أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مجلة أمريكية : واشنطن تدرك الهزيمة المحققة لكييف لكنها تصر على ضخ الأسلحة لها اليمنيون يواصلون هجماتهم على السفن التي تتجه الى الكيان الصهيوني دعما لغزة احتجاجات الجامعات الأميركية تتوسع دعما لغزة وانضمام جامعتين جديدتين مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون 10 إصابات بجروح وكسور بحادث تصادم مركبتين في جرش مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق الأمم المتحدة تصدر قرارًا حول ادعاءات مشاركة موظفي اونروا بطوفان الأقصى الأمم المتحدة: 37 مليون طن من الأنقاض في غزة تحتاج 14 عامًا لإزالتها الفايز يلقي كلمة في مؤتمر برلمانيون من أجل القدس بإسطنبول إصابة بن غفير جراء حادث انقلاب مركبته في مدينة الرملة 1063 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي الهيئة العامة للصحفيين توصي بتحويل منتحلي المهنة للمدعي العام مسيرات في عمان والمحافظات للتنديد بالعدوان الغاشم على غزة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت منظمة كير تطلق نتائج دراسة تقييم الاحتياجات السنوي للاجئين
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


المفتي وثلاثة وزراء

بقلم : حسين الرواشدة
17-11-2017 12:53 AM
في الملتقى الذي اقامته دائرة الافتاء العام بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة الاسلامية، اجتمع لاول مرة ربما، ثلاثة وزراء ( الاوقاف والتربية والتعليم والثقافة) والى جانبهم المفتي العام للمملكة، بما يعني ذلك ان مؤسسات التوجيه في بلدنا حضرت على المنصة وفي قاعة النقاش ايضا.

كان اللقاء لافتا وكلمات المشاركين ايضا، لكن اهم ما في الموضوع مسألتان: العنوان وكان عن دور الثقافة في بناء الانسان وحماية المجتمات ثم ما يمكن ان نؤسس له من ادوار متكاملة ومن تنسيق بين مؤساتتنا على اكثر من صعيد واهمهما الثقافة.

صحيح،يمكن للدين، بمؤسساته الرسمية وغير الرسمية، ان ينهض بدور فاعل في مواجهة ثقافة الكراهية العنف، فمعظم الشباب في بلادنا “متدينون” بالفطرة، ومسؤولية تصحيح تدينهم تقع على عاتق الفاعلين في مجالاتنا الدينية، والتصحيح يحتاج الى خطاب مقنع وذكي ومؤثر، يستطيع ان ينقلهم من حالة “التعبئة” والاستفزاز والتوتر الى حالة السكينة والتصالح والاستقامة، واذا كان الجنوح الى “العنف” ضد مبادئ الدين ومقاصده، فان اعادة الاعتبار لهذه المقاصد واقناع الشباب بها، يتطلب تحرير مؤسساتنا الدينية وخطابها مما يحيط بهما من ارتباكات والتباسات، وتأهيل العاملين فيهما بما يلزم مضامين وادوات.

لكن دور هذه المؤسسات الدينية لا يكفي وحده، فالخطاب الثقافي والتعليمي والتربوي يمكن ان يوّظف ايضا في هذا الاتجاه، ويمكن لوزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ولغيرها من مؤسساتنا الثقافية ان تنهض بدور “تنويري” يساعد شبابنا على رؤية أنفسهم والعالم من بوابات اكثر اتساعاً ورحابة.

لكن ثمة من يسأل: لماذا “نستدعي” الدين والثقافة والتعليم لمواجهة هذه المشكلة التي خرجت اصلاً من ميادين الاقتصاد او السياسة مثلاً؟ ولماذا لا يكون (الدين والتعليم والثقافة) شركاء بالاصالة في وضع السياسات لكي يكونوا بالتالي شركاء في مواجهة الأزمات.

الشق الاول من السؤال غير صحيح، لأن “العنف” لم يخرج لشبابنا من “كهوف” الازمات الاقتصادية والسياسية قط، وانما من “رحم” تديننا غير الصحيح، ومن “ملاعب” ثقافتنا غير الخضراء وتعليما المغشوش، وبالتالي فان غياب او تراجع الباعث الديني والثقافي والتعليمي وبالتالي تراجع وعي الشباب يقع في صميم مسؤولية مؤسساتنا الدينية والثقافية والتعليمية.. وهم هنا مسؤولون عن انتاج “العنف” والانحراف والتشوهات التي اصابت قيمنا ومجتمعنا.. وعليهما ايضاً المساهمة في معالجتها.

أما مسألة الاستدعاء وغياب الشراكة بالاصالة فهي هنا صحيحة، اذْ ان اهتمامنا بالدين والثقافة والتعليم وبما يحتاجه من مستلزمات لتطوير خطابنا العام ودعم الفاعلين والمبدعين في هذه المجالات لم يكن - للاسف - في مستوى اهتمامنا بغيرها من الميادين، وبالتالي فان “استدعاءنا” للثقافة والتربية والتدين عند الحاجة والاضطرار، بعد استبعادنا لها في الظروف “المشمشية” يثير اكثر من سؤال، بل ويدفع احياناً من يتولى العمل في هذه الحقول المهمة الى “الزهد” في التدخل او الوقوف في “مدارج” المتفرجين.. وهذا اسوأ ما فعلناه على صعيد مجتمعاتنا العربية.

ومع ذلك، لا يجوز - ومهما كانت الظروف - للديني والمثقف والمعلم ان يغيبوا عن ممارسة دورهم المطلوب، خاصة اذا كان “مجتمعهما” يتطلب حضورهم، او كان ثمة “محنة” تلتمس منهم التدخل والمشاركة، كما لا يجوز لهم ان يتعاملوا مع “ازمات” مجتمعهم بمنطق “المقايضة” او انتظار “الاستدعاء” وانما لا بد ان يبادرا لاداء الواجب المفترض ان يقوم به.

باختصار، ادعو الى “انشاء” تحالف وطني يجمع الديني والثقافي والتعليمي مع السياسي والاقتصادي، لا لمجرد بحث “الثقافة” وفهم ازماتها واتجاهاتها، وانما ايضاً لاطلاق مشروع وطني يليق ببلدنا، ولنبدأ من الدين والثقافة والتعليم، من المدارس والمنابر وقاعات الندوات والمسارح لنؤسس “وعياً” جديداً لدى شبابنا ضد الصراعات وضد الكراهية.. وضد كل ما هو “كريه” في مجتمعنا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012