أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


كيف تتصرف مع طفلك الذي يرى نفسه قبيحا؟

21-12-2018 10:45 AM
كل الاردن -
الإحساس بالقبح ليس منتشرا كثيرا بين الأطفال، وهذا ما يشغل اهتمام المراهقين فقط. وعادة ما يكون الأطفال -الذين تتراوح أعمارهم بين تسع وعشر سنوات- أقل اهتماما بمظهرهم الخارجي.

ولكن هذا مرتبط بمراحل نموهم، لأنه كلما تقدموا في السن صاروا أكثر اهتماما وإدراكا لأهمية المظهر الخارجي. فقد تكون الأسنان المتباعدة أو الأنف الطويل من الأمور التي تجعل طفلك منزعجا من شكله، وقد تسبب له مشاكل نفسية.

البحث عن هوية
يعاني الأطفال من هذه المشكلة عادة قبل البلوغ وخلال المراهقة. ومنذ بلوغ سن 11، يبدأ الطفل في التفكير بمظهره والبحث عن هويته.

وفي هذه المرحلة العمرية، يحاول الطفل اكتشاف نظرة والديه له من خلال صورته الخارجية -على غرار اللباس وتسريحة الشعر، والماكياج بالنسبة للبنات.

ويعمل الطفل على إيجاد مظهر خارجي يناسبه، مستلهما بشكل أساسي ما يراه في المجتمع، من خلال ما يروج له عبر الإعلانات والمجلات التي تستهدف بالأساس المراهقين.

أكثر تعقيدا للفتيات
وغالباً ما تعمد الفتيات إلى مقارنة أجسادهن بأجساد البالغات. وقد يصبح الأمر أكثر تعقيدا للفتيات لأن أجسادهن تمر بتغيرات فسيولوجية أوضح مقارنة بالأولاد.

المظهر الخارجي
ونقلت صحيفة 'لوفيغارو' الفرنسية حوارا أجرته موريا لاهال مع أخصائية علم النفس إيما لوفيار التي قدمت عدة نصائح من شأنها أن تساعد الوالدين على التعامل مع المشاكل التي قد يواجهها الأطفال مع مظهرهم الخارجي.

وأضافت لوفيار أن الطفل يفكر في مظهره الخارجي مهما كان جنسه لأنه يهتم بوزنه وحجمه، وهذا جزء لا يتجزأ من مرحلة نموه. ولكن هذه الفجوة تتسع خلال فترة المراهقة.

الظواهر الداخلية والخارجية
هناك علاقة بين الظواهر الخارجية والداخلية. فداخليا، يحاول الطفل/المراهق تجسيد نموذج اتخذه لنفسه، يكون عادة شخصية مشهورة أو معلمه بالمدرسة، أو حتى والدته أو صديقه. وفي هذه الحالة، سيعمل على مقارنة نفسه بهذا النموذج، ويحاول إيجاد بعض الخصائص الجسدية المشتركة.

وإذا لم يجد أوجه تشابه، ستنشأ لديه حالة من الشك تترسخ بفعل العالم الخارجي. فإذا لاحظ الطفل كبر حجم أذنيه عن أذنيْ صديقه أو لدى صديقه لقب خاص بسبب هذه الخاصية الجسدية سيصبح نوعا ما معقدا.

استشارة طبيب
إذا تكرر تذمر الطفل من صفاته الخلقية وبات هذا الأمر يزعجه، فيجب حينها مناقشة هذا الموضوع معه لمعرفة سبب هذا التذمر. فقد يكون انزعاجه ناتجا عن ملاحظة تلقاها الطفل من أحد المقربين منه أو بسبب لقب انتشر عنه بالمدرسة.

وسيكون الحديث مع الطفل بشأن هذا الأمر كافيا. أما في حال تواصل هذا التذمر، فإن هذا يعكس اضطرابا حقيقيا في تقدير الذات، ويجب معرفة أصل هذا الاضطراب من خلال استشارة طبيب مختص.

تغيير الصورة
ولمساعدة الطفل على تغيير هذه الصورة التي تشكلت بذهنه وقبول مظهره، يجب مساعدته على تعزيز ثقته بنفسه من خلال التركيز على نقاط القوة لديه وخصاله المحمودة، وأن نبين له أن كل طفل يعتبر جميلا حتى وإن لم يخضع لمقاييس الجمال التي يفرضها المجتمع.

ومن المهم طرح أسئلة تتعلق بالنموذج الذي يتبعه الطفل، من أجل معرفة ما الذي يجذبه في نجم أو شخص ما؟ ولماذا يحاول أن يتشبه به؟ ولا يجب التردد في اقتراح بدائل أخرى عليه لأشخاص يمكنه أن يقتدي بهم بهدف فتح آفاق أخرى له ومساعدته في العثور على هويته الحقيقية.

الإطراء دون المبالغة
من المهم جعل الطفل يشعر بالإطراء بغير مبالغة، مع تجنب صيغ التفضيل. ويجب عليه أن يفهم أنه لا يوجد طفل أجمل من الآخر ليدرك أن مفهوم الجمال ذاتي وأنه يختلف من شخص لآخر. ولو افترضنا أن أحد الوالدين كان يردد دائما أن ابنه أو ابنته أجمل من باقي الأطفال، فإن ابنه سيكتشف فيما بعد في حالات معينة أن ما كان يُقال له غير صحيح.

وأشارت أخصائية علم النفس إلى أن الطفل المعقد سينشأ وفي ذهنه أنه محل سخرية أترابه وستترسخ لديه هذه الفكرة على مر السنين إلى أن يصل مرحلة البلوغ. وعندها سيصعب محو هذه الصورة السلبية عن نفسه من ذهنه. لذلك، من المهم أن يترعرع الطفل على الثقة بنفسه حتى يتمكن من المضي قدما في حياته ويكون متصالحا مع نفسه.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012