لويش طلقتوها؟!

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

لويش طلقتوها؟!

بقلم : صالح عبدالكريم عربيات
07-10-2018 05:49 AM

زمان كان يتم البحث عن عروس في المناسبات الاجتماعية لأنهم كانوا يبحثون عن فتاة جميلة وخلوقة وطويلة وبنت ناس حتى تسعد ابنهم.. اليوم يتم البحث عن العروس في كشوفات التعيين الصادرة عن ديوان الخدمة المدنية حتى لو كانت العروس تعاني من شلل أطفال لأنهم يريدون من يسد ايجار المنزل عن ابنهم.. وأثناء فترة الخطوبة لم يعد العريس يسألها لا عن تعليمها ولا عن هواياتها ولا عن طبيعة أكلها ولا حتى عن اسمها.. بل يسألها فقط ان كان عليها قروض أم لا؟! وبعض السيدات تطلقن لأنهن لم يصارحن أزواجهن قبل الزواج أن عليهن قرض غسالة تدفعه من راتبها لأهلها!
وحين يكون هناك فتاة جميلة ومتعلمة وغنية وبنت ناس وتسمع أنها تريد الارتباط بشاب لا يملك ثمن شفرة الحلاقة فإن ذلك الارتباط دائما ما يثير الشكوك والتساؤلات؟!
جميل أن يتم الحديث الآن عن حكومات برلمانية في القريب العاجل ولكن، قبل تولي حكومات منتخبة من الشعب إدارة شؤون الدولة علينا أن ننتبه لمجموعة من الحقائق أهمها المديونية، وأن تصارحوا الشعب منذ البداية عن سنوات ترفكم وفسادكم وترهلكم وما عليكم من ديون وتسددوها كأهم خطوة، لأنه من الممكن جدا بعد أن تتولى أي حكومة برلمانية عملها في ظل هذه المديونية المرتفعة أن لا تجد رواتب لموظفيها بعد أشهر، فنقول: سقا الله على أيام الحكومات السابقة.. صحيح أنها لم تحارب الفساد وكانت مترهلة وتعيش في ترف ولكنها كانت تدفع الرواتب على الأقل.. والأهم أن نسأل الحكومة الآن لماذا تطلقت من النخب وأصحاب الثروات وخريجي الجامعات الغربية الذين تعاقبوا عليها منذ عقود وتريد الآن زوجا صالحا من الشارع حتى لو كان طورة عاشرة على المناسف ولا يملك ثمن الدبلة وخريج مقهى في وسط البلد حتى لا يثار هناك أي شكوك من هذا الارتباط غير المعتاد!
اذا دخلت على مطعم فإنه لا يمكن أن تجلس على طاولة قبل أن يقوم الجرسون بتنظيفها جيدا وعدم ترك أي أثر خلف من كان يجلس قبلك.
نريد أن ندخل على الحكومات البرلمانية بنفس المبدأ، نظفوا البلد من الفساد ثم دعونا نجلس على كرسي الحكومة البرلمانية لنبدأ حياة سياسية جديدة مبنية على قواعد المحاسبة وسيادة القانون.
من المستحيل طبعا أن تركب تاكسي ولا يقوم السائق بتصفير العداد، أو أن تشتري منزلا ولا يقوم صاحب المنزل بدفع ما عليه من مسقفات وضرائب، حتى اذا أردت الزواج من مطلقة فإن محوّر حديثك معها قبل إتمام مراسم الخطوبة هو سؤالها عن سبب طلاقها؟!
إذا حتى لا تفشل الفكرة من أول تجربة، يجب أن تصارحونا منذ البداية أين ذهبت كل هذه القروض والديون والمساعدات ولم نستطع رغم كل تلك المليارات أن نستبدل ولو شرشف سرير بمستشفى البشير.. فالأهم تصفير العداد ودفع تلك القروض قبل أن ننطلق من جديد أو نسكن في أردن جديد.. ولأن الحكومة أصبحت مطلقة من الزعامات التقليدية ورجال المال وخريجي أرقى الجامعات الغربية فمن حقنا أن نسأل لويش طلقتوها في هذا التوقيت السياسي والاقتصادي الحرج؟!
حين ترغب باستئجار منزل، أو سيارة سياحية، أو حتى بغل للحراثة.. فإن من أهم شروط التعاقد بينك وبين المؤجر هو مثل ما بسلمك بتسلمني.
سلمانكم سابقا أردنا ينعم بالخير والتقدم والازدهار.. لذلك قبل أن تباشر أي حكومة برلمانية عملها مثل ما استلمتم سلمونا! الغد