أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


... طارق مصاروة يترجّل!

بقلم : محمد داودية
22-04-2019 03:50 AM

تتلمذ طارق مصاروة على عمالقة العصرين الأردني والعربي الزاهيين:
الشهداء هزاع المجالي ووصفي التل وانطون سعادة. وعلى صلاح أبو زيد وغسان تويني-النهار ورفيق خوري-الأنوار وإحسان عبد القدوس-روز اليوسف.
وشرب طارق من نبع الملك الحسين، نبع الحكمة والصلابة والمجالدة، حتى ارتوى.
وعمل مع عمالقة الصحافة والكتابة الأردنية: جمعة حماد وسليمان عرار ومحمود الكايد ومحمود الشريف وابراهيم سكجها وحسن التل وعدنان الصباح وابراهيم ابو ناب وعبد الرحيم عمر وعرفات حجازي وامين أبو الشعر وراكان المجالي وفهد الفانك وخالد محادين وبدر عبد الحق وفخري قعوار ونصوح المجالي وجورج حداد وحيدر محمود وسليمان المشيني.
يمثل طارق مصاروة في الكتابة، مدرسة الفكرة العميقة المصاغة بالمفردات السهلة، على عكس اتباع مدرسة الفكرة الضحلة المصاغة بالمفردات المدوية القنبلية ذات القرقعة والفرقعة.
كتب طارق بحيوية وبجدة لمدة 60 عاما دون توقف. كان يغرف من بحر حينا و ينحت في صخر حينا آخر ليقدم لنا وجبة اردنية صباحية متجددة.
حمل طارق راية الوطن وخاض آلاف المعارك في الإذاعة والصحافة والثقافة والأغنية، منذ نهاية خمسينات القرن الماضي الى ان دهمه المرض الذي حجبه عن لهفتنا وعن نافذتنا التي نطل منها على الحكمة والتجربة والفن الصحافي الرفيع.
طارق مصاروة مقطع عرضي من تاريخ الأردن الذي يمشي على الارض. هو شاهد على العطر والعصر الأردني الذي يترقرق ويتدفق في روافد الامة نحو قدرها المحتوم: الوحدة.
جرّد ابن مادبا المجالد الرقيق الرهيف، قلمه، فكتب في الشهداء مقالات - قصائد - سبائك، انصفت الملك عبدالله الأول وهزاع المجالي ووصفي التل وصايل الشهوان وفراس العجلوني وموفق السلطي ومنصور كريشان وفرحان محمد الحسبان وصالح شفيق صلاح وميشيل النمري، الى آخر موكب الصف الأول الطويل الطويل من شهداء هذا الحمى العربي الجميل.
انحبس طارق كما هي العادة السياسية الطبيعية لشباب الخمسينات والستينات والسبعينات. وظلت تجربته العميقة الطويلة حبيسة قلبه، فقد عاصر الشهيد وصفي التل وعمل معه. تقول رفيقة دربه نبيلة «وصفي عايش معنا في البيت، فمن يوم ما تزوجت طارق وهو لا يتوقف عن ذكره والترحم عليه».
طارق من «ريحة» وصفي، يخلع نعليه كلما زار ضريح الشهيد وصفي، حيث يقف في مناجاة صوفية عميقة مع المعلم الاكبر.
كل الاحباب في انتظارك في عليين يا أبا علي.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012