05-01-2012 08:43 AM
كل الاردن -
الدكتور نصر البطاينه
روايه مصريه تم انتاجها فيلماً سينمائياً ومسلسلاً لا زلت اذكر من ابطاله عزت العلايلي,,كنا نتسمّر امام الشاشة الصغيره والتي كانت بالابيض والاسود نتابع احداث المسلسل بعد اخبار الثامنه..ولا زلت حتى تاريخه لا اعرف لماذا نشرة الاخبار تذاع في الثامنه و ليس في السابعه او التاسعه...في حينه كان سقف الحريات قد لا يتجاوز السنتيمترات فوق ارض السقيفه التي كان الناس يتعايشون تحت سقفها في الكثير من القرى والبوادي او في بيوت الطين,,ولم يكن التيار الكهربائي متاحاً الا للقله القليله وكثيراً ما كان ينقطع او يضعُف...
كان هنالك لصاً واحداً في حينه لكننا في هذه الايام نعيش قله شرفاء بين مجتمع مليء باللصوص,,ان لم يكن كذلك أفيدوني بالله عليكم ومؤسسات الوطن بيعت ومقدراته على ايدي حفنه من اللصوص وهم يعيشون بين ظهرانينا في حماية الكلاب من اتباعهم واشياعهم ولم يتوانوا يوماً من شتمنا وشتم الوطن الذي يستظلون فيئه...
اعتقد جازماً ان هنالك تراخي من قبل الدوله في ولوج باب محاسبتهم وايداعهم القضاء قد يكون لارتباطاتهم بهيئات ومؤسسات خارج الوطن تضغط في اتجاه عدم ملاحقتهم او تجريمهم,او لربما لانخراط كثيرين في مؤسسة الفساد الرسمي ممن لوثت ايديهم كما ضمائرهم في اغتيال الوطن لا زالوا من اصحاب القرار في مؤسسات ومفاصل الدولة الاردنيه,,لكن كيف يتم التباطوء والتسوييف في الوقت ان رأس الدوله يقول بملء الفم ان ليس هنالك من هو مُحصّن امام المسائله اياً كان..اذاً لمصلحة من التسويف وقتل الوقت مما قد يفضي الى الانجرار الى آتون الاقتتال لا سمح الله بعدما اصبحت البيئه مناسبه وافواه زعماء الاحزاب ومنهم الاسلاميين توّاقه لولوج الدوار الرابع..؟؟
هنالك ثوابت وطنيه يجب ان تُحترم منها مؤسسة العرش طالما بقيت تحترم وجودنا وحقنا كمواطنين في حياة حره كريمه ضمن قيم العدالة والمساواه ساعيه لاجتثاث الفساد,,ومؤسسة الجيش المرابط على تخوم الوطن درءاً لاطماع الاعداء من ابناء القردة والخنازير ممن لا عهد لهم ,,او اذا ما داهمنا والوطن خطب لا قدّر الله,, وأجهزتنا الأمنيه التي نرفع قبعاتنا احتراماً للجهد المبذول في حماية أمن واستقرار الوطن ومواطنيه ممن لا يألون جهداً في أمننا وأماننا..لهم كل التحيه.
لكن هنالك استحقاقات وطنيه يجب الاسراع في تنفيذها بدءاً بالنيّه الصادقه على محاسبة اللصوص دون خوف او وجل لعودة المال العام المُتعدى عليه الى خزانة الدوله ليُصرف على حاجات العامه الاساسيه لا الابقاء عليه لرفاهية البعض منهم,, والبدء في اصدار قوانين ناظمه للحياة السياسيه بدءاً بقانون للاحزاب لتجذير العمليه السياسيه وثانياً للانتخاب للتخلص من تبعات المرحلة السابقه من تزوير ارادة الشعب مما افرز مجالس نيابيه لا ترتقي لحجم وسقف التطلعات لتسيير امور الدوله كسلطه تشريعيه تراقب وتشرّع للوطن لتفرز حكومات تولد من رحم المُعاناة لا من فلل وقصور دابوق,تعلموا في مدارسنا الحكوميه وجامعاتنا بعدما أضناهم العوز لا من الاكاديميات وهارفرد وغيرهما.. مروراً بحل مشاكل الفقر والعوز والبطالة والموائمه بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات الوطن الاساسيه,اضافة الى ترسيخ قيم العدالة والمساواة بعيداً عن الشلليه والمحسوبيه والتي تركت غُبناً في نفوس الناس لازدياد تعديها على حقوق الوطن ومواطنيه...
نحن على اعتاب هذا العام الجديد المُجلل بالغار والسؤدد, وقد تجاوزنا ولو مرحلياً زخم الربيع العربي في 2011 لكن هذا لا يحصننا كما المطاعيم, وحده السير في ركب الاصلاح ومحاربة الفساد هو السبيل الأمثل لدرء ربيع 2012 عن الوطن الاردني الأشم الذي نحلم ان تسوده الرفاهية والانجاز وقيم العدالة النبيله..حمى الله الاردن
nasr-dr@live.com