أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


تعديلات المناهج.. كيف خلقنا الأزمة؟

بقلم : فهد الخيطان
01-10-2016 01:03 PM
تعديلات المناهج التي فجّرت نقاشا ساخنا في المجتمع، ودفعت بمعلمين وطلاب إلى التظاهر وحرق الكتب الدراسية في مشهد مؤسف، هي نموذج على سياسة الجزر المعزولة التي تحكم عمل المؤسسات في الأردن، وغياب التنسيق بينها.
فبينما كانت لجنة ملكية تعكف على وضع استراتيجية متكاملة لإصلاح قطاع التعليم العام في الأردن، ضمن خطة شاملة تمتد لعقد من الزمن، وتشمل مراحل التعليم الأساسي وصولا إلى الجامعي، قامت لجان خاصة في وزارة التربية والتعليم بمراجعة بعض مناهج الصفوف الأساسية، وأدخلت عليها تغييرات عشوائية وشكلية، لم تحقق سوى غاية واحدة، وهي استفزاز فئات اجتماعية وجدت في التعديلات تعديا على الثوابت والقيم الدينية والوطنية للمجتمع.
هكذا جرى تصوير المسألة. وراج هذا الانطباع، فتحول إلى حقيقة يصعب دحضها، لأن التعديلات اختزلت المشروع الطموح لإصلاح التعليم بعناوين وصور شوّهت المشروع الإصلاحي، ووضعته في تعارض مع القيم الدينية والوطنية.
لم يكن هذا هدف اللجنة التي عملت لأشهر طويلة على تطوير استراتيجية شاملة للنهوض بالتعليم في الأردن. فقد انصبت الجهود على وضع خطط لتنمية مهارات المعلمين، وتطوير المناهج على نحو يمنح طلبتنا فرص المنافسة العالمية، وتجاوز ثقافة التلقين لصالح منهج التفكير الحر وتوسيع المدارك، واختبار الأفكار النظرية بالتجربة والممارسة، إضافة إلى تطوير الامتحانات وبيئة المدرسة، والتوسع في التعليم المبكر، قبل أن تنتقل الاستراتيجية لمعالجة معضلات التعليم العالي، واقتراح الحلول لها.
كان ينبغي على الحكومة والمعنيين في وزارة التربية والتعليم، الامتناع تماما عن إجراء أي تعديل على المناهج لحين إقرار الاستراتيجية واعتمادها من قبل الحكومة، والتي اعتمدتها بالفعل قبل نحو شهر، وشكلت لجنة لمتابعة تنفيذها.
لكن، وبسبب سياسة الجزر المعزولة، أو ربما لأهداف أخرى لا نعلمها، طرحت 'التربية' مناهج معَدّلة لبعض الصفوف، خارج السياق المرسوم في الاستراتيجية، ومن دون مراعاة للبرامج الزمنية المرفقة بها.
ماذا كانت النتيجة؟
ضجة واسعة في البلاد، انتقلت تدريجيا إلى الشارع كحركة احتجاجية، رافقتها حملة اتهامات وافتراءات على الدولة والحكومة، بوصفهما عدوا يحارب الدين. وبالنتيجة، شيطنة خطط إصلاح التعليم، ووضعها في خانة المؤامرة على ثوابت الأمة!
كان الارتباك واضحا على المسؤولين منذ البداية. وحتى الوزير بدا متفاجئا من التعديلات، وغير مطلع عليها. حاولوا في البداية رد الاتهامات. ثم، وتحت الضغوط المتواصلة، تقدموا للرأي العام ببيان مطول يدحض الاتهامات. وأخيرا، قرروا تكليف لجنة متخصصة بمراجعة التعديلات. وبالأمس، صرح أحد أعضاء اللجنة أن بعض الانتقادات الموجهة للمناهج المعدلة محقة!
وفي غياب رد الفعل المنسق من الحكومة، تدحرجت المشكلة، وتحولت إلى أزمة في الشارع، لا يملك طرف رسمي حلا لها. فالسؤال اليوم: كيف نقنع الطلبة والمعلمين بالعودة إلى الصفوف، بعد أن بلغت بهم الحال حد إحراق الكتب؟
ثمة من يهمس خلف الكواليس الرسمية بالقول إن الأزمة تصاعدت إلى هذا الحد بفعل فاعل، ويدلل على ذلك بتحرك نقابة المعلمين وقيادتها غير المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
لكن أيا تكن الجهات المستفيدة من الأزمة، فما يهمنا حاليا هو أن لا تحرق استراتيجية إصلاح التعليم مع المناهج المعدلة في الشارع.
أما الأزمة الحالية، فمسؤولية إخمادها تقع على عاتق من أشعلها بقرارات مسلوقة.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-10-2016 02:12 AM

في الحقيقة لا احد من الشعب بستطيع ان بفسر ماذا يحدث في الاردن وكيف تدار البلاد ومن المسؤول فيها ومن يسيرها ؟؟ انتم المثقفين امثال الكاتب فهمونا من يوجه البلاد والى اين ومن يقود السفينه ومن هو المشعل ومن المسلوق بقولك (أما الأزمة الحالية، فمسؤولية إخمادها تقع على عاتق من أشعلها بقرارات مسلوقة ) وكم عدد السلاقين وماذا يسلقوا في كل الاماكن والزوايا من وطننا الغالي وطن الامن والامان ؟

2) تعليق بواسطة :
01-10-2016 04:10 AM

It appears to me that the issue here is about the mixing of religion with education and science. I am a product of the public education in Jordan and at my time there was too much religion in everything. Religion should not mix with science and education. When we teach chemistry and physics we should not point out to verses from the Holy Quran and the Hadeeth. Science can stand on its own without religion. And I am Muslim. Free up the brains of our kids, they deserve better

3) تعليق بواسطة :
01-10-2016 11:33 AM

من المؤسف ان تشاهد المعلم والطالب يقومو بحرق الكتب المدرسيه فأي مكان بقي في نفس الطالب وعقله مستقبلا للكتاب والمعرفه والعلم وأي علاقه بين الطالب والمدرسة التى قوامها الكتاب وهو احد اهم مصادر المعرفة لقد كان فعلا شنيعا يستحق من حرض وأشرك الطلبة فيه العقاب

4) تعليق بواسطة :
01-10-2016 11:36 AM

ﻻ تشوهوا الحقيقه الشعب اﻻردني ليس ضد تطوير المناهج يا عم فهد.الشعب يحتج فقط على تعديﻻت مناهج التربيه اﻻسﻻميه والتي ليس لها بالتطرف اية عﻻقه انما كانت تهدف لمحاربة اﻻسﻻم وازالته من المناهج فلعلك تفتينا بالحكمة من تعديل عبارة( محمد يصيد السمك لتصبح منير يصيد السمك)( وذهبت فاطمه للحج الى مكه لتصبح ذهبت لميس الى لبنان.. )واﻻمثله كثيرة .والمجازر اﻻسرائيليه تصبح الممارسات اﻻسرائيليه. شطب لﻻسﻻم وفلسطين من الذاكره معروف من يقف خلفها وما هي اهدافه من ذلك. وﻻ الموضوع مش كده يا عم فهد ربنا يفتح عليك يا

5) تعليق بواسطة :
01-10-2016 01:32 PM

يعني المناهج السابقة قبل التغيير ماذا صنعت وماذا قدمت وما المميز فيها ولو قارنا بين المناهج الدينيه في السبعين والثمانين والتسعين من القرن الماضي الى الان كثيرا من الدروس والايات والاحاديث تغيرت وتم شطبها من المناهج دون احتجاج وتمثيليات ومسرحيات مفتعلة . اليابان دولة ملحدة لا دين لهم لكن ربوا الاجيال على الاخلاق فتقدموا و سبقوا اعرق الدول الاسلاميه الاف المرات بالعلم والصناعات والاختراعات والانظمة والقوانين والممارسات والاخلاق.
خلونا متمسكين ومحتفظين بدين طاهر نقي ورثناه عن الاباء والاجداد

6) تعليق بواسطة :
01-10-2016 01:46 PM

البلد سفينه يديرها الكثيرون
لكن هناك قبطان خلف الكواليس هو من يدير المركب والتعليم
منذ ان عين خالد طوقان كان له الدور الاكبر في تدمير التعليم ونشر الاميه خصوصا في الجامغات
في عهده الميمون كان التوجيهي فوضى والكل ينجح ويدخل الجامعه

ثم جاء الذنيبات لضبط التوجيهي الا انهم اوقعوه في خطا فادح

الكل يعلم من هو المسؤول عن التعليم

وسبب فشل التعليم هي تدخل من ليس له علاقه في التعليم والكل ينفذ ما يطلب منه مقابل الرضى وهو غير مقتنع ان ما يقوم به

لكن الله سيسال الجميع

تبا وسحقا لكل من يعا

7) تعليق بواسطة :
01-10-2016 01:53 PM

لا اعلم ما هو التطوير هل تغير الاسماء تطوير
هل شطب ايه تدل على الصدق والامانه تطوير
اوحديث يدل على النظافه والاخلاق تطوير

لم نجد في هذا التطوير الا شطب اساسيات وقواعد تحض على ذلك
الدرس هو الدرس والفقره هي الفقره
هل استبدال فاطمه بليمس تطوير
اومكه بلبنان تطوير

فقط نريد من الوزاره ان تقنع الشعب التطوير اين وكيف هذه لغه واسماء لايمكن ان نطورها
ان ارادوا التطوير يطوروا في المواد العلميه

كم شبا كان لهم اختراعات وهربوا للخارج لان مؤسسات الدوله طنشتهم والامثله كثيره
ليس تطوير بل اوامر

8) تعليق بواسطة :
01-10-2016 01:54 PM

م معشر عمل ندوة قبل اشهر وادارت الندوه حدادين. في الندوه ارادوا تغيير المناهج وقالت لا تريد ان يتعلم الطالب المسلم انه هو الذي سيذهب للجنه وان مناهج يجب ان لا تحتوي ايات او السلام . وعملوا ما ارادوا . ارجو النشر

9) تعليق بواسطة :
01-10-2016 02:04 PM

السلام عليكم ، اين تعليقي لو سمحتم

10) تعليق بواسطة :
01-10-2016 02:20 PM

شكرا للسيد صقر على التعليق المميز رقم 5 . كذلك تعليق الاستاذ المثقف هاني مهنا رقم 2 .

11) تعليق بواسطة :
01-10-2016 02:22 PM

اضم صوتي لصوت السيد سميح . يا اخوان كان في ندوة قام بها من لا يحبون الاسلام قرروا فيها تغيير المناهج.وهم متنفذون ولا يحبون ديننا.و قد فعلوا ما ارادوا.

12) تعليق بواسطة :
01-10-2016 02:30 PM

معذره على الاخطاء المطبعيه لعدم مراجعتي احيانا للتعليق

13) تعليق بواسطة :
01-10-2016 02:36 PM

السؤال المطروح من هو الذي يقوم بتعديل المناهج وحذف اسم الله والانبياء والرسل والاذعيه والايات منها ...اليسوا هم مجموعة من الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله ولا بالاخره ...من اعطى الحق للوزير او المدير ان يوكل تعليم ابنائنا للملحدين والكفار ...نريد لجنة من الصالحين من ابناء الشعب مع شهادة تزكية من مخاتير الاحياء وائمة المساجد ان الشخص المذكور يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر

14) تعليق بواسطة :
01-10-2016 03:06 PM

المشكلة مش انه من غيروا المناهج لا يحبوا دينا كما يقول احد المعلقين المشكلة انه نصوصكم الدينية تحرض على القتل وتتشفى بالمقتولين مئات النصوص تحض على القتل ونصوص تحرض على الارهاب والاف النصوص موجودة بكتب التراث الإسلامي من حديث وسيرة حتى انه قتل الاخر وتعذيبه واضطهادة غدرا مورس على اعلى مستويات الحاكمية الإسلامية وقبل يومين احد المعلقين على اغتيال ابن الأردن الشهيد ناهض حتر وهو من قيادات مجمع الاخونج بدا تعليقه بالنص "قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم فيخزهم وينصركم عليهم ليشفي قلوب قوم مؤمنين"

15) تعليق بواسطة :
01-10-2016 03:07 PM

كل التقدير لمعالي وزير التربية الدكتور محمد الذنيبات والذي استطاع ان يعيد هيبة الوزارة الى عهدها السابق بعد ان تراجع منذ عام ٢٠٠٤ عندما تم بين اسئلة الثانوية العامة في الشارع ...اما هذه الضجة المفتعلة والتي تدار من خلف الكواليس والذي يعرفها كل مواطن...لا بد ان تنتهي باسلوب حضاري وليس كما يجري الان

16) تعليق بواسطة :
01-10-2016 03:07 PM

انا مع حذف مادة الدين ومنع تداول الكتب الدينية لانها تحض على العنصرية وازدراء الاخر وعدم تقبله لانه الشعوب هاي توحشت واجرمت بحق حالها وبحق الاخر

17) تعليق بواسطة :
01-10-2016 03:22 PM

في جميع دول العالم المتقدمه لا توجد اي منهاج تدرس الدين في المدارس الدين مسؤولية الابوين والاسرة الصغيرهبالدرجة الالولى ثم الموؤسسة الدينيه بالدرجه الثانيه ومن المنطقى ان يتم التركيز على العلوم فقط في المدارس وعدم ادخال اي نصوص دينيه على اي مواد
المفروض ان تكون هناك مدارس خاصه للدين تشرف عليها الدوله لتعليم الدين الحق والصحيح
فالاسلام كل وليس جزء ولا يجوز استخدام نص هنا او هناك لاثبات عله او تصرف دون الالمام بمجمل الدين واصله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012