أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


على الأردن أن يكتشف نفسه

بقلم : فايز الفايز
01-05-2016 12:31 AM
يبدو أن كثيراً من المسؤولين الذين يدفعون باتجاه صناعة الرأي العام يحاولون إعادة بناء ذات اللغة القديمة في توصيف علاقاتنا مع الدول وبيعها على السوق الإعلامي،وهذه الرتابة التي نعيشها في الخطاب السياسي والاقتصادي تعود الى «سياسة الإغراق» الإعلامي التي نعيشها منذ سنوات قليلة،ما قلّص أو أنهى فئة « قادة الرأي العام» ليس من الكتاب الصحفيين وكبار رجال السياسة والاقتصاد فقط، بل إن المفكرّين الذين كانوا يجترحون الأفكار لمناقشتها لم يعد لهم مكان في ظل رأي الجميع، خصوصا فيما يتعلق بالمسائل الكبرى التي تمس علاقات الأردن بمحيطه والمحكومة بالنصوص الحسابية.
لقد جاءت زيارة الملك عبدالله الثاني الى العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي كهدف ثمين في نهايات الشوط الأخير من المباريات السياسية والاقتصادية التي تخوضها الدول الاقتصادية الكبرى لمحاولة إنقاذ نفسها، وهي دول سياسية وازنة في الأصل، فالمملكة العربية السعودية هي كفّة الميزان العربي، تقابلها مصر رغم الاعتلالات التي تعاني منها مصر الجديدة، ولذلك كانت النتائج التي تمخضت عنها الزيارة فرصة مهمة لنفهم أين تؤدي كل تلك الطرق المتشعبة أمامنا، رغم اختطاف الرأي العام للزيارة في اتجاهات أخرى، ومحاولة صنع صورة لأبطال خارقين سيغيرون المستقبل فورا، رغم معرفة الجميع أن الملك هو الذي يقود السياسة الخارجية وهو الذي يتحمل تكلفة جلب المساعدات والمنح والقروض والإستثمارات الى الأردن..
لم يعد مستساغا ما نسمعه في كل مناسبة من تمجيد للدور العربي التاريخي في الوقوف مع الأردن، وكأن الأردن جزء من الصحراء الغربية لم يكن صالحا يوما سوى للقنيص والرحلات عبر الرمال الذهبية، فموقع الأردن الذي لا ينتبه له أهله، هو أكثر المواقع اليوم استراتيجية في قلب العالم العربي، والقوة الكامنة التي لم يكتشفها مسؤولوه حتى الآن، غير موجودة في كثير من البلاد المجاورة ، ليس لأننا جزيرة الأحلام وكهف الثروات وخط المدار الذي يدور عليه العالم، بل الأردن يمكن أن يعيد رسم خوارط النقل والوصل والفصل بين شمال الشرق الأوسط وجنوبه وغربه وشرقه من جديد.
إن إرث الدولة بمجموعها البشري والتعليمي والصناعي والطبي القديم منذ التأسيس يتجاوز عقدة التجاذبات السياسية مع المتغيرات الفكرية للمحيط العربي ، ويمكن الاستفادة مما تبقى من ذلك الإرث في إعادة إنتاج القوى البشرية من خلال إعادة النهوض بالتعليم المهني والصناعي والعلمي المستقبلي، ولذلك فإن السرّ هو في الإنسان الأردني من شتى فروعه ومعتقده الاجتماعي والفكري والعلمي، وهو اليوم لمن نسي أو لا يعرف ، هو من أفضل الموظفين في دول الخليج العربي، وهو استثمار وطني متميز، ومتجاوز لعقدة وزارة الخارجية ووزارة العمل والحكومات التشغيلية المتعاقبة.
إن طمعنا بوعود المستقبل التي يبشرنا بها مجلس التنسيق السعودي الأردني،الذي جاء نتيجة عمل لأشهر طويلة، لا يجب أن يجعلنا أسرى لتلك العقلية القديمة التي تقبع في محراب الابتهال بالدعاء» اللهم أرزقنا»، بل يجب أن لا نضيع أو نفّوت أي فرصة لتشغيل الشباب المعّطلين عن العمل والذين يتزايدون بشكل كارثي، أكان من مشاريع موعودة، أو من خلال استثمار «التنسيق» لفتح أسواق عمل جديدة في ظل سياسة الدول الخليجية التي ستنفتح على القطاع الخاص جبرّا، والمحافظة على مئات آلاف الأردنيين العاملين في السعودية ودول الخليج الشقيقة.
على تصريحاتنا أن تكون أكثر تقدمية وأكثر إتزانا وأكثر دقة، فلم تعد الأحلام كافية لمحاولة تصبير الناس، ففي زمن الحرب التي تحرق كل شيء في سوريا واليمن وليبيا، باتت المنافسة شديدة بين قيادة البناء التي نحاول دعمها، وبين قيادة التدمير التي يتقنها من تعرفونهم لجعل هذا الشرق العربي أودية موحشة وصحاري مقفرة، لاتسيل فيها سوى الدماء، ولا ينبت فيها سوى التطرف، ولا تضيء في سمائها سوى ألسنة اللهب والقذائف المتفجرة،وعلى الأردن أن يكتشف نفسه من جديد.
ومن هنا يجب أن نسأل في ظل العلاقات الجديدة لبلدنا: هل سنبقى على ذات الماكينة القديمة التي تقود التنمية والبناء والاستثمار في الأرض والإنسان، أم أن التغيير سيطال الأذرع القديمة الصدئة ونبقى نكيل المديح للسحاب لأنه أمطر علينا قليلا رغم سنين القحط التي نعيشها ، ثم لا نحصد سوى السواليف.. هلاّ بدأنا بإصلاح قاعدة التفكير،أم فات الأوان !

(الراي )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-05-2016 03:46 AM

الاكتشاف العظيم هو ان الاردن لا والي ولا حامي له من السعودية ولا حتى اميركا وما عليه ايوه سيدي حاضر سيدي وسواليف لبهلوان ومليارات الدجل ومشاريع الهوان كلها اوامر من الخارج وصرنا مضحكة للخليج من ورا هالشحاد.
اصبر لحين ما يصير الزطي رئيس وزراء.

2) تعليق بواسطة :
01-05-2016 09:41 AM

لقد فات الاوان من زمان يا عزيزي و كانك تحارب طواحين الهواء، فلقد كانت هناك حقبة قصيرة من تاريخ هذه الامة عندما بعث الله لها نبيا اخرجها من الجهالة الى النور وجعل منها أمة بين الامم تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر، الى ان كفرت بما حباهاالله به من نعم، ثم عادت الى ما كانت عليه، قبائل متناحرة متحاربة تغزوا بعضها بعضا و أصبحت أضحوكة العالم. فلا تامل ولا تتأمل يا اخي في العروبة.

3) تعليق بواسطة :
01-05-2016 12:37 PM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
01-05-2016 07:21 PM

ههههههههههه من يوم ما خلقت وانا اسمع .بالتاكيد او اتفاق العرب على متانة هههههههههه العلاقات متانه على فكره كل واحد فينا عنده متانه ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012