أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
شحادة أبو بقر يكتب : الملك والملكة والاعلام العالمي السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


الروسان يكتب...بين نيشماتسو ونشاما ماتو

بقلم : عدنان الروسان
13-02-2017 10:00 PM

كلما أردت أن أكتب عن شيء مفرح يبعث الدفء في نفوس الناس و الأمل ٬ أن نكتب عن أي شيء غير الفساد و الفاسدين و الرويبضة و المتسلقين و النواب و رئيسهم الذين جعلونا حكاية المتعللين ٬ و بعض الأعيان و المعينين و عن أصحاب المرتبات الفلكية و المتكرشين ٬ فاجئنا خبر يتركنا حيارى مصدومين نضرب كفا بكف مسترجعين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تقرير على إحدى الشبكات التلفزيونية العالمية يورد مقارنة ما بين مجلس النواب الأردني و مجلس النواب المغربي ٬ و يروي بالصور كيف أن بعض البرلمانيين الأردنيين يتحاورون بالسلاح أحيانا و باطلاق الرصاص من أسلحة أوتوماتيكية ٬ ثم يورد مقطع فيديو كيف أن برلمانيا مغربيا محتجا بطريقة حضارية و هو يستخدم دقائقه الثلاث في الكلام في وصلة موسيقية راقصة و الجميع يستمع و لا يقاطعه لا رئيس البرلمان و لا رئيس الحكومة و يحظى بتصفيق حار و طويل من رئيس الحكومة و لوزراء و المجلس و يمر المشهد غريبا لكن حضاريا ٬ ساخرا لكن جميلا و روائيا ٬ و قد شكك البعض في المشهد هل هو حقيقي أم مفبرك و أكدت روايات كثيرة انه حقيقي و ليس مفبركا أو مركبا ٬ و بكل الأحوال يبدو أن المغرب الملكي بنظامه كما هو حالنا نحن قد تمكن من تخطي كثير من الصعاب و العقبات و ما نزال نحن أسرى الديناصورات المنقرضة في العالم كله إلا عندنا.

تقرير آخر ... نيشيماتسو ٬ يا إخوان نيشيماتسو هذا أغرب من النائب المغربي بألف مرة ٬ نيشيماتسو هو رئيس مجلس إدارة شركة جال للطيران أي الخطوط الجوية اليابانية و التي هي واحدة من أكبر خمس شركات طيران في العالم ٬ أي علي غندور تبع اليابان ٬ علي غندور الياباني يعني نيشيماتسو يذهب كل يوم إلى مكان عمله بالمواصلات العامة و ليس بأسطول سيارات و سائقين و مرافقين ٬ و يضع مكتبه في صالة كبيرة حيث يمر عدد كبير من المدراء و الموظفين به و هو يعمل في طريق تنقلهم بين أقسام الشركة حتى يتمكن من عنده مشكلة أن يتحدث معه بدون موعد مسبق ٬ و بينما كان يسافر مرة على إحدى طائرات الخطوط اليابانية و كانت الطائرة مكتظة بالمسافرين و هناك ضغط على طاقم الخدمة لبس ثياب الخدم و ساعد في تقديم الطعام و لشراب و تنظيف موائد المسافرين في الدرجة السياحية...

نيشيماتسو ٬ أو علي غندور اليابان حينما تعرضت الشركة لظروف مالية كالكثير من شركات الطيران العالمية و قرر مجلس الإدارة تخفيض رواتب لموظفين و العاملين ٬ تنازل هو طوعا عن مرتبه الذي يزيد عن تسعة ملايين دولار ليتقاضى تسعون الفا في العام أي ثمانية الآف دولار أي خمسة الآف و ستمائة دينار أي خمس راتب مدير في الضمان الإجتماعي أو مدير في المؤسسات المستقلة.

الياباني لم يتخل عن جنسيته و يكتسب الجنسية الأمريكية ٬ و لم يبع طائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية اليابانية ' جال ' و لم يغير اسم الشركة ليغير لون البويا و يدهن الطيارات و يربح عليها ٬ نيشيماتسو لا يمتلك شركة طيران خاصة له من مرتبه في شركة الطيران اليابانية ٬ و لم يمتلك ابنه شركة عالمية للنقل تساوي ملايين الدولارات ٬ و لم يسافر مع وزير التجارة الأمريكي في وفد تجاري أمريكي إلى أي بلد في العالم .

نيشيماتسو يذكرنا اسمه بنشامى ماتوا ٬ كانوا يوما يصنعون تاريخا مضيئا مشرقا مليئا بالأساطير في حاضرهم البعيد عن السرقات و الابتسامات الباهتة المزيفة ٬ يوما ما حينما كانت السرقة حراما في الشرع و عيبا في ايطاليا التي دخلها القومي من الأحذية و الكلاسين ألفان و أربعمائة مليار يورو ٬ يوما ما حينما كان في مجلس عرف المجتمع ٬ يوما ما حينما لم يكن راتب رجل دين معمم خمسة و ثلاثون ألف دينار بينما راتب رئيس وزراء لنواب قامات مثل يوسف العظم و ليس نوابا مسلحين بالكلاشنات و نائبات مشغولات بالملوخية. اشي ببكي ٬ و الله العظيم ببكي يا حسرتي على حالنا ...


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-02-2017 04:06 PM

*
بوركت أخي على هذا الكلام الطيب ، كم هو جميل أن تستحضر الأمثله ذات الدروس الناصعه وإسقاطها على واقعنا دون أن نلعنه ، فالإقتداء ربما تكون فيه غيرةً وحياء ...

*

2) تعليق بواسطة :
15-02-2017 01:48 PM

تحيه للكاتب الجريء صاحب المقالات الشجاعه التي تُشير لمكامن الخلل الوظيفي وأمراضه المستعصيه واسبابه ومحاولة إيجاد علاج له عن طريق مقارنات بين العظماء والجهلاء وبين أغنياء النفوس والفقراء وبين الهدوء والإضظراب وبين المنتمي والطاريء وبين المفجوع والشبعان!
ولكن سؤالي لماذا الياباني ينتمي لليابان واليهودي لإسرائيل والمغربي للمغرب والألماني لألمانيا والبنغالي للبنغال إلا الأردني ينتمي لجشعه وطمعه ؟؟!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012