أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


«إسلامفوبيا» تضرب من جديد

بقلم : عمر العياصرة
17-03-2019 03:59 AM

القراءة العميقة لمرتكب جريمة المساجد في نيوزلندا، من خلال مدونته، وما كتب من عبارات على سلاحه، تعطيك اشارة واضحة بأنه معبأ بجملة تحشيدات ثقافية عنصرية لها موقف عدائي من الاسلام والمسلمين.
فهذا الاسترالي المجرم هو نتاج لأدبيات احزاب اليمين المتطرف الصاعد في الغرب، كما انه غارق في الاسلامفوبيا، ومتأثر بالساسة العنصريين من شاكلة ترامب وغيره.
ليست حادثة فردية، ولسنا بصدد الحديث عن تنظيم، لكن الحقيقة الكبيرة التي يجب على الغرب ادراكها انه يتحول بشدة نحو الانغلاق والعنصرية والكراهية.
لا نعرف الاسباب المباشرة لكل ذلك، فهي خليط من استحضار الماضي، وقضية اللاجئين، واشكالية الديموغرافيا، والازمة المالية، لكنها في النهاية كراهية تتنامى امام اعين ساسة الحضارة الغربية.
كيف سيتعامل العالم مع الحادثة، وهل سنخرج من منطق الادانة الجوفاء الى مرحلة تتخذ فيها الاجراءات لحماية المسلمين في الغرب من خطابات الكراهية والاستبعاد؟
هناك امر ممنهج وخطاب كراهية ليس بالعارض بل له روافع سياسية، خذ مثلا، السيناتور الاسترالي فريزر نينغ الذي قام بإلقاء اللوم في الهجوم الاخير بنيوزلندا على الهجرة مثيرة للاشمئزاز، وهنا يبدو اليمين المتطرف بأوضح اشكاله.
للاسف في الآونة الاخيرة ومع صعود اليمين المتطرف، تخلت بعض الدول الاسلامية عن دورها في حماية مسلمي الغرب، وبدأنا نسمع اصواتا تطالب بالتضييق على المساجد هناك.
بعد حادثة مساجد نيوزلندا، هل سيتخلى العالم عن انحيازاته غير العادلة؟ وهل سيعاد تعريف مصطلح الارهاب ليشمل احزاب اليمين المتطرفة؟
هل ستتم مكافحة جرائم الكراهية ضمن الحملات الدولية لمكافحة الارهاب؟ هل ستؤخذ حملات الاسلامفوبيا على محمل الجد كما تؤخذ «معاداة السامية»؟
هل ستفرض عقوبات على كل سياسي يستخدم «كراهية العرب والمسلمين» في حملاته والانتخابية وخطابه السياسي؟ هل سيتظاهر قادة العالم امام مكان الجريمة كما سبق ان فعلوا في فرنسا؟
لا اعتقد ان الغرب سيهتم، والسبب ان حكامه يمينيون وعنصريون، لكن علينا ان نهتم، فالدماء ليست رخيصة، ومناخات الخوف في الغرب يجب التعامل معها، وهنا يأتي دور الدول العربية والاسلامية.
المسلمون في الغرب يتجاوز عددهم الخمسين مليوناً، واعتقد انهم مطالبون بتنظيم انفسهم اكثر، وحماية ذواتهم وشعائرهم اكثر، مع الاحتفاظ الكامل باحترام قوانين بلادهم وتعميق مفاهيم الاندماج.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012