أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


حكمة الملقي المنتظرة

بقلم : د. مهند مبيضين
25-10-2016 02:08 AM
الصورة الأولى لرئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي ما زالت توحي بأنه رئيس يجمع ما يستطيع لحدّ الآن ليكوّن نهجاً جديداً في الإدارة، عنوانه الخدمات وعدم الانحياز، إلا لأجل المصلحة العامة. ذلك لا يحدث طبعاً بدون خسارات أو ربح، لكنه في الأغلب لن يناكف مجلس النواب ولا قوى الشارع في القرارات غير الشعبية، ولغاية الآن الرجل مقلّ في التصريحات ومتوازن من حيث عدم الظهور أكثر مما يجب.
ليس في جعبة الدكتور الملقي آمال وحلول يلقيها بسرعة أو بدون حسابات دقيقة، بل سيعمل على المضي في البحث عن مشاريع تحسن الخدمات وتعظم الشركات، ولكنه لن ينجر لعلاقات ودية مبالغ بها مع النواب، حتى يبقى متحصناً بالشارع، الذي يرفض دوماً التوافق الشديد وعدم الاختلاف بين ركني الحكم «التشريعي» و»التنفيذي». ودائماً تخسر الحكومات كلّما اخذت ثقة أكثر من النواب، وكلّما قلت معارضتها تحت القبة.
لذلك، يفترض تحسين شروط الاستجابة للصوت المختلف المعارض،
إن نجاح الملقي وكسب ثقته للشارع سيكون في تطبيق العدالة والكفاءة ومنح الفرص للناس، وبخاصة في الوظائف العليا، وتخفيف التدوير في النخب، وذلك متاح. خاصة بعد اطلاق الملك لورقته النقاشية السادسة، إذ لا مجاملة أو قبول لأي تسويغات تحرم فلان وتقدم فلان للحصول على فرصة أو موقع ما هنا أو هناك.
يجب ان تكتمل صورة العقل والحكمة في النزول للناس وتلبية مطالبهم العادلة وإرساء سوابق تؤسس لحياة مستقرة، فما يريده المواطن البسيط في الأطراف أقل بكثير من حسابات النخب المغلقة في عمان، النخب التي تريد أن تلتقط الصور مع الرئيس في شكل احتفالي فقط تزيد من الغضب ولا تجلب الثقة.
نريد للرئيس ان يزور لواءً أو بلدية ويقضي نهاره هناك، ويرى كيف تنجز المعاملات وكيف يتم التأخير وكيف يهرب المدير ويــتأخر الموظف. وكيف يحضر المنتمي باكراً، وكيف يصبر على مراجعيه وكيف يواجه ازماته اليومية مع أولاده حين يعود لمنزله ويبدأ رحلة البحث لهم عن مدرس خصوصي او زيارة المركز الصحي المغلق باكراً.
لا نربد للرئيس التخفي في الزيارات، بل أن يُشخص دونما تجميل وأن يستمع بإنصات للناس في الأطراف، وهناك إن حدث ذلك تكتمل الحكمة وتحدث المعالجات مباشرة، فيقرُّ الناس ويحسنون الظن، بأن من وليّ أمرهم يهتم بهم. ومن حاور الناس شاطرهم عقولهم.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012