أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


البطالة الثالثة!

بقلم : خيري منصور
10-07-2016 12:28 AM
لم نعد بحاجة الى توصيف ظاهرة البطالة او قرع الاجراس التي تنذر بتفاقمها، فالتقارير الاقليمية والدولية تولت الامر، والاحصاءات اصبحت بمتناول الجميع، لكن ما يهمنها في هذا السياق هو البطالة الثالثة المسكوت عنها عربيا، فالبطالة الاولى التي تعرف بالبطالة المقنّعة سبق ان تحدث عنها اخصايون وخبراء ومنهم من توصل الى ان هناك اقطارا عربية لا تتجاوز فيها مدة العمل الجدي الربع ساعة من مجمل ساعات العمل المقررة.
اما البطالة الثانية فهي مدفوعة الاجر لكن ليس على طريقة ما يحدث في الغرب بل على طريقتنا العربية التقليدية وهي تحول الرواتب الى اعطيات ومنح لأفراد قد لا يضطرون لمغادرة منازلهم سوى مرة واحدة في الشهر لتتقاضي الأجر عن بطالتهم .
وما اعنيه بالبطالة الثالثة هو البطالة المؤجّلة، اي التي تنتظر عشرات وربما مئات الالاف من طلبة الجامعات والمعاهد، فهؤلاء قد يعلمون او لا يعلمون بأن ما ينتظرهم فور تخرجهم هو التثاؤب وطرق العديد من الابواب الموصدة حتى تدمى الأكف لكن بلا جدوى، والسبب التقليدي لهذا النمط من البطالة هو سوء التخطيط واحيانا غيابه التام، بحيث لا يتم توزيع الطلاب في كليات ومعاهد تبعا لحاجة المجتمع، والاولويات التي تهمه سواء كانت صناعية او زراعية او في اي مجال آخر .
وقد يكون ظاهر التكاثر المفرط في عدد الكليات والمعاهد مبشرا بمزيد من التطور والتقدم العلمي ووضع حد للأمية، لكن ما وراء الأكمات هو شيء آخر تماما، خصوصا بعد ان ادخل التعليم الى عالم التجارة والبحث عن الربح السريع وتحول بعض الجامعات الى حاضنات لتفقيس العاطلين عن العمل .
ومن قالوا ليكن من بعدنا الطوفان لا تهمهم البطالة المؤجّلة ولا اية بطالة حتى لو كانت بطالة عن الحياة، فهم يعيشون بسايكولوجيا المتسول الذي لا يفكر بما هو ابعد من الوجبة القادمة، رغم ان الاعلام بمختلف وسائله لا يكف عن القول بان البطالة هي المادة الخام النموذجية لصناعة العنف والتطرف، فأية مفارقة هذه ؟ وكيف يمكن لمن يدعون الى تجفيف مستنقعات التطرف ان يغذوا هذه المستنقعات بثلاث بطالات على الأقل !!

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-07-2016 11:34 AM

نعم صحيح وما فاقم البطالة ايضا عملية بيع القطاع العام وشركاته وموارده التي كانت تسهم في مساعدة الدوله بحل مشكلة البطاله واستبدالها بالهيئات المستقله التي استنزفت الخزينه ولم توظف اﻻ ابناءالطبقه االمتنفذه.الحكومه تمتنع عن توظيف ابناء عامة الشعب وتفتح الباب باستمرار ﻻبناء المتنفذين للعمل برواتب باﻻﻻف اﻻمر الذي زاد من اﻻحتقان لدى المواطنين وعزز الشعور لديهم بالظلم وما احداث ذيبان اﻻ مثال على ذلك.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012