أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الجولان ورسائل "السوخوي" المتبادلة

بقلم : حازم عياد
25-07-2018 06:06 AM

تتعدد الروايات حول اسقاط طائرة السوخوي السورية من قبل الدفاعات الجوية التابعة للكيان الاسرائيلي، كما تتعدد السياقات المرافقة لهذه المواجهة؛ فالكيان الاسرائيلي قدم روايته كما قدم النظام السوري رواية مضادة، غير ان تعدد السياقات السياسية والامنية لتوقيت المواجهة الجوية يعد الاهم في هذا التوقيت.
فالسياقات التي اعلن فيها استهداف الدفاعات الجوية التابعة للكيان الاسرائيلي طائرة سوخوي سورية تتنوع من ناحية امنية وسياسية لتشمل سياقات اقليمية واخرى دولية وثالثة محلية، ولعل اهم هذه السياقات تزامن توقيتها مع تسريبات اسرائيلية تناولت زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف، ورئيس هيئة الاركان في الجيش الروسي للكيان الاسرائيلي يوم اول امس الاثنين، موحية بإمكانية اطلاق مفاوضات وحوارات تتناول مستقبل النفوذ الايراني في سوريا.
زيارة لافروف السرية رافقها سياق لا يقل غموضا عن سياق زيارة لافروف الى الكيان، تضمن اتفاقا سمح للقبعات البيض بالعبور نحو فلسطين المحتلة والاردن ليشقوا طريقهم نحو كندا واوروبا؛ اتفاق شاركت فيه روسيا وامريكا والكيان الاسرائيلي والاردن، وغاب عنه النظام السوري وايران على الارجح؛ اذ تم تطبيقه في جنح الليل في عملية سرية بالمعايير الامنية والسياسية.
السياقات السياسية والامنية تدفع نحو الاعتقاد بأن النظام السوري وايران أرادا توجيه رسالة الى حليفهما الروسي والكيان الاسرائيلي؛ باستحالة تغيبهما عن المشهد او الحوارات والمفاوضات السياسية أياً كانت مضامينها؛ رسالة تؤكد القدرة على خلط الأوراق واشعال الجبهات.
النظام السوري وايران لا يرغبان في الغياب عن المساومات والمفاوضات الدائرة بين وزير الخارجية ورئيس هيئة الاركان الروسي، ويشعران بالتوجس من نتائج هذه اللقاءات التي سبقتها جولات مكوكية لنتنياهو نحو موسكو.
الهواجس الايرانية ومن ورائها النظام السوري تعتبر مشروعة في ظل الكثافة غير العادية في الاتصالات بين موسكو والكيان، وفي ظل الاتفاق الذي افضى الى السماح بمغادرة قوات الدفاع المدني المعروفة بالقبعات البيض مناطق الجنوب السوري المحاصرة نحو الاراضي الاردنية والفلسطينية المحتلة، علما بأن الإجراء التقليدي كان يقضي بنقلهم الى ادلب.
المناورة الجوية السورية كشفت قدرة كبيرة لدى النظام السوري وايران على خلط الاوراق في الجنوب السوري، تربك المشهد السياسي، واي مفاوضات ممكنة بين الاطراف الاقليمية والدولية تتجاهل مصالحهما، وبشكل خاص طهران، في حين ان اسقاط الطائرة حمل رسالة من الكيان الاسرائيلي بقدرته على المواجهة، وتمسكه باتفاق فض الاشتباك عام 1974 الذي يتضمن منطقة عازلة بالقرب من القنيطرة.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012