أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023 استئناف مفاوضات هدنة غزة في القاهرة نحو 2 مليار دينار حجم تداول سوق العقار الاردني في الثلث الاول من 2024
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


دولة جنوب السودان الوليدة

12-07-2011 09:37 AM
كل الاردن -

د. رحيّل غرايبة


سارعت معظم دول العالم للاعتراف بدولة جنوب السودان الوليدة, وفي مقدمتها الدول العربية, مصر والسودان وليبيا والأردن, ومن ثمّ تركيا ودول العالم أجمع.

تبدو جليّة معالم السرور والفرح على الدول الكبرى خصوصاً والدول الغربية عموماً بنجاح مخططها في تقسيم السودان, فقد بدت واضحة معالم المخطط الأمريكي الغربي في زيادة حدة الفرقة والتفتيت في الجسم العربي خاصة والإسلامي عامة والعمل على تقسيم المقسم, وإثارة النعرات الطائفية والعرقية والدينية والمذهبية, من أجل النجاح في ديمومة الضعف والتخلف عن طريق إدامة الصراع والنزاع الداخلي للنظام العربي, حتى يبتعد عن الوحدة, ويبتعد عن أسباب القوة التي تجعله قادراً على بلورة مشروع عربي نهضوي وحدوي, يعيد للأمّة العربية مكانتها ورسالتها الحضارية العالمية, التي تهيئها لبلورة مشروع مستقبلي واعد.

ومن هنا فإنّ الاحتفال بهذه الدولة الوليدة ممزوج بعلامات السرور التي تنضح بها وسائل الإعلام الغربية, التي تحاول تسويق هذه الفكرة على الرأي العام العالمي, والرأي العام الغربي تحت بند مناصرة حقوق الإنسان, لمد يد العون لها لتصبح دولة نموذجية في العمق الإفريقي العربي, ونقطة ارتكاز أجنبي.

الدولة الوليدة لها علاقات حسنة مع أمريكا وفرنسا وبريطانيا وباقي الدول الغربية قبل تكونها وقبل ولادتها, كما أنّ لها خطوط اتصال وتعاونا وثيقا مع الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة تعود لأيام الحروب الأهلية السودانية التي استمرت سنوات طويلة, وقد لمع نجم القائد (جون قرنق) كأحد أعلام جنوب السودان, عندما استطاع تشكيل جيش تحرير السودان, وحظي بدعم غربي منقطع النظير, كما استطاع تكوين علاقة وثيقة مع (إسرائيل), وقد زارها أكثر من مرّة, كما تمّ تدريب ضباط وقادة جيش تحرير السودان في (إسرائيل), وفي الوقت نفسه كانت تعمل على مده بالخبرات والأسلحة الحديثة.

وعندما جاءت ثورة الإنقاذ, واستطاعت أولاً وضع حد لنفوذ (قرنق) المتزايد الذي كان يهدد بالاستيلاء الكامل على السودان, وعندما كسرت شوكته عملت الدول الغربية على فرض (حصار) ظالم على السودان ما زال مستمراً حتى هذه اللحظة, ثمّ عملت على الضغط على السودان على إجراء مصالحة, وفعلاً تمّ عقد المصالحة التي شكلت خطوة متدرجة نحو الانفصال خاصة بعد اكتشاف كميات من النفط الكبيرة في الجنوب, ولذلك سار المخطط بهذا الاتجاه, ونجح وحقق ثماره التي نراها الآن واقعاً ملموساً لا يستطيع أحد إنكاره, فضلاً عن مواجهته.

لقد استمر مسلسل إضعاف الشمال بتفجير صراع آخر في (دارفور), الذي يعد مقدمة لمخطط آخر ما زال يعمل باتجاه دولة شمال السودان حتى هذه اللحظة, وربما يتجدد السعي نحو مزيد من التقسيم في المستقبل.

لقد بدا واضحاً أمام حكومة السودان المركزية أنّها لم تستطع ولن تستطيع مواجهة المخطط الأمريكي الغربي بتقسيم السودان, وإقامة كيان موالٍ للغرب ليكون قاعدة جديدة لجحافل الاستعمار الجديد الذي يرغب بنهب خيرات إفريقيا والاستيلاء على البترول الجديد ومصادر الطاقة, التي ما زالت أمريكا والدول الغربية الكبيرة بحاجة له خلال العقود المقبلة. ولذلك عمدت حكومة السودان إلى الاستسلام لرغبة الغرب في هذه الناحية, وبحثت عن مبررات كثيرة لتدافع عن رأيها بقبول التقسيم, ولكن في الحقيقة كانت خطوة للحصول على (كرت أبيض) من أمريكا والغرب, وعربون حسن نوايا; من أجل فك الحصار وتخفيف الضغط على حكومة الشمال, ولكن المستقرئ للسياسة الأمريكية الغربية لا يشعر بكبير أمل في تحقيق الأمنية السودانية, وليست بحاجة إلى مبررات جديدة لإدامة الحصار والاستمرار بمطالبة محاكمة البشير, حتى تتفكك هذه الحكومة وتنهار هذه التجربة.

هذه الدولة الناشئة, رغم الاختلاف العرقي والديني الواسع للسكان, ورغم تعدد القوى السياسية والتباين في اتجاهاتها وسياساتها, لكنّ أمريكا والدول الغربية سوف تعمل على إنجاح تكوّن هذه الدولة وتطورها, وربّما تسبق محيطها في مظهرها الحداثي والعصري من خلال تدفق المنح الغربية السخيّة عليها.

ليس هذا فحسب, بل ربما تملك هذه الدولة الوليدة نظاماً ديمقراطيّاً متطوراً, وتجرى فيها انتخابات نزيهة, تشكّل حكومة برلمانية حزبية, وتعمل على ترسيخ مبدأ تداول السلطة. وسوف يبقى ينظّر المنظرون عندنا ويبرّر الكتاب والصحافيون أنّنا في الأردن خاصّة والعالم العربي عامّة ما زلنا مجتمعاً رعويّاً أبويّاً, لا نستطيع تحمّل الديمقراطية الحديثة القائمة على الحرية والتعددية وتداول السلطة.

rohileghrb@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-07-2011 11:14 AM

الانفصال كان بسبب تمييز العرب بالشمال ضد الزنج بالجنوب والدليل تصريحات البشير بسنوات الحرب وكمان التطبيق الجائر للقوانين الدينية على المسيحيين والوثنيين لحتى زهقوا اشي اسمه عرب, كله من ورا الانقلاب الديني على الدولة المدنية السودانية عام 89, وطالما العرب عندهم هالنظرة الفوقية ضد الكرد والبربر ببشرك انه المغرب المش عربي رح يصير فيه نفس الاشي وكمان شمال العراق وسوريا.. الدول المبنية على الدين او الاثنية ماتت مع انهيار المانيا النازية وايطاليا الفاشية, الدول الحقيقية هي الدول المدنية, دول المواطنة الفعلية.

2) تعليق بواسطة :
12-07-2011 02:28 PM

انها البداية والحبل على الجرار . ويبدو انها الخطوة الاولى في خارطة الطريق التي رسمها اليهودي برنار لويس لتمزيق العالم العربي وتقسيمه على اسس طائفية وعرقية . ولن يكون مستغربا ان نرى في المستقبل القريب دولة امازيغية ودولة كردية ودولة علوية واخرى شيعية ودويلات سنية هزيلة .
كانت مصر والسودان معا تحت حكم فاروق الاول وبعد ثورة يوليو 52 انفصل السودان وهذه هي النتيجة ! هذا اهمال من قيادات مصر المتعاقبة التي لم تعي خطورة عدم السيطرة على منابع النيل .
والان نحن على اعتاب اسرائيل ثانية في جنوب النيل . وبدلا من ان تستجدي اسرائيل مياه النيل من مصر كما جرى سابقا يبدو ان مصر هي التي ستستجدي واسطة ونفوذ اسرائيل لدى الحبشة والمولود الجديد جنوب السودان وباقي دول المنبع . وهذا بالتاكيد لن يكون بلا مقابل !

3) تعليق بواسطة :
12-07-2011 08:51 PM

يا اخي ارحيل الاحصاءات تقول ان 16% من الجنوب مسلمين 15% مسيحين وواكثر من65%وثنيين ونتيجة الاستفتاء 98% مع الانفصال
هل حلال على اخوان درعا ان يثوروا على نظام الاسد وحرام على اهل الجنوب المهمش ان يثورو على حليفكم البشير الذي حاول ان يغير اهل الجنوب بالحديد والنار والخطب الرنانه واستخدام الدين بمساعدة الاخوان في الاردن ومصر ولكن نضال السودنيين الجنوبيين بقيادة المناظل المرحوم جون غرنق وسلفه المناظل التقدمي سلفا كير كشف الغطاء عن نظام الخرطوم العنصري الطائفي وعراه امام المجتمع المتحضر نعم سيقوم حكم ديمغراطي تعددي حر في الجنوب رغم حقد الحاقدين

4) تعليق بواسطة :
13-07-2011 03:38 AM

أويد تعليق سلطي حر

5) تعليق بواسطة :
13-07-2011 01:59 PM

ليس من حق امتنا العربية الاستمرار في احتلال وتهميش الشعوب غير العربية، عصر الشوفينية انتهى الى غير رجعة، لنناضل جميعا من أجل استقلال جنوب السودا ن و دارفور والأمازيغ وكردستان ولنناضل جميعا لقيام الولايات العربية المتحدة، بعد تحرير فلسطين كل فلسطين.

6) تعليق بواسطة :
13-07-2011 05:59 PM

دولة اسرائيل التي مرغت التراب بكرامة العرب هي دولة دينية وليست مدنية..افتحوا عيونكم يا بشر!!!

7) تعليق بواسطة :
14-07-2011 09:37 AM

[quote name="إلى سلطي علماني"]دولة اسرائيل التي مرغت التراب بكرامة العرب هي دولة دينية وليست مدنية..افتحوا عيونكم يا بشر!!![/quote]
الدستور الاسرائيلي ينص على علمانية الدولة تماماً.. طبعاً انا ما بدافع عن اسرائيل, بس الحقائق لازم تنحكى. الجماعات المتطرفة اليهودية لا تمثل دين الدولة تماما كما الآميش أو الـKKK المسيحيين المتعصبين في أمريكا لا يجعلون أمريكا دولة مسيحية, لأنه دستور أمريكا لا ينص على أي ديانة للدولة.
عقبالنا بس.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012