أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


"مجنون رمى حجر بالبير "

بقلم : عصام قضماني
15-12-2017 12:40 AM
مجنون رمى حجر في .. و 230 سفارة أميركية في 230 دولة، ما رح تطلعه .
هو ليس مجنونا ولا سفيها ذلك الجالس في البيت الأبيض في واشنطن ،لكن لا بأس في أن نستدعي هذا المثل
،فالفعل لعاقل لكن الفعل «مجنون « وافقتم على هذا التوصيف .
أعجبني حفل جماهيري في أوروبا ،عشية نجاح سيد العقار والقمار دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ، فتجمع
الألا ف الرافضون لإنتخابه ولسان حالهم يقول هذا الرجل لن يكون ضارا بأميركا فحسب بل في أوروبا والعالم أجمع ، ففي مهرجان دفع
المحتجون بلعبةمن الإسفنج مثلت ترامب وقفاه يتدلى ليس فرجة للناظرين فقط بل للراغبين في ركله .
..ولا أقول لكم كم ركلة تلقى هذا القفى , على أية حال هذا تعبير سابق على قراره منح إسرائيل القدس و وهو لم يكن قرارا إعتباطيا فقد
أتبعه بإحتفال كبير من يهود أميركا أو ما يعرف باللوبي الصهيوني وقد دعاهم الى البيت الأبيض ليحتفل معهم بالقرار وهو ما يؤيد زعمنا
بأنه لم يكن قرارا لمجنون أو لسفيه متعجل لم يأبه للعالم ولو بمقدار ذرة , بل هو قرار مقصود تدعمه قناعات دينية قبل أن تكون سياسية
وإيمان بأن القدس يهودية وكفى .
القصة ليست هنا، ففي جانبها الأخر , سنفترض أن القرار نوعا من الجنون وهو كما فعل مجنون القرية لما رمى حجرا في بئر القرية الوحيد
ليتداعى العقلاء في محاولة لإخراجه لكنهم لم يستطيعوا فقرروا هدم البئر .
هذا ما حصل مع سفارات أميركا في 230 دولة أقلها إحتجاجا تلك التي صدرت بيانات غير مؤيدة , فحال هذه السفارات هي كالمجنون الذي
رمى حجرا في البئر فتداعت الى لملمة ما أحدثه ،من فوضى , فسارعت الى إصدار التحذيرات لرعاياها من احتمالية تحول الاحتجاجات الى
مظاهرات غير سلمية، وحثتهم لأن يبقوا على حذر من احتمالية تحول الاحتجاجات الى عدوانية وان يكونوا حذرين على امنهم الشخصي
والابتعاد عن اماكن التجمعات واخذ الحيطة والحذر في المناسبات المحلية ولم تنس أن تدعوهم الى متابعة الاخبار المحلية واخر الاحداث
والتطورات.
لا أيتها السفارات ؛ إن كان مجنونكم قد فعلها ورمى حجرا في بئر فشعوبنا عاقلة لا تأخذ الناس بجريرة زعاماتهم ونحن نعرف أن المواطن
الأميركي، غير معني بمثل هذه القرارات الحمقاء فهو لا يتدخل في السياسة وإن كان يتابعها لكنه يتابع أخبار الطقس ورياضة الكرة
الأميركية ونجوم هولوود أكثر من أي شيء , لكن حتى هذه لا تعفيه ولا تعمي عينيه عن رؤية الضرر الذي تلحقه قرارات قياداته التي نجحت محمولة على أموال وأصوات اللوبي الصهيوني الذي يعبث بعقل الأميركي بالدعاية الكاذبة وهو ضحية لمحطات التلفزة المؤثرة وللصحف التي تسيطر على أسهمها أغلبية مالية صهيونية .
لا نلوم هؤلاء الأميركيين المغيبين عن الحدث وخلفياته، لكننا نلوم البهرجة الغارقين فيها بإعتبارهم أسياد العالم يتمتعون بالحصانة
والحماية وسفاراتهم تعاني من لملمة أثار الأضرار للقرارات الصلفة التي لا تأخذ للعدالة ولا للحق أية موازين ولا نقول أنها مسلوبة الإرادة .
إحتجاجتنا حضارية ، ترفع اليافطات وتهتف وتشعل الشموع في مواجهة وقاحة لا متناهية لا تعتذر حتى عن الدم الذي يراق يوميا في باحة
المسجد الأقصى الأسير .
أيها الأميركي في بلادنا لا تتعب من القلق وتابع بهدوء أخبار الرياضة والطقس ومسيرة براد بيت وأنجلينا جولي التي زارت بلادنا وشاهدت بأم أعينها المآسي ،التي خلفتها سياسات قيادتها الجالسة في واشنطن في بلادنا .
لا تقلق فأنت محمي ،ليس بفضل سفاراتك بل بفضل وعينا وقيمنا وأخلاقنا وإيماننا بعدالة قضيتنا حتى مع عشرات المجانين الذين
سيواصلون رمي الأحجار في مئات الأبار .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-12-2017 12:58 PM

إلى متى هذا التهريج والإستحماق والتغابي؟!! إلى متى؟!!
يا حضرة الكاتب، للمرة المليون، ترامب نفّذ قرار إِتُخذ سنة ١٩٩٥ من قبل الكونغرس الأمريكي بما يقارب الإجماع بالإعتراف بالقدس عاصمة أبديه للكيان الصهيوني. خطوة ترامب خطوة سياسية محسوبة من قبل المؤسسات الأمريكية السيادية وليست خطوة شخص بمفرده كما تحاول بسذاجة وتحامق أن تصوّر لنا! لقد مدد ترامب قرار نقل السفارة في بداية ولايته لإنتظار وعود السعودية بإخضاع اليمن عبر علي عبدالله صالح، ونجاح الإنفصال الكردي وتفجيره بوجه إيران وتركيا، وتفجير الوضع الداخلي اللبناني بوجه حزب الله، والإنتهاء من قطر بإخضاعها للبيت السعودي. لم تنجح السعودية بأيٍ منها، وبان للأمريكي أنه لايوجد طرف عربي قوي يمكن أن يحمل ما يسمى "صفقة القرن"، فقام منفرداً بتنفيذ قرار الكونغرس السابق لإيقانه أنه لا يوجد مفاوضات بغياب طرف عربي قوي، وقرر الذهاب للمواجهة المباشرة برسم حدود جديدة تقاتل بها إسرائيل من خلف جدار القدس الذي هو بدعم وإقرار الحكومة الأمريكية حدود إسرائيل الشرعية الجديدة!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012