أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


العرب وضرورة التحرر من الشعور بالتبعية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
25-07-2016 12:19 AM
ظاهرة نفسية مرعبة تتجلى بوضوح لدى المجتمعات العربية، أنظمةً وشعوباً وأحزاباً وأفراد، تتمثل بالشعور العميق بالتبعيّة، ذلك الشعور الذي يكاد متأصلاً في النفسية العربية، الذي يتمحور حول الحاجة إلى جدار يستند إليه العربي، ويقاتل دونه وربما يفتدي نفسه من أجله، ويتدرج هذا الشعور من جدار العائلة والعشيرة إلى جدار الدولة، ومن ثم البحث عن جدار القوة الخارجية على المستوى الإقليمي أو العالمي، ولو على سبيل الوهم العميق، وتفعل هذه الظاهرة النفسية فعلها في تقسيم الشعوب إلى فريقين كبيرين متصارعين، ويخلع كل فريق ما شاء من الأوصاف والألقاب على خصمه وعلى نفسه أيضاً، ويتعمق الصراع ويحتد بينهما إلى درجة ظهور المدارس الفكرية التي تنظر لكل فريق وتخلق التبريرات المعنوية والنفسية التي تعمل على إدامة هذه التبعيّة وتعميقها وتجذيرها وتوريثها عبر الأجيال، والوصول بها إلى حالة صلبة يصعب مواجهتها أو إزالتها.
منذ سنوات طويلة والأمة تنقسم بين التبعية للغرب أو الشرق، ففريق التبعية للغرب يتمثل بأنظمة ودول وأقطار وشعوب ومنظمات لها ثقافتها وقيمها وأفكارها ورجالها وشعراؤها وفريق التبعية للشرق كذلك، وبينهما تباين عميق في طريقة التشكل النفسي والوجداني ومنهجية التفكير العقلي وصناعة الهوى والمزاج واكتساب المعايير وطريقة الحكم على الأشياء والأفكار والأحداث، ويزداد الشعور بالتبعية كلما زاد الشعور بالضعف، ويتم التاثر بقوة الجهة والجدار الذي يتم الاستناد إليه على الأغلب قوة وضعفاً.
تتعمق التبعية في نفوس الأغلبية إلى تلك الدرجة التي تحدد الاتجاهات وبناء العلاقات بين الشعوب والأنظمة، بل تكاد تحدد العلاقات بين مكونات الشعب الواحد على الصعيد السياسي والاجتماعي، وتتضح هذه الحالة لدينا في الأردن، وأصبحت تمثل أنموذجاً للحالة العربية، فنجد أن درجة الانقسام السياسي بين القوى والأحزاب السياسية لم تكن إزاء القضايا الوطنية الكبرى المتعلقة بالدخل والانتاج والمديونية والفقر والبطالة، ولا حتى حول قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل كان الاختلاف عميقاً إزاء القضايا الخارجية على المستوى العربي والإقليمي، فربما يكون الاختلاف المجتمعي إزاء الانقلاب التركي والأحداث الداخلية التركية، يعد نموذجاً لدراسة حالة المجتمع الأردني والمجتمعات العربية بإجمال.
الشعور بالتبعية والاستغراق بها يكون نتيجة طبيعية لغياب المشروع السياسي العربي، وضعف الانتماء الوطني، فعندما يكون هناك فشل ذريع على صعيد الأمة العربية وعدم قدرتها على إنجاز منظومة اقتصادية عربية وعاجزة عن انجاز منظومة سياسية، وعاجزة عن تشكيل قوة عربية قادرة على لملمة جهود العرب في محصلة مشتركة تدافع عن المصالح العربية العليا، وقادرة على الدفاع عن الشأن السياسي العربي، ووقف حالة التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العربي، وهناك فشل على صعيد مشروع الدولة القطرية أيضاً، حيث لم يتم إنجاز المشروع الوطني على صعيد كل قطر، بحيث بقي المواطن العربي يشعر بالضياع والتيه والخيبة على صعيد الأمة وعلى صعيد الدولة القطرية.
ليس هناك طريق للنهوض إلّا بإعادة بناء الإنسان العربي وتحريره من الشعور بالضعف والاحباط واليأس، وإعادة بناء ثقته بنفسه وأمته ودولته، ولا أمل ببناء الثقة إلّا عبر بناء المشروع الوطني أولاً القادر على إلهاب مشاعر المجتمع الموّحد على أهدافه وقيمه العليا، وإنجاز مشروع تطوير دولته الحديثة تعليمياً وتربوياً، واقتصاديا وسياسياً ضمن رؤية التكامل العربي والإسلامي وإنضاج المشروع السياسي العربي الكبير، بعيداً عن الشعور بالتبعية للشرق أو للغرب أو نحو أي قوة إقليمية أو عالمية تسعى لاستلاب حضارتنا وثقافتنا وتجريدنا من استقلاليتنا.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-07-2016 12:29 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012