أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


مخطط ابتلاع الضفة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
22-02-2017 12:09 AM
حكومة «نتن ياهو» تنفذ مخططاً عدوانياً معلناً على الأرض، يقوم على إطلاق العنان لحملة استيطان مسعورة، تم شرعنتها وتغطيتها بقوانين ظالمة صادرة عن الكنيست، رغم المعارضة العالمية، ورغم القرارات الدولية الصادرة التي تتضمن عدم مشروعية أعمال الاستيطان التي تنفذها حكومة الاحتلال منذ زمن طويل.

أصبح الأمر أكثر خطورة وأشد عدوانية، عندما يقترن الإطلاق المسعور لحملة الاستيطان مع التأييد المعلن الصادر عن رئيس الولايات المتحدة «ترامب» بالتخلي عن خيار «حل الدولتين» الذي كانت تبنته الإدارة الأميركية السابقة، ولا بد من البحث عن صيغ أخرى للحل السلمي المفقود بخصوص القضية الفلسطينية، ما يعني بكل صلف مصادرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، بل إن المسألة أشد سوءاً، حيث أن هناك توافقا أمريكيا – إسرائيليا على «يهودية الدولة» ما يعني بطريقة صريحة لا تحتمل لبساً أن فلسطين لا تتسع إلّا لدولة واحدة فقط، وأن هذه الدولة الواحدة لا تتسع لغير اليهود، وهذا يعني عدم احتمال وجود الفلسطينيين كرعايا وليس ككيان سياسي فحسب، وهناك محاولات جارية لاقناع الزعماء العرب بهذا القول، من أجل إرساء معالم الحل النهائي للقضية الفلسطينية حسب الإرادة الصهيونية المنفردة، واسدال الستار على ما يسمى الصراع العربي الإسرائيلي حلاً أبديّاً.

ملف الاستيطان الذي يهدف إلى ابتلاع الضفة الغربية وتهويد القدس، ينبغي أن يكون له الأولوية الأولى على جدول أعمال القمة العربية المزمع عقدها في عمان في شهر آذار القادم، إذ إن حكومة «نتن ياهو» المتحالفة مع المتطرفين الصهاينة، تريد أن تفرض سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين وعلى العرب جميعاً في ظل قراءة الكيان الصهيوني للمشهد العربي المتهالك، حيث يرى القادة الصهاينة أن هذا الوقت يمثل فرصة سانحة ووقتاً مناسباً لانفاذ مخطط ابتلاع فلسطين كلها، وإعلان ذلك على الملأ بلا مواربة.

المطلوب من العرب أن يعلنوا موقفاً عربياً موّحداً رافضاً للمخطط الصهيوني العداوني بكل وضوح، وأن يخبروا شعوبهم ويخبروا العالم بهذا الموقف السياسي العربي بلا مواربة، مهما كانت حالة الضعف السياسي العربي، فهذا الموقف ليس محلاً للتراجع أو المساومة، حتى لا ينزلق أي زعيم عربي باتجاه الموافقة في ظلال انهيار الأقطار العربية الكبرى أو في ظل انشغالها في صراعاتها الداخلية المدمّرة.

هذا الملف يشكل تهديداً خطيراً للمنطقة برمتها، ويفتح أبواب جهنم أمام أجيال الشباب المحبطة، ويشكل أهم عامل من عوامل إذكاء التطرف وإشعال بذرة العنف في كل الأقطار العربية بلا استثناء.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012