أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الوجه الايجابي للعائلة والعشيرة

06-07-2011 07:00 AM
كل الاردن -

 

  
راكان المجالي
 
قرأت خبرا لفت انتباهي عنوانه 'انشقاق في حركة ابناء العشائر الاردنية للاصلاح' وملخصه ان عددا من الاعضاء في هذه الحركة اعلنوا ترك الحركة لاسباب تتعلق بهم، ولا ادري على اي اساس يمكن اقامة هكذا تجمع، فالفرد في اي مجتمع متحضر ينتمي لعشيرته او لعائلته او حتى لحزب او تجمع سياسي اجتماعي ويكون هذا الانتماء في هذه الحالة انتماء لوحدة اجتماعية من بين وحدات مكونات بشرية عديدة تشكل الاطار الجامع وهو الانتماء للوطن، حيث لا يتصور الانسان ان تنشأ حركة وحدة ابناء العشائر على حساب وحدة الوطن.
 
ولا يفوتنا في هذه المقام ان نؤكد على الاعتزاز بالعائلة والقبيلة والعشيرة بمقدار دورها في خدمة الوطن ودفع من ينتمون لها للتميز والارتقاء بانفسهم وعائلتهم ووطنهم، وعندما نتحدث عن العشيرة نتحدث عن تقاليد طيبة واعراف حميدة وشيم وقيم واصالة.. الخ ولا نقبل ان تكون العشيرة مغلقة ومعزولة ومشوبة بالتعصب.. لا نتحدث عن العشيرة باعتبارنا اعرابا، بل بحقيقة كوننا عروبيين ووطنيين.
 
ومن المؤسف ان بعض الحكومات العربية تسعى الى تقوية نزعة العصبية القبلية المذمومة من الاسلام، وبالتأكيد فان تفشي روح العصبية العشائرية او العصبية الطائفية او الجهوية في العديد من اقطار الوطن العربي يعبر عن فشل هذه الحكومات وهذه المجتمعات، ولا يبرر في ذلك وجود ازمات او اعاصير تواجه تلك الحكومات فالقذافي على سبيل المثال الذي يستنهض التعصب القبلي لا يعنيه مستقبل الوطن الليبي وانما يعنيه اية طريقة انتهازية وتدميرية لانقاذ سلطته!.
 
وبدون ان ننظِّر على احد، نؤكد ان النزعة لسلخ العائلة او العشيرة عن الوطن واعتبارها مكونا منغلقا على نفسه عبر محدودية المصالح والانتماء، هذه النزعة تعني العودة الى زمن ما قبل قيام الدولة القديمة، فما بالك بالدولة الحديثة، دون ان ننتقص من اهمية دور اي وحدة اجتماعية في خدمة الوطن من خلال اعتزاز ابناء هذه الوحدة بانفسهم وعائلتهم بحيث يصب ذلك في صالح الوطن، فالاعتزاز بالوطن هو مجموع اعتزاز كل الافراد وكل الجماعات في الاطار الوطني الجامع.
 
ولا يمكن ان يكون سليما ان يسعى البعض للانجرار الى الخلف بينما الصعود الى الذرى والتطور هو الهدف والحلم، وما تحقق من تجارب ناجحة.. لبدايات بناء الدولة الوطنية واستكمال المشروع المؤسسي للكيانات القطرية العربية لا يحتمل ان يعود الى عصر الجاهلية او ما قبله.
 
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وهو قول مجزوء من كلام كثير في هذا الموضوع ربما اتى اوانه فيما بعد ولا اطمح الى ان اقدم دراسة او بحثا مجرد وانما هي اشارة عابرة لعل فيها ما يدفع الى التفكير في هذا الامر.
 
rakan1m@yahoo.com
عن الدستور
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012