أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


ادهم غرايبه يكتب : صولة اربد

بقلم : ادهم غرايبة
02-03-2016 11:16 PM
أخيرا – يا فرج الله ! – ' خشنت ' الإجهزة الأمنية صوتها , و رفعت سلاحها في وجه التطرف المتصاعد في المجتمع الاردني , و قررت ان تزأر – بعد عهد سيء من التثائب – بوجه مجموعة من المتطرفين الكارهين للحياة و المعاديين للإنسانية و الإعتدال و حق البشر في ان يكونوا مسؤوليين عن اعمالهم و قناعاتهم .
الحاجة إستدعت ' شد الرسن ' منذ زمن بعيد . لكن الضرورة القصوى تستدعي اليوم الحزم , ليس بوجهة الجماعات المتطرفة التي تنمو في تربة البؤس , و تراجع هيبة الدولة , و تراخي الدولة عن دورها الابوي في المجال الاجتماعي , و غلاء المعيشة , و تراجع الخدمات الاساسية التي تدفع الشباب – مرغمين – لليأس , و التهاون ازاء فئة من الضلالين الطائفين الذين ينشرون سمومهم في الإعلام و الجامعات دون ادنى حساب لحضن جماعات التطرف . الحزم يجب ان يطال جماعات الفساد التي نكلت بإقتصاد الاردن و اختطفت الحياة السياسية و زودتها بعشرات الأشخاص غير المؤهلين في السلطات الثلاث . و تستدعي الضرورة ايضا ' شد الرسن ' بوجه اللصوص و شبكات الدعارة و المخدرات التي تعمل بكل اريحية وصولا لكل موظف يتهاون في اداء عمله .
الصولة الجهادية التي شهدتها مدينة اربد مفيدة للمجتمع و الدولة معا , فهي من جهة ستردع سعار المتطرفين الذين عاشوا ازهى عصورهم في السنوات الاخيره بعد ان بالغت جهات امنية في تغليب سياسة ' الامن الناعم ' و الاحتواء . و من جهة اخرى تبعث برسالة ان للاردن رجال تحمية و تفتديه بكل رحابة . لا بل ان هول العملية سيردع – غالبا – حتى اولئك العابثين بسياراتهم في الشوارع و لو لبعض الوقت !
امثال هؤلاء المتطرفين لا يتم احتوائهم , و لا يمكن الاستكانة لهم و الاكتفاء باختراقهم استخباريا . هؤلاء يتم التغلب عليهم و انهاء وجودهم عبر تعزيز ثقة المواطن بوطنه عبر التعامل معه باحترام و تقديم الخدمات له و توفير الامان الاجتماعي صحيا و تعليميا و الخدمات العامة الاخرى و الكف عن تحويله من ' مواطن ' الى ' زبون ' , يلي ذلك مراجعة نظام التعليم برمته و المناهج التي تدرس و تعزيز قيم الثقافة الانسانية عبر مهرجانات و مواسم ثقافية مستمرة و تمكين المثقفين من التيارات العلمانية الوطنية . و كل ذلك يستدعي حكومة من شخصيات وطنية محترمة صاحبة انتماء حقيقي و نية اصلاح سياسي حقيقة لا تلك التي يتحدث عنها وزير التنمية السياسية الحالي للسفيرة الامريكية في عمان و هو يقدم لها شرحا عن قانون انتخاب هو ذاته لا يفهمه !
التطرف في المجتمع ليس في الشق الديني فقط , هناك تطرف لدى جماعات الفساد التي حلبت الضرع و حينما انقطع الدر حلبوا الدم , فلماذا لا نشهد حملة امنية ضدهم ايضا ؟!
الدولة و مجتمعها عانت لسنوات طوال من التراخي و التهاون في تطبيق القوانين و الانظمة الى ان وصلنا لانفلات اخلاقي غير مسبوق دفع بفئات اكاديمية و مثقفة متميزة لترك الاردن بعد ان اصبحوا غرباء في وطنهم . و دفعت بمن لا يحظى بترك البلد للبؤس و رغبة الانتقام !
اربد لم تكن في يوم من الايام معقلا لقوى التطرف , بل على العكس من ذلك فقد قدمت للاردن خير مثقفيه و اكثر سياسيه عفة و نقاء يد اذكر منهم الشهيد وصفي التل و احمد العبيدات و عون الخصاونه و قبلهم قدمت عرار و الشهيد كايد المفلح العبيدات و سودي الروسان و غيرهم .
اعود لصور ستينات و سبيعنات القرن الماضي فاندهش لانتشار النشاطات الثقافية و السياسية و الموسيقية و التنانير القصيرة و الاختلاط الذي لم يكن سببا في اي تحرش , و اندهش لمستوى الرقي في التعامل, و اقارنه اليوم بصور جلابيب النساء و الدشاديش القصيرة و اللحى التي تصل للركب فتندهش لما تسمعه من انحلال و تراجع المستوى الفكري للناس الذي هجر الدنيا و انصرف للحديث عن الموت و الاخرة فقط ناسيا ابسط حقوقه المدنية في دولة تتفن في فرض ضرائب حتى على العطاس !
' الدولة ' ليست مسؤولة عن انحطاط المجتمع فحسب , انها مدانة بلا اي شك , فهي التي تبنت تكتيك تسويق فئات تكره الدنيا و هي التي تبنت كل ما من شأنه تفتيت الاردنيين و اغراقهم بالتخلف و تبني هويات فرعية متنوعة ايمانا منها بمقولة ' فرق تسد ' !
كونك معارضا هذا لا يعني ابدا ان تكفر بمؤسسات بلدك . من هذا المنطلق ما زلت – و ساظل اؤمن – ان في كل مؤسسات الدولة – برغم خرابها المؤقت – شرفاء يصارعون الإحباط الذي تمطر سحبه يوميا و من تلك المؤسسات جهاز المخابرات العامة الذي نستنهض همم شرفاء افراده و ضباطه لفعل كل ما بوسعهم لتصحيح مسارات بلدهم و انقاذه .
نقطة عرق – لا نقطة دم فحسب – من الشهيد راشد الزيود و رفاقة الجرحى اشرف و اطهر من لحى كل المتطرفين الذين يريدون تحويل حياة الناس الى جحيم في الدنيا و محاسبتهم قبل موتهم , ناسين انهم مجرد بشر و فوق ذلك انهم يعيشون في عصور غابرة !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-03-2016 12:04 AM

المجموعه الارهابيه في مخيم اربد للاجئين وليس في اربد ...ارجو ان تصحح معلوماتك اخ ادهم

2) تعليق بواسطة :
03-03-2016 05:48 AM

بداية تثاؤب وليس تثائب.

ثانياً، تثاؤب الأجهزة الأمنية جاء نتيجة كثرة المسيرات ومدعي الحراكات السياسية واحسبك واحداً منهم.
فلم تَدَعوا مناسبة شم النسيم تمر من دون تجمهر وهتافات على الفاضي والمليان والروس والطليان.
اجهزتنا الأمنية التي غدت عزيزة الان كانت تحت قصف قلمك المتكرر ولم تسلم حتى كلياتنا العسكرية التي تخرج افواج البطولة عندما ارادت ان تبني كلية متطورة وكنت انت معارضا من اجل ثماني عشرة شجرة في برقش.

3) تعليق بواسطة :
03-03-2016 07:13 AM

ومن الصور الناصعه أيضاً في سنوات الستينات والسبعينات أن كان هناك تكافلاً إجتماعياً أمنياً إبتداءً من الدخلة فالشارع فالحي ثم على مستوى القريه والمدينه ، وكانت هذه الثقافه الامنيه بواعز من الغيره والشرف والاهتمام والحرص على الجار وجار الجار كما أوصت به التعاليم السمحه ، وكان يسال عن الضيف الغريب وما الذي أتى ومن يريد ولماذا .

يقابل تلك الصوره اللامبالاه وعدم الاكتراث وانا لايعنيني وشو إمدخلني وبكره بجرجر خليني منا شايف أحسن إلي هذا ما يتردد في الغالب ، كله بسبب الجبن والتمسحه لا الغيره على..

4) تعليق بواسطة :
03-03-2016 07:31 AM

نعم لا الغيره على شيء لا على عرض ولا مال فإتسعت رقعة النذاله والفساد ، وحتى العار أصبح في كثيرٍ من الحالات مستساغ .

ومع هذه الحاله اللامقبوله ، يجب أن يتعلم النشىءالجديد الايثار ، الحفاظ على المصالح العامه ، تعزيز الحس الامني كرغبه مثل الطعام والشراب ، ثم أين من رجالنا ونسائنا وأبنائنا وبناتنا والمجتمع بأكمله عندما تشاهد أرتال الظلاميين بينهم ويستأجرون عندهم ويشاهدون حتى السلاح وتناقله ثم لايحركون ساكناً ولا يبلغون مسؤلاً اليس ذلك هو الجبن والسقاطه ومتى هاتان الصفتان كانتا نعتاً لنا .

5) تعليق بواسطة :
03-03-2016 11:01 AM

مع كل اسف وحزن أنّ أفراد الخليه هم من اخوتنا في الهوية والدين واللغة والنسب، أردنيوون من أصول فلسطينية مع كل أسف لقولي هذا --- لكن هذه الحقيقية
وشكرا لكم ادهم على هذا المقال بوركت

6) تعليق بواسطة :
03-03-2016 11:27 AM

احداث اربد درس ورساله ..
درس لمن تسوّل له نفسه المريضه العبث بامن البلد .
ورسالة واضحه ان الاردنيين بالملمّات يصبحون على قلب رجل واحد كلما لاح خطب بالافق .

ولا اخال حديثي بجديد ان قلت ان الاردنيين سيتعلّقون بدولتهم وقيادتهم اكثر ان سيقت رموز الفساد الى ما يستحقون .. وبذلك تشفي الدوله صدور قوم مغبونون .
املنا كبير بالله وبعبدالله ولم نقنط بعد .
يا سيد البلاد بينك وبين قلوبنا حساب الفاسدين وانك ان شاء الله عليهم لقدير # انهم _ لا يعجزونك .

7) تعليق بواسطة :
03-03-2016 12:11 PM

تحية لك أخي أدهم ماقصرت غيرتك على الوطن تترجمها في كل حين ضد الفاسد والمتخاذل والوصولي والطامع الطامح ومن يقترب من أمن الوطن وأقول لتعليق 2 كتابات أدهم مسيراته ضد الفساد التي تعيره بها وسام يضعه على صدره وأما كون هؤلاء المجرمين من أصول فلسطينية فالإجرام والإرهاب ليس له ملة ولاأصل وهم من حثالة المجتمعات والشعب الفلسطينيالحر وخصوصا الصامدين غرب النهر يخشى على أمن الأردن كخشيته على فلسطين .

8) تعليق بواسطة :
03-03-2016 04:17 PM

.
-- يجب ان نجد اصل الداء قبل تحديد الدواء ، الهند بلد أفقر منا وبه جهل وظلم ومليار و ربع نسمه يدين اغلبهم بالهندوسية ومع ذلك ليس به " قاعده او داعش" هندوسية منظمه مسلحه ثريه تملك أحدث تقنيات التواصل والإعلام

-- لو تم اكتشاف النفط في سيرالانكا واستملكتها عائله تتحالف مع عائله اخرى من رهبان الهندوس وقررا انفاق المليارات لصناعه سلفيه هندوسيه مسلحه في الهند تشغل الهنود ببعضهم كي تحمي تلك العائله مصالحها لتحولت الهند الى جحيم

- اصل المشكله وعلاجها في تلك الصحراء

.

9) تعليق بواسطة :
03-03-2016 07:17 PM

"" يا سيد البلاد بينك وبين قلوبنا حساب الفاسدين "" هذه الجملة شاملة - قويه و معبرة جدا يا دكتور ابراهيم فليّـح النصيرات .

10) تعليق بواسطة :
03-03-2016 07:36 PM

تخلي الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية والمعيشية وخاصة لذوي الدخل المتدني والذين تخلت عنهم الدولة فجأة وقالت لهم دبروا حالكم بدون سابق انذار او اشعار تطبيقاً لسياسات وأفكار الصلعان جماعة تحرير الاسعار والسوق الحر والذين ذهبوا طائعين ومتطوعين للتوقيع على اتفاقيات التجارة الحرة وزراء حكومات على شعب يعيش 90% منه على مداخيل ثلاثمائة ديناراً شهرياً!!!

11) تعليق بواسطة :
04-03-2016 12:44 PM

((عندما تتغير قواعد اللعبة...))

* لكل لعبة سياسية قواعدها، ولكن هذه القواعد ليست ثابتة، وهذا ما وشت به أحداث أربد الأخيرة.

* فالأردن لن يزج بقواته العسكرية داخل العمق السوري لمحاربة داعش، وهذه هي أحد قواعد لعبته.

* وداعش لن تلقي بثقلها داخل الأردن، فهي أحوج لقواتها في كل من الجبهتين السورية والعراقية، وهذه هي احدى قواعد لعبتها.

* اذن، فالاحداث الأخيرة هي للتذكير بآحتمال تغيير قواعد اللعبة.

* الأمر المخيف، هو عندما يتم تغيير قواعد اللعبة دوليا، دون علم اللاعبين الصغار !!!

12) تعليق بواسطة :
04-03-2016 12:52 PM

أولا: عيب، ومش وقته.
ثانيا: اقرأ الأخبار جيدا.
ثالثا: غدا تعلن الأسماء ويأتيك بالأخبار من لم تزود.

13) تعليق بواسطة :
04-03-2016 01:25 PM

الى الأخ الفاضل/ المغترب تعليق رقم 8

بعد التحية،

* الهند كدولة قامت بالتالي (دونما نفط) :

1 ـ قضمت (باكستان الشرقية) وآبتلعتها، وجميعنا يذكر (قضية البنجاب المزمنة).

2 ـ قضمت كذلك (حقوق الأقليات المسلمة )وآبتلعتها، والهندوس ليسوا بأصدقاء للمسلمين.

هذا على الصعيد الأقليمي، أما على الصعيد الدولي :

3 ـ فالهند لم تتورع يوما قبل الحرب الباردة وبعدها، الانخراط بالتحالف أو العداء الثلاثي (الهندي ـ الصيني ـ الروسي)، وتبعياته التي أدت للتصعيد النووي هناك.

مع الاحترام

14) تعليق بواسطة :
04-03-2016 01:29 PM

يجب تطهير المخيمات من تلك الزمر المارقة

15) تعليق بواسطة :
04-03-2016 03:03 PM

.
-- سيدي ، اتفق مع جميع ما تفضلت به ،، انا ذكرت سيرالانكا والهند والهندوس كمثال "توريه " بطريقه " الكاتب الساخر برنارد شو " لان المقصود بتعليقي هو دوله عربيه بتروليه تملكها عائله بغطاء ديني إسلامي متطرف توفره لها عائله اخرى تهيمن على المجتمع بالسيف والرعب والتكفير

-- وهي مناسبه لتقديم شكري لما تفيض به من تعليقات تنبع من خبرتك الدبلوماسيه والتي احرص على متابعتها والاستفادة منها

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012