً.. اذا تلقى «شتائم» الخصم الجالسين في الزاوية الحكومية ، عليه الا ينحدر للمهاترات او الرد بالشتيمةّ، فأضوية الكشافات مسلّطة عليه بينما ينعم الشاتمون بعتمة المدرجات ،وبالتالي ليس بوسعه الا ان يصفق لهم ويتابع مهمته حتى لا تتأثر لياقته او ينعكس سوء مزاجه على تركيزه نحو الهدف...
من أكثر العبارات التي تحفزني وتضحكني في نفس الوقت «اكتب وإحنا بظهرك»..»احكي وإحنا بظهرك»..»اسمطهم واحنا بظهرك»...فتشكرهم على الدعم المعنوي ثم تتلمّس ظهرك...في المنخفض الأخير كان يلف شماغاً فوق رأسه من غير عقال ، ويضع فروة قديمة على كتفيه وربطة فجل تحت الفروة الدافئة، سرد لي قصصاً عن الفاسدين والمناصب التي تقلدوها والى أين أوصلوا البلد..فأضفت له على الحقائق بعض الحقائق التي لا يعرفها.. فقال: «اكتب وإحنا بظهرك»...قبل أسبوع أيضاَ خفف «رأس تريلاً» السرعة على مطب وعندما توازينا أطلق «زامور هواء» متواصل كتحية لائقة ثم فتح زجاج سيارته وقال : « عندك اياهم» . سألته على عجل :مين همه؟...قال : هظلاك..قلت له:ابشر! دون ان أعرف مين «هظلاك» ..فردّ علي : ولك «احنا بظهرك» ثم بدل الغيار الثالث وانطلق .. عندما رأيت الثنايا اللامعة من ابتسامته تذكّرته انه صديقي العزيز خلف زميلي في الصف السادس «أ» وشريكي في جدول «التكنيس» ليوم الاحد... أول أمس في الفرن وعلى الطابور ونحن نراقب الأرغفة وهي تنتفخ ثم تنضج ثم تسحبها يد الخبّاز على بسطة التنشيف ..وشوشني أحدهم من الخلف: اسمع أنا متقاعد من «...» بس ورحمة أبوي بس أقرأ لك كأنك بتحك لي ع جربة ..فيكون الرد: بارك الله فيك..ان شاء الله نكون عند حسن الظن..ثم أمسك ذراعي واقال: اسمع اكتب «واحنا بظهرك»...قلت له : انت بظهري ما اختلفنا «بس تلزّش كثير»...
هذه اللقاءات العابرة..هي آمال مقيمة ،تجعلك تبري القلم من جديد ، تكتب وتسدد وتقاوم وتقاتل وتفلت من مصيدة التسلل و تهزّ شباك الخوف ما استطعت اليه سبيلاً، حتى وان كنت تعرف في قرارة نفسك ، انه عند جدّ الجدّ ، لن تجد من يقول «احنا بظهرك» الا شرطي التنفيذ القضائي...

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-02-2016 08:20 AM


نعتذر

2) تعليق بواسطة :
09-02-2016 10:12 AM

الكل يعمل بالتجارة هذه الأيام .

3) تعليق بواسطة :
09-02-2016 11:13 AM

الكتابه طقوس يمارسها الكاتب لا لسماع التصفيق ولكن ليستشعر المقصود في المقاله الخوف,, الكلمات مكتوبه ويعرفها الجميع ولكن الكاتب يضع النقاط على الحروف,, الوطن واحد وللجميع ولكن همومه كثيره ومتشعبه وكل قارىء يعتبر نفسه هو المقصود والمعاناة المذكوره معاناته,, من هنا وجع الكاتب استطاع ان يحس به الناس عامه ولكن وجع كل واحد فينا يحبسه في داخله,, قلبنا على الوطن وسادة الوطن قلبهم برّررره.

4) تعليق بواسطة :
09-02-2016 11:43 AM

أعجب من ظن الكاتب بأن ما يكتبه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

بناء على مديح بعض المعارف والاقارب او من لا يقرأ المقالات وانما يسمع عنها من الآخرين.

من أهم صفات الانسان الطيبة هو

"التواضع"والكاتب يمنّ على الناس بكتاباته ويظن ان واجبهم ان يحتشدوا

في مظاهرات اعتراضا على أمر يصيبه

حتى ولو كان هذا الامر يخص القضاء,فهو

يطلب امتيازا فوق حقوق الناس الآخرين.

ناسيا ان في هذا الزمن لم يعد احد

محصّن مهما كانت منزلته,من يخطىء يعاقب حتى ولو كان الكاتب المحترم.

5) تعليق بواسطة :
13-02-2016 10:35 PM

اكتب واحنا بظهرك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012