أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


هية الكرك .. وقائع تكشف ظلم الاتراك مطلع القرن الماضي

17-04-2016 11:27 AM
كل الاردن -
هية الكرك .. وقائع تكشف ظلم الاتراك مطلع القرن الماضي

الكرك 16 نيسان (بترا)- ذاق ابناء الكرك ابان حكم الدولة العثمانية ويلات القتل والتشريد وابشع صنوف التفرقة والعبودية وتكريس النزعة الطوارانية التي نظرت الى الشعوب العربية باستخفاف على يد قادة الاتحاد والترقي العثماني، احد اذرع الدولة العثمانية في بلاد الشام، فتنادى وجهاء العشائر الكركية الى توحيد الصفوف للحد من هذه الممارسات المذلة والثورة ضد البطش العثماني، التي مهدت فيما بعد الى الاستجابة الفورية للمشاركة الفاعلة في الثورة العربية الكبرى التي فجرها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه من بطاح مكة بقيادة قدر بن صالح المجالي ودعم من وجهاء وزعماء عشائر الكرك.

وقال الباحث والمؤرخ حامد حسين النوايسة لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان ثورة الكرك اختلف الناس بتسميتها، فمنهم من اطلق عليها (الهية او الهبة ومنهم من اسماها بالثورة) واسمتها الصحف الصادرة انذاك (بالتمرد)، وللانصاف، كما يقول النوايسة، انها ثورة بمعنى الثورة من حيث التخطيط والتصميم، لافتا الى ان الكرك لم تكن بمعزل عن المحيط بها وعما يدور في عاصمة الخلافة العثمانية من تحركات علمانية مع بداية ظهور التيار التركي القومي (تركيا الفتاة وحزب الاتحاد والترقي )، ولمكانة ولاية الكرك التي تشكل بوابة الحرمين الشريفين ومحطة الحج الشامي ومصدرا رئيسيا لتوريد القمح لكل الولايات العثمانية التي تحيط بها فكانت تشكل ملتقى للتجار من دمشق وبيروت والقدس وتبادل الافكار لتخليص الناس من القهر والعبودية التي كانت تمارسها الدولة العثمانية عليهم والتي دونها الشعراء والشعبيون في قصائدهم وحكاياتهم.

واضاف ان صدور قرار باستبعاد الشيخ قدر المجالي شيخ مشايخ الكرك يعد الشرارة الاولى التي اجتمع عليها مشايخ الكرك في دار البلدية لبحث الابعاد والاحوال التي يعاني منها الناس واستغلال صدور امر سامي باشا الفاروقي الى متصرف الكرك لجمع السلاح واستيفاء الضرائب وتحديد مساحات الاراضي وتعداد النفوس واخذ الشباب الى الروملي أي (الولايات العثمانية في دول البلقان) واعدادهم للحرب التي اطلق عليها اسم (سفر برلك)، وطلبوا وجهاء العشائر من المتصرف تشكيل لجان لعملية التعداد التي سيشارك فيها عدد من الجنود لاعطاء الناس صورة بان الدولة جادة في الامر، وكان قصد الوجهاء من ذلك تفريغ المدينة وقلعة الكرك من اكبر عدد ممكن من العساكر لتشتيتهم بما لا يمكنهم من السيطرة عليهم حال اندلاع الثورة.

وبين النوايسة انه تم الاتفاق بين الثوار بقيادة الشيخ قدر صالح المجالي بان يكون يوم الثلاثاء هو يوم الثورة، ولكن الظروف تسارعت فبدأت اعمال الثوره قبل الموعد بيوم، واستطاع الجيش العثماني اخمادها وتدمير ما يزيد على 500 منزل في الكرك واحراق سقوفها والقبض على عدد كبير من الناس منهم من اعدم في الشام ومنهم من اعدم في الكرك بطريقة بشعة، حيث صدرت الاحكام على من اعدم في الكرك وهم مقيدون في ساحة المسجد الحميدي في وسط مدينة الكرك وكان ينادي الحاكم على المحكوم بالاعدام باسمه ويقول (درب القلعة)، فيأخذه الجنود الى الباب الشمالي الشرقي من القلعة الى ان يصل الى المشنقة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من قلعة الكرك الحالية ويربط بحجر في عنقه ويلقى به من فوق سور القلعة باتجاه وادٍ سحيق يطل على نبع عين الصفصاف الذي يقع في اسفل الوادي المقابل الى قرية الشهابية حاليا، بعد ان يطعنه الجنود بحرابهم واخرون يقطعونهم ويلقى بهم من فوق السور ويلفقون لهم القصص الوهمية بأنهم هربوا من الجنود وقفزوا من فوق سور القلعة بارادتهم والقسم الاخر كانوا يضربونهم حتى الموت امام الناس ويلقى بهم في بئر العلاوي انذاك.

واشار النوايسة الى المذبحة التي تعرض لها ابناء عشيرة المواجدة في منطقة عراق الكرك، مبينا انهم تم قتلهم طعنا بخناجر البنادق وهم مقيدون كل اثنين ظهورهم الى بعض ويدفع بهم الى دار كبيرة ما زالت اثارها ماثلة للان وبداخل هذه الدار يقف جنديان متقابلان وعندما يدفع الرجلان الى داخل الدار يتم طعنهم من اعلى بطونهم حتى اسفلها، لافتا الى ان عدد الذين قتلوا في مذبحة المواجدة في منطقة العراق-الكرك بهذه الطريقة بلغ 66 رجلا وامرأة وبلغ مجموع من قتل في منطقة العراق 72 رجلا وامراة منهم 6 اعدموا في قلعة الكرك وعلى راسهم الشيخ مسلم المواجدة.

وقال الباحث النوايسة انه من خلال الابحاث والمقابلات الشخصية التي قام بها مع النسابة مطيع يوسف القطاونة، فان الدولة العثمانية القت القبض على العديد من زعماء ووجهاء عشائر الكرك الذين شاركوا في ثورتها وعاقبتهم بمختلف الصنوف التعذبية وشكلت لهم محكمة صورية في دار المحكمة في الكرك واعدمتهم من خلال المقصلة بالمنشار، حيث كان يضعوا المحكومين جماعات على برج الحمى الواقع في الجهة الجنوبية ونشر روؤسهم ووضع اجسادهم باكياس وقذفهم من فوق اسوار القلعة الغربية المطلة على قرية الفرنج انذاك والمعروفة اليوم بالشهابية الى جانب قذف العديد من المحكومين احياء، منهم من مات ومنهم من انجاه ثوبه الذي تحول الى برشوث لينجى ويهرب الى المنطقة الوعرة في الجهة الغربية من القلعة.

وبين ان عددا كبيرا من الذين شاركوا في الثورة لم يسلموا انفسهم وهربوا الى الجبال والمناطق الوعرة ونجوا من مشنقة واحكام العثمانين الجائرة، لافتا الى ان عدد الذين وجهت لهم التهم بلغ حولي 1047 شخصا، حكم غيابيا على 560 شخصا منهم، وقد تم تحويل عدد من المحكومين إلى سجن القلعة في دمشق، حيث اعدم 22 شخصا، منهم خمسة اشخاص اعدموا في ساحة الاتحاد بدمشق وهم علي سليمان اللوانسة ودرويش بن خليل الجعافرة وساهر بن محمد المعايطة ومنصور بن إبراهيم الذنيبات وخليل بن هلال الذنيبات.

اما الباقون فقد اعدموا في الكرك : محمد البحري البصراوي وذياب بن حمود الجلامدة وعاتق بن طاعة الطراونة وفجيج بن طاعة الطراونة ومنصور بن طريف وسليمان البطوش وعبد الغني البطوش وصحن بن فارس المجالي وعبد القادر المجالي ودرويش المجالي ومحمود بن طه الضمور ومحمد بن علي الطراونة وحسين بن اعوض الطراونة ومحمود بن إسماعيل القطاونة ومعمر المعايطة وسالم الصرايرة وحسين بن عليان العواسا النعيمات، وفلاح بن عوض الطراونة0 واشار النوايسة الى انه صدر بحق 85 شخصا احكام غيابية بالسجن، منهم الشيخ قدر صالح المجالي الذي ظل مختفيا إلى أن اعلنت الدولة العثمانية العفو عنه عام 1910 واعدم بالسم في عام 1917 في دمشق.

--(بترا)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-04-2016 02:00 PM

هذه الثورة " تحتاج من المؤرخين الى اجراء دراسات مستفيضة ،كونها تتوج تاريخاً اردنيا ظل مخفياً عن الاجيال الصاعدة ولا يزال مهمشا حتى الوقت الحالي

2) تعليق بواسطة :
17-04-2016 02:19 PM

وها هي نفس
السيناريوهات
ونفس المناهج
ونفس المعتقدات
ونفس الإجراءات
ونفس العثمانيه تتجلى في الدواعش وجبهة النصره وغيرها
يطبقونها بسوريا والعراق واليمن وليبيا العثمانيه بإجرامها القديم الحديث تريد التسلط على العرب وإبتزازهم وسرقة ثرواتهم تحت شعارات إسلاميه مسنده من الناتو الإسلامي والإسرائيلي الجهادي وها هو نتنياهو بعد أن إطمئن لمجاهديه الإسلاميه يعلن للملاء ولكل عربي مستعرب أن الجولان سيبقى لإسرئيل للأبد
ودعاة القرآن دستورنا مازالوا في هوى وعشق إسرائيل هائمون ويدروشون ويرتلون تراتيل الهيام

3) تعليق بواسطة :
18-04-2016 04:19 AM

يجب عدم فصل "الثورة العربية الكبرى" عن سياقها التاريخي فهي أولا وأخيرا جزء من معارك الحرب العالمية الاولى التي انتصر فيها الحلفاء على ألمانيا وتركيا. كان طريق البحر إلى دمشق عصيا على البريطانيين وكانت لديهم معلومات استخبارية من عملائهم على الأرض وفي مقدمتهم لورنس الشهير بلورنس العرب تتحدث عن طريق بري بديل لكنه صحراوي. بعد دراسة الخيار وجدت لندن أنه اقل كلفة مالية وبشرية لها من طريق البحر فاتصلت بالشريف حسين عن طريق نجله عبد الله وأوهمته بعزمها تعيينه ملكا على العرب إن دخل الحرب إلى جانبها. يتبع

4) تعليق بواسطة :
18-04-2016 04:25 AM

دخل الشريف الحرب إلى جانب البريطانيين وسيّر جيشا إلى شمال الحجاز بقيادة نجله فيصل الذي نجح في دخول دمشق قبل أن يطرده الفرنسيون منها. أما عبد الله فقد قاد جيشا لتأديب آل سعود في نجد فما كان منهم إلا أن طاردوه إلى الحجاز قبل أن يخرجوا أباه منها. ولما لم يعد لعبد الله مكان يؤويه لجأ إلى الأردن سعيا وراء عرش فيصل في دمشق. وتنفيذا من البريطانيين لعهودهم مع فرنسا منعت لندن عبد الله من مجرد التفكير بذلك وعينته بدلا من ذلك أميرا على "شرق الأردن". هذه هي باختصار قصة "الثورة العربية الكبرى"!

5) تعليق بواسطة :
18-04-2016 12:24 PM

تعرض العرب للظلم على يد الاتراك عندما استلم حزب الاتحاد والترقي السلطة في تركيا
قبل ذلك لم يكن العرب والاتراك في اي عداء
دليل ذلك ان العرب بقوا تحت الحكم التركي 400 عام دون مشاكل تذكر
ولكن في عصرنا الحاضر هناك حزب اتحاد وترقي جديد في ايران الفارسية يعادي كل شئ عربي سواء عرب الداخل الايراني والذين يتعرضون لظلم يفوق ما فعله حزب الاتحاد والترقي
او الدول العربية التي تحاربها ايران الارهابية ارضاءا لشعوبيتها وحقدها الدفين

6) تعليق بواسطة :
18-04-2016 02:33 PM

لأن العرب لم يكونوا في يوما من الأيام مشاركين ولو شكليا بالإدارة أو القيادة أو حتى وجوديا كانوا مغيبين عن الساحة
بينما كانوا الأتراك يعززوا بوجودهم على حساب الدين وكانت اللغة التركيه هي اللغه الرسميه إلا ما يخص الشؤون الدينية
حكموا ال عثمان باسم الترك

7) تعليق بواسطة :
18-04-2016 04:09 PM

الله يرحم من مات واعدم في هذه الثورة .......... وظروف اليوم لم تتغير ف عبدالله النسور احصى النفوس ووضع ضريبة على الهواء والكلام واصبحت دولتنا جابي ماذا تغير المسميات ..... مسقفات وضريبة دخل ورسوم على شهادة الميلاد وشهادة الولادة وضريبة مبيعات ورسوم اقتناء سلاح وسيارة ومعقار وتدفع عندما تدخل للوطن وعندما تخرج منه وعندما تصف سيارتك مزدوج عندما لا تجد مواقف ماذا تغير الاردنيون في الوظائف الرسمية يكدوا ويجتهدوا والذوات واولادهم وانسبائهم واقاربهم واحبابهم يتلذذون في خيرات الوطن ... الفرق الوحيد ا

8) تعليق بواسطة :
18-04-2016 04:12 PM

الفرق الوحيد ان اجدانا كانوا يمتلكوا الاباء والعزة والكرامه ولم يقبلوا بينما نحن ضيعنا معاني الرجولة ومن اجل الامن والامان رضينا في البين والفساد وبيع مقدرات الدولة ورفع الاسعار .... الله يرحم الدولة العثمانية وايامها والله يرحم اباءانا واجدادنا الذين ضحوا من اجل مستقبلنا وبلدنا ولكن للاسف تضحياتهم يقطف ثمارها ابناء ....ام

9) تعليق بواسطة :
18-04-2016 10:03 PM

هناك خلط بين تركيا في ظل حزب الاتحاد والترقي اليهودي وبين تركيا العثمانية على ايام السلاطين الذين كانوا يحكموا بالاسلام وتليق 5 وضح الامر بالتمام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012