أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


غزوة المفرق !
24-12-2011 09:36 AM
كل الاردن -


alt 
أدهم غرايبه
 
ما اراده حزب جبهة العمل الاسلامي حصل عليه فعلا ؟
احتراق مقرهم في المفرق كان بمثابة هديه من السماء ... لربما ان ما حدث كان افضل مما خططوا له ! فأصرارهم على اقامة مسيرة برعايتهم الصريحة و تجاهلهم  لبيانات تطالبهم بالغاءها و تتوعدهم يؤكد انهم فعلا كانوا يسعون لشيئ ما ؟
 
لنتريث قليلا و لنتأمل بخط سير الاحداث . فحرق مقر جبهة العمل الاسلامي " الذراع السياسي للاخوان المسلمين " في المفرق لم يكن فعلا انما رد فعل ! فالجماعة  اختارت التظاهر خارج قواعدها التقليدية المعروفة و هي عمان و الزرقاء و الغريب ان الجماعة تعرف تماما ان "سوقها داقر " في كل محافظات الاطراف و أن انصاراها في المفرق شبه معدوم  ! و قد يكون سبب ذلك ان الاسلام السياسي غير مستساغ لدى أغلب الاردنيين الذين يميزون بوعي شبه فطري الفرق الهائل بين ان يؤدوا واجباتهم الدينية و تسيس قناعاتهم الدينية , ليس هذا فحسب  فلا يغيب عن بال قطاع ممتد من الاردنيين ضبابية مواقف عموم الحركة الاسلامية من مسالة الهوية الوطنية الاردنية و رؤيتهم " للدولة " على انها " ارض " للحشد و الرباط ! ... على فرض ان هناك حشدا و رباطا برغم افتضاح مواقف كل " الاخوان " الفائزين بدول الربيع العربي تجاه الصراع مع العدو الصهيوني !
  قلت ما حدث الجمعة الماضية بالمفرق كان رد فعل و لم يكن فعلا لا سيما ان الحركة هي التي اصرت على الصدام و تحدت رغبة أهالي المدينة بعدم خروج اي مسيرة في مدينتهم و قد اعلنوا عن ذلك باكرا و قبل وقت كاف من يوم الجمعة . من حق اي تنظيم او جماعه الدعوة لمسيرة في اي محافظة اردنية لكن الحكمة تقتضي ايضا دراسة اجواء تلك المسيرة و تجنب اية صدامات محتملة .
لست هنا بمعرض تسويق ما حدث انما اسعى لتوضيحما لم يكن فضح – مرامي " الاخوان " التي تتضح يوما تلو الاخر .
حينما يقرر بضع عشرات من انصار الحركة في المفرق مواجهة و تحدي مئات اعلنوا جهارا نهارا مواقفهم من مسيرات الاخوان فانهم لا يستعيدون دروس غزوات الرسول الاكرم لان المواجهة في المفرق لم تكن بين اهل الدعوة و قريش انما بين مواطنيين اردنيين مسلمين ...      و " عيال " عم ايضا ! لكن تلك المواجهة و بالنظر لموازين القوى و في ظل مواقف شديدة العدائية و اجواء مكهربة بفولتية عالية تؤكد ان ثمة اجندة للجماعة و انهم يريدون استثمار نتائج التوتر لكن المفاجأة السارة لهم ان ما حدث اكبر بكثير مما تمنوه لا سيما ان المنطقة بأسرها مشتعله لكن الدخان المتصاعد من مقر " الاخوان " في المفرق سيكون له رائحة خاصة و سيجذب اعين كاميرات ستنقل للغرب و امريكا معاناة " اصلاحيين " يدفعون ثمنا باهظا لمواقفهم فضلا انهم سيستغلون سطحية رؤية عون الخصاونة للوضع بالبلد و قناعته الخاطئة بأن الاخوان مفاتيح الشارع الاردني !
 
هناك انتهازيه يحترفها " الاخوان " عموما و لا يعرفها الا المنخرطين تماما بالحراك في الاردن. و استغرب كيف لأناس يدعون انهم يتخذون من الاسلام وسيرة الرسول الاعظم نهجا لا يستعيبون على انفسهم هذه المواهب الاستثنائية في الانتهازية . ما اكتبه عنهم هنا ليس من باب التوقع و التحليل و لا الافتراء انما من باب المعايشة و استذكر هنا بدايات المسيرات قبل نحو عام و كيف رفض الاخوان المشاركة بها و تعاليهم على التيارات الوطنية الناشئة و رفضهم مبدأ المشاركة حينها .
دعونا نستذكر – على صعيد مشابهدعوات التحشيد لأقامة صلاة عيد " مليونيه " يوم عيد الفطر لأسقاط حكومة البخيت و كيف ان صلاة عيد الاضحىفي عهد حكومة الخصاونهأضحت للعبادة لا للسياسة !
دعونا نستذكر موقفهم المشبوه و الدنيئ من بيان الاول من ايار و تآمرهم على دعوة " العسكر" للتظاهر امام السفارة الامريكية بعمان قبل شهور قليلة احتجاجاعلى تسريبات ويكليكس ! فهل ان هؤلاء دعاة اصلاح حقا ؟!؟
في كل اسبوع يتمايز موقف الحراك الوطني عن موقف الحراك الاسلامي ... ففي حين ان الاول له مطالب صارمه بمسألة الهوية الوطنية ببعدها العروبي لا القطري و بمسألة العدالة الاجتماعية و محاكمة كتائب اللصوص و الالحاح على عودة القطاع العام و تنمية المحافظات المهمشة فأن المطلب شبه الوحيد للجماعة هو قانون انتخاب يضمن فيه الاخوان ما يمكن وصفه ب " الثلث المعطل " ! الثلث فقط و ليس اغلبيه تضمن لهم تشكيل حكومة برلمانية مستقبلا لأن ذلك سيكشف سطحية برامجهم و ضعف قدرتهم على ادارة الدولة .
 
ما حدث في المفرق يستحق الادانة حتما . فحرق مقر حزب اردني و مرخص و امام اعين الاجهزة الامنية مسيئ لعموم البلد و يجب محاسبة كل مسؤول عن ذلك رسميا مثلما يجب ان تكون محاكمات شعبية لكل من يريد أسر الحراك و اختطافه لغايا ضيقه !
 
عموما ,المفرق من اكثر المحافظات تهميشا و خضعت لحملة كذب كبرى من الجهات الرسمية و المسؤول الاساسي عن فقر ابناءها و تفشي البطالة فيها  و سرقة اراضيها هم اللصوص و المنافقين الذين بعضهم من ابناء المفرق للاسف !
القول ان اهل المفرق ضد " الاصلاح " غير صحيح لكنهم حتما ضد التصيد الحزبي و قلقين بخصوص امن البلد لا سيما ان شرارة صغيره قد تشعل الاردن ...
بكل الاحوال فان قناعاتي الشخصية ان استمرار المسيرات على هذا النحو لم تعد عملا مجزيا و فقدت هيبتها و اصبحت روتينا مملا و الواجب ان يتحول شكل الحراك "الوطني " – بأعتباره طاقه –  من شكل لأخر لا أن يفنى بمماحكات يختلقها " الاخوان " و شبيحة النظام معا !!
 
دعونا نرى رد فعل اهالي المفرق حينما تكون الدعوة لأعتصام امام قصور السارقين ! لا امام بيوت المسروقين !



 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012