27-05-2017 03:34 AM
كل الاردن -
اختلفت اراء العديد من المواطنين حول أسعار المواد التموينية والسلع الرمضانية ما بين ارتفاع واستقرار وانخفاض، خلال جولة لـ»الرأي» على عدد من المراكز التجارية في العاصمة عمان عشية الاستعداد لشهر رمضان المبارك .
وشهدت الاسواق التجارية اليومين الماضيين ارتفاعا تدريجيا في الاقبال على شراء السلع تزامنا مع تسلم الموظفين رواتبهم الشهرية ، وارتفعت الوتيرة الى حدها الاقصى خلال الـ 24 ساعة الماضية وبخاصة على السلع الرمضانية والخضار والفواكه والمخابز ومحلات بيع العصائر المثلجة والطازجة التي تلاقي رواجا كبيرا في الشهر الفضيل .
وبرغم التأكيدات على استقرار الاسعار وانخفاض اسعار جزء كبير من السلع الغذائية مقارنة بالسنوات الماضية من قبل ممثلي القطاع العام والحكومة ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة ، غير ان معظم المستهلكين يميلون الى ارتفاع الاسعار وبخاصة السلع الرمضانية هذا العام .
«يوسف ابو منور» رب لاسرة من خمسة افراد يقول «أن اسعار المواد الغذائية مقابل الدخل الشهري والقوة الشرائية تعتبر مرتفعة وهناك فروق بالاسعار لمستها مقارنة مع رمضان من العام الماضي. داعيا التجار الى عدم استغلال الاقبال على شراء المواطنين للسلع استعدادا لرمضان لتحقيق ارباح وخاصة أن هناك كثيرا من المراكز التجارية التي تستغل التهافت عليها وبخاصة مع قرب دخول رمضان .
وبين «ابو منور» أن تواضع الدخل الشهري له ولاسرته يدفعه الى اعادة تقييم الاستهلاك وخاصة أن شهر رمضان يتخلله الكثير من المصاريف ما يجعله يقتصد بالشراء بعكس السنوات الماضية ، داعيا الى اعادة النظر في الثقافة الاستهلاكية والتي اصبحت امرا مهما في ظل ارتفاع الاسعار وثبات الدخول الشهرية .
ودعا نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق المواطنين الى عدم التهافت على الاسواق ، مؤكدا توفر السلع وبكميات تكفي الى ما بعد رمضان ، داعيا المواطنين الى اعادة النظر في طريقة الانفاق وحسن تدبير الدخل الشهري بما يتوافق مع متطلبات بيته وأسرته بعيدا عن الاسراف .
وأشار الحاج توفيق ، الى أن الاسواق ما زالت تشهد اقبالا تدريجيا لايصل الى مرحلة الطموح لدى الكثير من التجار والذي يضع كل اماله على هذا الشهر الفضيل لتعويض تراجع المبيعات التي شهدتها الاسواق التجارية خلال الشهور الماضية والتي وصلت في بعضها الى ما يزيد عن 40% ، مؤكدا ان التنافس القوي في جذب الزبائن حقق نتائج ايجابية انعكست على المواطن حيث ان الاسعار الحالية وخاصة الرمضانية واللحوم والدواجن والغذائية الاخرى تعتبر الاقل منذ 6 سنوات وهذا دليل على ان التاجر الاردني لديه مسؤولية اجتماعية تجاه المستهلكين .
وأشادت خالدة البلبيسي ، بالاجواء التنافسية ما بين المراكز التجارية والعروض الكثيرة التي اعلنت عنها العديد من المولات وبخاصة على السلع الرمضانية ، مبينة انها لم تلحظ فرقا بالاسعار مقارنة في السنوات الماضية .
وبينت البلبيسي ، أن العروض تغري المستهلكين في الشراء وبكميات كبيرة ومتنوعة وبخاصة اللحوم والدجاج وقمر الدين الذي شهدت اسعاره انخفاضا بعدما شهد ارتفاعا في السنوات الماضية وكذلك مادة الجوز ، داعية الى تكثيف الرقابة على الاسعار خلال الايام القادمة نتيجة ارتفاع الاقبال وكثافة عمليات الشراء .
وبينت البلبيسي ، ان الشراء وبكميات كبيرة من قبل المستهلكين دون مبرر تزامنا مع توفر كميات كبيرة من المواد الغذائية دليل جهل بثقافة الاستهلاك والذي يجب على الجهات المعنية أن تعمل على ثقافة الاستهلاك والاولويات بالشراء والابتعاد عن البذخ والاسراف مقارنة مع الدخول الشهرية التي بدأت تتاكل وتزايد المصاريف التي تتحملها الاسر بغير رمضان.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة والتموين أكدت توفر المواد التموينية في الاسواق بكميات كافية، وان المخزون منها يكفي لسد حاجة المستهلكين لفترة طويلة وبخاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وأتخذت الوزارة الاجراءات اللازمة بالتعاون مع القطاع الخاص لضمان توفر المواد التموينية والسلع الاستهلاكية الرمضانية بأصناف متعددة وبجودة عالية وبأسعار مناسبة لمختلف شرائح المجتمع.
وأكدت أنها لن تتهاون في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين من التجار خلال شهر رمضان المبارك والذي يشهد اقبالا كبيرا من قبل المستهلكين على شراء المواد التموينية واللحوم والمواد الرمضانية.
وأعدت الوزارة خطة رقابية خلال رمضان تركز على توفير السلع الاستهلاكية بكميات كافية وخيارات متعددة وبأسعار مناسبة تلبي حاجات المواطنين.
ويقول «سامر ابو جاموس» مالك احد المراكز التجارية في عمان أن الاقبال لم يكن حسب التوقعات خلال الايام الماضية غير انها بدأت في الارتفاع اليومين الاخيرين مع قرب رمضان حيث بدأنا نشعر كتجار بتهافت المواطنين على شراء المواد الغذائية .
وأن الاسعار شهدت انخفاضا واستقرارا على معظم الاصناف ، مرجعا هذا الانخفاض الى المنافسة القوية ما بين التجار في جذب الزبائن اليها وخاصة ان الاسواق شهدت ركودا وانكماشا كبيرا خلال الشهر الماضي ، ما يدفع العديد من التجار الى تحريك الاسواق لديهم واستغلال هذا الشهر الكريم .
وتوقع ان الحركة ستعود الى طبيعتها خلال الايام القادمة وبخاصة في ظل توفر كميات كبيرة من المواد الغذائية ، مؤكدا ان القطاع التجاري بات يعاني في الاونة الاخيرة من تراجع القوة الشرائية للمواطنين .