أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


ثقافة تقبل الهزيمة

بقلم : موفق ملكاوي
07-09-2018 07:51 AM

في المجتمعات المتقدمة، يتم التعامل مع الهزيمة على أنها جزء أصيل في الحياة، فمثلما هناك انتصار ونجاح وصعود وإشعاع وولادة، هناك أيضا هزيمة وإخفاق وهبوط وخفوت وموت. فهي، على اختلاف أشكالها، تجري احتمالاتها في كل ما يحيط بنا من أمور.
من هذا الفهم، نرى الشخصيات في تلك المجتمعات أكثر انسجاما مع أنفسهم، فتسارع إلى تقبل الهزيمة والاعتراف بها، وتهنئة الخصوم، والإشادة بمقدرتهم على الأداء الذي جعلهم يفوزون، بينما يتقدم بعضهم خطوة إلى الأمام، ويقدم نقدا في أدائه الشخصي، مثل السياسيين المهزومين في انتخابات ما، والذين يشيدون بخصومهم وبطريقة إدارتهم لحملاتهم.
لكن الأمر مختلف تماما لدينا؛ فالهزيمة في أي مجال، لا بد أن يكون وراءها 'مؤامرة' واستهداف، فكل شخص في المجتمعات المتخلفة يرى في نفسه الأحقية بالفوز والانتصار على كل من سواه، حتى لو لم يمتلك سببا واحدا لهذه الأحقية.
في مبارياتنا الرياضية، لا بد أن تكون خسارتنا متأتية من الحكم الذي يقف ضدنا دائما، وفي معاركنا السياسية والانتخابية، نبرر هزائمنا بـ'الدولة العميقة' و'الأجهزة التي تعمل ضد صوت الحق'، حتى في امتحاناتنا الأكاديمية، ورسوبنا في رخصة القيادة، ومقابلات العمل الشخصية، وغيرها، لدينا تبريرات عديدة لهزيمتنا، ليس من ضمنها، أبدا، قوة الخصم أو ضعفنا الشخصي!
حتى الملاحظات البسيطة التي يقدمها مدير أو مسؤول ما، مهما بلغت سنوات خبرته، لموظف جديد تحت إشرافه، تدخل في باب الاستهداف و'نظرية المؤامرة' التي نحب أن نلجأ إليها لتبرير عجزنا الذاتي، وإمكانياتنا المتواضعة، وعدم تحلينا بأي ثقافة للاستفادة من أخطائنا الشخصية، ولا من خبرة الآخرين.
بنيتنا النفسية والفكرية والثقافية وإمكانياتنا الذاتية ومقدرتنا وأداؤنا، في مقابل إمكانيات الخصوم وأدائهم، هي أمور لا نفكر فيها أبدا حين ننوي وضع 'نظرية' لعجزنا عن تحصيل فوز أو انتصار أو نجاح. وفي هذا السياق، يتساوى الجميع؛ عوام ومثقفون وسياسيون وعلماء، ففي أكثر من جائزة علمية وأدبية، كانت ترتفع دائما أصوات مشككة بنزاهة لجان التحكيم وانحيازها ضد أحدهم، مثلا، لكونه لم يفز بجائزة ما، من دون أن يكلف نفسه النظر إلى ما قدمه المنافسون، لعله يرى قصوره الذاتي، وتميز الخصم.
هذا الأمر سببه ثقافة استعلائية على الصعيدين؛ الفردي والجمعي، ترفض النظر إلى الآخر على أنه كينونة ذات فعل ورد فعل، وبأنه يمتلك إمكانيات مثلنا تماما أو تزيد، وبأنه ليس مستقبِلا دائما، وإنما هو مرسل وفاعل ومؤثر بالطريقة المثالية التي نرى أنفسنا بها.
ثقافة تقبل الهزيمة والخسارة تدخل في علم 'فن الحياة'، وهي ضرورية جدا من أجل نقد الذات؛ الفردية والجمعية، وتعديل المسار ما دام هذا ممكنا. ولكن، لنعترف أن هذا لا يحدث لدينا، فمنذ قرون ونحن نسير في الطريق الخطأ ذاتها، ومع ذلك نبقى مصرين على أن فشلنا يتأتى بفعل مؤامرات وقوى خارجية، وليس بسبب ضعفنا وهشاشتنا وأميتنا وتخلفنا.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012