رغم الإنجازات الملموسة التي تحققت منذ عهد الاستقلال وقدرة الدولة الأردنية على تجاوز الظروف الإقليمية والدولية، ماتزال العديد من التحديات تواجه محافظتي الزرقاء ومادبا، ومن أهمها تلك التحديات التي ترتبط بالظروف الاقليمية وتأثيراتها على المجال السكاني بكافة جوانبه.
وتشكل تحديات الفقر والبطالة أكبر هموم المواطن في محافظة الزرقاء؛ إذ يعيش ربع سكان المحافظة تحت خط الفقر بضمها أربعة جيوب فقر ضمن الحدود العليا وهي الضليل التي تشكل النسبة الأعلى في المحافظة 31.7%، وبيرين، والهاشمية، والأزرق برغم وجود اكثر من 50 بالمائة من الحركة الصناعية في المحافظة.
'لم يعد الهم البيئي أولوية على الرغم من اهميته' بحسب المهندس مروان ابراهيم، إذ اصبح المواطن يبحث عن عمل يستطيع أن يغطي فيه الارتفاعات المستمرة على السلع الأساسية والحياتية'.
ويشير ابراهيم الى أن سيل الزرقاء يشكل كارثة بيئية للسكان، ما يحتاج الى اهتمام المسؤولين في هذا الامر للتغلب على المشكلات التي يعانيها المجاورون له.
وتظهر الأرقام أن معدلات البطالة هي الأعلى بين محافظات المملكة رغم طابع التصنيع والتعدين في ما يعرف بـ'مصنع الأردن'، فقد وصل معدل البطالة في الزرقاء إلى 15.9 % مقابل 15.3 % في المملكة، بحسب الاحصاءات الرسمية.
ويؤكد هاني المشاقبة أن الحكومة استغلت موجة اللجوء السوري الاخيرة لتلقي عليها حمل كل التقصير الحكومي، مشيرا الى ان خدمات البنية التحتية توقفت بشكل كامل الا ما يقام على حساب المساعدات الخارجية، داعيا الى الاهتمام بالمدينة كونها ما زالت مهمشة، وتحتاج للاهتمام في الكثير من القطاعات مثل الزراعة والصحة والمياه والاشغال والبنية التحتية والتربية والتعليم والثقافة والشباب والبيئة'.
ويؤكد المشاقبة عدم وجود طريق فرعي أو رئيسي في الزرقاء صالح لمسير المركبات من حيث تردي أوضاعه، أو غياب التنظيم والتخطيط بما فيها المواقف عدا عن كثرة الاعتداءات على هذه الطرق من قبل باعة أو مواطنين.
وشكل تردي البنية التحتية عامل طرد ديمغرافي، بحسب التقديرات الرسمية، إذ انخفض عدد سكان المدينة وضواحيها من زهاء مليون نسمة أواخر القرن الماضي إلى 800 ألف حاليا.
وفي ملف التعليم تعاني المحافظة وفق دراسات رسمية من ارتفاع معدل الطلبة لكل معلم وهو الوجه الأخر لاكتظاظ الصفوف وانخفاض جودة التعليم، إضافة إلى ارتفاع نسبة التسرب من المدارس، وارتفاع نسبة المدراس المستأجرة، وانخفاض نسبة النجاح في الثانوية العامة.
ويرى الخبير التربوي زياد التميمي، وهو مدير تربية وتعليم أسبق، أن هذا المؤشر يعكس واقعاً مريراً مفروضاً على المعلم والطالب على حد سواء، وتظهر نتائجه الأولية على شكل تراجع في مخرجات التعليم، عدا عن كونه يضغط على المرافق المدرسية.
وفي الملف الصحي، يعاني القطاع في محافظة الزرقاء من ارتفاع معدلات الإشغال في مستشفيات المحافظة الحكومية، مع نقص في الكادر الطبي والتمريضي وخاصة أطباء الاختصاص فضلا عن عدم تكاملية المعدات والأجهزة الطبية، كما أن المراكز الصحية في المحافظة وعددها 44 تعاني من ضغط كبير في عدد المراجعين ولا تتناسب أساسا مع عدد سكان المحافظة؛ إذ أن لكل 22 ألف مواطن زرقاوي مركز صحي واحد، في حين تبلغ النسبة في المملكة مركز صحي لكل 9.5 ألف مواطن.
وفي محافظة مادبا التي يعتبر قطاع السياحة من احد أهم مصادر الدخل بما يوفره من عائدات مالية مباشرة تضاف الى الموازنة العامة للدولة، غير أن الظروف في دول الجوار أوجد حالة من الركود في هذا القطاع، إذ يدعو عاملون في القطاع إلى مواجهة هذا التحدي من خلال تحسين وتطوير النهج السياحي في ظل الأمن والاستقرار الذي ينعم به الأردن.
ودعا المستثمر في القطاع السياحي سامر الطوال، وزارة السياحة والآثار إلى إلغاء رسوم الدخول للمواقع السياحية لمدة سنة لتشجيع السياحة بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بأصحابها، عدا عن إلغاء ضريبة الـ16 % وجميع الضرائب على القطاع السياحي لمدة سنة.
ولفت إلى أن أجرة الحافلة التي يتم تأجيرها تبلغ 320 دينارا في اليوم منها 75 دينارا تذهب ضرائب للدولة.
وقال مدير بازار القصر الأموي لبيع التحف الشرقية أحمد نصار إن 'عملية الشراء راكدة منذ ما يزيد على عام، بسبب تحكم مكاتب السياحة والأدلاء السياحيين في المسار السياحي للأفواج السياحية للمواسم السياحية ما أثر على جميع المحال سلبا.