أضف إلى المفضلة
السبت , 11 أيار/مايو 2024
السبت , 11 أيار/مايو 2024


«ذيبان» محطة اختبار مهمة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
28-06-2016 01:30 AM
خطوة الحكومة نحو حل أزمة ذيبان بطريقة توافقية خطوة في الاتجاه الصحيح بكل تأكيد، وأعتقد أن تحكيم العقل والحكمة في الاستماع لمطالب الشباب، والجلوس معهم ومحاورتهم وفهم الوضع القائم عن قرب هو الخيار المنطقي المتاح من بين الخيارات المطروحة التي تذهب يميناً أو يساراً، فهناك خيار الحسم بالقوة الذي يقضي بهدم الخيمة ومنع الاحتجاج وقطع الطريق على أسلوب الاعتصامات تحت مبرر عدم السماح لعودة الحراك، وعدم فتح الطريق أمام الشباب بالنزول إلى الشارع الذي ربما بؤدي إلى الانفلات الأمني ويشكل ذلك ضغطاً قوياً يلوي ذراع الحكومة، وهناك خيار أن يغض النظر عن الخيمة وعدم المساس بها وإهمالها ما زالت تمارس الاحتجاج بطريقة سلمية لا تعطل مصالح الناس ولا تعرقل حركة الناس ومسير المركبات حتى يملّوا وحدهم؛ لأن الاحتكاك بهم يدفع نحو الحدة ويزيد من الالتفاف حولهم، لأن حركات الاحتجاج تتغذى على ردات الأفعال وعلى كثرة الأخطاء الرسمية.
بقي الخيار الثالث الذي يذهب إلى محاورتهم والاستماع إلى مطالبهم وبذل الجهد في محاولة حل مشاكلهم بقدر ما تسمح به ظروف الحكومة والدولة والظروف المحيطة، فهذا الخيار وفق هذا المنهج هو عين الحكمة وهو يمثل دور الحكومة المطلوب معهم ومع أشباههم، وسوف يجد هذا الأسلوب نجاحاً في ظل افتراض حسن النية من الطرفين، وفي ظل سقف الانتماء الوطني الذي ليس حكراً على الجانب الرسمي ولا على الجانب الشعبي كذلك، فهذا الوطن لنا جميعاً، ونحن نقف صفاً واحداً في الدفاع عنه وحمايته، وبذل الغالي والرخيص من أجل رفعة شأنه.
محطة» ذيبان» يجب أن تشكل درساً مهماً لنا جميعاً، ويجب أن ينعكس ذلك على معالم المرحلة القادمة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية، مما يتطلب من الحكومة وكل الأجهزة الرسمية إعادة الحسابات وإعادة المراجعة، وإجراء تقويم علمي شامل للموقف من جديد، وإعادة جدولة المطالب الشعبية وفق (روزنامة) واضحة ودقيقة، وأن يتم التعامل معها بجدية صارمة وليس من باب المماطلة واستخدام لعبة الوقت التي قد تؤدي إلى نتائج استراتيجية سلبية في غاية الخطورة.
وهنا يمكن الإشارة إلى ضرورة الذهاب الطوعي إلى الشروع والبدء في عملية تشكيل المرحلة الثالثة من مراحل بناء الدولة الأردنية الحديثة، التي تعبر عن التطور الحتمي للإقليم أولاً، وتشكل الخيار الطوعي لصياغة المستقبل الأردني بمشاركة واسعة من أبناء الشعب الأردني، عن طريق استثمار الفرص المتاحة في زحمة التحديات الصعبة والخطيرة، وعندما نعلم يقيناً أن الأردن استطاع تجنب مزالق الفوضى والعنف، واستطاع الحفاظ على الدولة ومؤسسات الدولة بفضل سياسة الحكمة والاتزان والمشاركة الشعبية والالتفاف الجماهيري حول هذا الخيار، فيجب المحافظة على هذا الخيار، والانطلاق من درجة النجاح هذه نحو تحقيق درجة نجاح متقدمة إلى الأمام.
الأردنيون سوف يمتلكون فرصة معقولة وممكنة رغم قتامة المشهد، ورغم حجم التحديات المحيطة بنا من كل الجهات، ورغم منسوب الاحباط والشعور بالعجز أحياناً لدى ابناء الجيل الجديد، إلّا أننا بحاجة إلى همة وعزيمة تستعصي على الاحباط والشعور بالضعف، من أجل مواجهة الموقف بشجاعة وجرأة، وينبغي أن تكون المواجهة عامة وشاملة ومشتركة من كل مؤسسات الدولة ومن كل الأطراف السياسية الشعبية والرسمية، ويجب أن ننخرط جميعاً في مشروع وطني واضح يهدف إلى حماية الأردن وبناء الدولة الأردنية، والحفاظ على المؤسسات والمقدرات، والحل هو عبر الديمقراطية والحرية المسؤولة الممزوجة بالانتماء الوطني العميق، وضرورة تجاوز مرحلة الفرقة والتعصب والتخلص من كل عناصر التناقض داخل مكونات الشعب الواحد، من أجل تحقيق النجاة من مقصلة الفناء والتدمير الذاتي.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-06-2016 02:55 AM

من شان الله تحكو الصح لو مره --الحومه تعاملت في البدايه مع الخيمه واعل ذيبان بالقوه والهدم والعتقال --لكن نخوة القبيله ابت ذلك وردت على عدوان الحكومه وهمجيتها بالمثل دفاعا عن النفس وهو حق مشروع دينيا وقانونيا -وبعد وقوع اصابات في صفوف الحكومه وهاج الشعب الاردني تاييدا لعل ذيبان وتوسعت الاحجاجات -ترتجعت الحكومه وعادت تتحدث عن مفاوظات -

2) تعليق بواسطة :
28-06-2016 06:10 AM

نعم ذيبان اعطت موشر مهم وخطير على توجهات صانعي القرار لدينا سواء كانوا في المواقع الرسميه او المواقع الخفيه والذي يظهر النظره التهميشيه لمشاكل الشباب وتخلي الدولة عن رعاية الشعب الى رعاية الطبقة المحتكره لﻻقتصاد وللمناصب العليا في الدوله حتى توسعت الهوة بين الطرفين فالبنيه التحتيه مدمره والبطاله تتفاقم والشعب يحمل هذه النخبه المسؤولية وياس من اﻻصﻻح واصبح يقدم اشكال جديدة من المعارضه كالخيم للعاطلين عن العمل وقطع الطرق الرئيسية وﻻ ندري ماذا سيخترعون بعد .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012