أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السلطة الفلسطينية طلبت من اميركا واسرائيل عدم الإفراج عن البطل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال في القمة الاسلامية:تونس مع دولة فلسطينية على كامل فلسطين وعاصمتها القدس وتتحفظ على حدود 4 حزيران جيش الاحتلال يعلن مصرع 3 من جنوده في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


تريدون « للافتاء » ان يزدهر؟ ساعدوه !!

بقلم : حسين الرواشدة
22-02-2016 12:09 AM
اية حكومة هذه التي يمكن ان تغلق ابوابها - مهما كانت الظروف - امام احتياجات مؤسسة مهمة في بلدنا كدائرة الافتاء العام..؟ كنت ، بالطبع ، اتمنى ان لا اطرح هذا السؤال ، لا في سياق الاستفهام ولا الاستنكار ايضا ، لكن ما صدمني هو اصرار بعض المسؤولين على التعامل مع “الافتاء” بمنطق التسويف وعدم الاهتمام ، لكي لا اقول بمنطق المعاندة والاستعلاء، لدرجة ان مطالب الدائرة - حتى لو كانت بسيطة - غالبا ما ترد بلا مبرر، فيما لا تتوقف المطالبات لها بتطوير ادائها ، وتنفيذ خططها ، سواء في اطار الفتوى والتوجيه الديني ، او في اطار مواجهة التطرف والرد على افكاره لحماية مجتمعنا منه . لطالما انتقدت ، فيما مضى، مؤسساتنا الدينية ، وفي مقدمتها دائرة الافتاء ، وطالبتها آنذاك بالدفاع عن استقلاليتها ، وتحسين ادائها ، واستعادة ثقة الناس بها ، لكن منذ ان تولى سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة موقعه كمفت عام للمملكة تغيرت اشياء كثيرة، فقد استطاع بمساعدة امين الفتوى د محمد الخلايلة ، ومعهما نحو مئة وخمسين من المفتين والباحثين والموظفين ان يقلعوا بالدائرة الى آفاق ومدارك جديدة ، لدرجة ان “الافتاء” الاردني اصبح نموذجا يحظى باعجاب الاقربين والابعدين ، لا اقلل ابدا من قيمة الجهود التي بذلها المفتون السابقون ، ممن تبؤوا هذا الموقع ، لكن مع تغير الظروف والتحديات اصبحت دائرة الافتاء في منزلة تسمح لها بتقديم اداء افضل لجمهورها ، وكنت اتمنى لو استطيع ان اقف هنا امام انجازاتها المتميزة، او امام مواقف المفتي العام الذي لا اخفي احترامي واعجابي به ، وهي مواقف وان كان لا يعرفها الكثيرون ، الا انها تنمّ عن حكمة الرجل وصلابته في الحق وقوة ارادته ناهيك عما يتمتع به من خشية لله وايمان عميق وسماحة وفهم لرسالة الفتوى ، لكنني سأتجاوز ذلك كله لكي لا يفهم البعض انني في موقع الاشادة ، فيما الحقيقة انني بموقع الدفاع عن المؤسسة واعادة الاعتبار اليها ، وانصافها ايضا. اذا كان المطلوب من دائرة الافتاء العام ان تواجه “فوضى “ الفتاوى ، وان ترصد الافكار المتطرفة وترد عليها ، وان تحمل قيم الاعتدال والسماحة التي يدعو اليها الاسلام والتي تأسست عليها الدولة الاردنية ، وان تحمي فضاءنا الديني والاجتماعي من الاختراق، وان تجيب يوميا على مئات الاسئلة التي تتعلق بشؤون الحياة للناس وموقف الدين منها ، وان تطوّر اداءها وتحافظ على استقلالها بما يتناسب مع مقاصد الدين وظروف العصر ومتطلباته ، فان من الواجب على الحكومة ( الدولة ايضا) ان تقدم كل ما يلزم لمساعدتها على اداء رسالتها ، وتمكينها من القيام بدورها ، تماما كما تحظى مؤسسات اخرى ، ربما اقل اهمية منها ، بما تحتاجه وبما تطلبه ، واحيانا بما لا تستحقه. حين ندقق فيما حدث ، نجد - للاسف - ان المعادلة مختلة تماما، فبينما تمكنت مؤسسة الافتاء من ان تقف على قدميها وتقدم افضل الاداء وتطور نفسها ، قصرت الحكومة معها ، ولم تقدم لها ما تحتاجه وتطالب به من دعم ومساندة ، لا اريد هنا ان ارصد اوجه هذا التقصير ، يكفي ان اشير الى ان موازنة الدائرة السنوية لا تتجاوز المليون ونصف المليون دينار ، معظمها يذهب كرواتب ، كما ان المبنى الذي تقيم فيه مجرد عمارة سكنية ، لا تتسع ولا تصلح كمكاتب للموظفين ، كما انها تواجه في كل شتاء تدفق المياه التي تتجمع في طابقها السفلي ، ولا اعتقد ان هذا المبنى المتواضع يليق ابدا بدائرة “افتاء” للمملكة الاردنية الهاشمية، ومن زار “دور “ الافتاء في اقطارنا العربية والاسلامية ورأى ما يشاد لها من مبان يدرك تماما ما اعنيه ، فهي شاهد على منزلة هذه المؤسسة واهميتها ، وعلى احترام الدولة والمجتمع لها . اذا سألتني ايضا عن اوجه التقصير التي نتعامل بها مع “الافتاء” سأضيف ملاحظتين : الاولى ان اخواننا في المؤسسة بادروا الى تنظيم مؤتمر دولي حول “ الرد على شبهات التطرف والتكفير” في شهر ايار المقبل ، ولانهم لا يملكون التمويل الذي يكفي لتغطية نفقاته ، توجهوا لمقابلة السيد رئيس الوزراء ، فوعدهم بتقديم ما يلزم من دعم ،لكنهم فوجئوا بان الكتاب الذي بعثوه لاحقا تم تحويله لوزارة المالية ، وجاءهم الرد بالاعتذار عن تقديم اي مبلغ مالي ، مع توصية بتخصيص مبلغ من موازنة الدائرة للمؤتمر ، علما ان الموازنة كما اشرنا متواضعة ولا يمكن اقتطاع اي فلس من مخصصات اي بند فيها . الملاحظة الثانية تتعلق بمطالبة الدائرة للحكومة بالموافقة على نظام المكافآت لموظفيها، اسوة بغيرهم من الموظفين في القطاع الرسمي ، وقد جاء الرد ايضا بالاعتذار ، علما انه سبق وتمت الموافقة على نظام مكافآت يشبهه تماما تقدمت به وزارة البلديات. بقي لدي استدراك ، وهو ان دائرة الافتاء جزء اصيل من الدولة الاردنية ، مثلها مثل دائرة قاضي القضاة ووزارة الاوقاف ، كما ان للمفتي مقام معتبر ، دينيا وقانونيا ووطنيا ايضا ، وبالتالي فان اي تعامل معهما يجب ان يستند الى هذه الاعتبارات ، ولا يجوز لاحد ان يستغل اعتماد الدائرة على امكانيتها المتواضة للقيام بواجبها ، وبأكثر من المطلوب منها ، او تواضع سماحة المفتي وزهده ودماثة اخلاقه التي تمنعه من الطلب والالحاح في السؤال ، لحرمان الدائرة من الدعم والمساندة التي تستحقهما ، لان ذلك - ان حصل - سيصب في بند الخسارات التي دفعت مؤسساتنا الى الانطواء وافقدتها القدرة على الانجاز ، وهذا ما لا نريد ان تصل اليه دائرة الافتاء التي نعتز بانجازها، ونراهن على دورها في هذه المناخات الملبدة بعواصف التطرف والتشدد والكراهية.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012