أضف إلى المفضلة
الأحد , 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025
شريط الاخبار
هطولات غزيرة وبلديات تفعّل خطة الطوارئ ذهبيتان أردنيتان في تايكوندو ألعاب التضامن الإسلامي الملك يلتقي رئيس الوزراء الباكستاني في إسلام آباد ويؤكد أهمية توسيع التعاون الأردن والولايات المتحدة ودول: ندعم قرار مجلس الأمن قيد النظر المعايطة يؤكد أهمية منح الشباب مساحة أوسع في الأحزاب الأشغال: تعاملنا مع 80 بلاغًا خلال المنخفض .. ولا شكاوى بشأن العبّارات وزير الإدارة المحلية يتابع جاهزية بلديتي جرينة والفحيص للحالة الجوية وزير الصحة يدعو لتعزيز الرقابة الميدانية على المراكز الصحية في المحافظات الملك والرئيس الإندونيسي يحضران في جاكرتا مجريات تمرين عسكري مشترك للطائرات المسيرة الأرصاد: شمالي المملكة الأكثر هطولاً خلال الساعات الـ 24 الماضية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 3 محاولات لتهريب مواد مخدرة بواسطة بالونات سوريا .. تحديد موقع إطلاق الصواريخ على دمشق مصرع 9 وإصابة 32 شخصا بانفجار في ولاية جامو وكشمير الهندية اتحاد العمال: اعتماد العقد الموحد الإلكتروني للعاملين بالمدارس الخاصة يعالج اختلالات القطاع
بحث
الأحد , 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025


التغييرات الأمنية وتحصين الجبهة الداخلية

بقلم : د . مروان المعشر
08-05-2019 03:31 AM

تتوالى التحليلات عن الأسباب التي ادت للتغييرات الأمنية الأخيرة، وتركز بشكل خاص على مفردات وأسباب غير مسبوقة ساقها جلالة الملك في رسالته لعطوفة مدير المخابرات الجديد.

ولئن درجت العادة في الرسائل الملكية ان ترسل إشارات ضمنية دون الإفصاح المباشر عن الدوافع التي ادت للتغيير، فلا بد من التوقف عند بعض المفردات التي وردت في خطاب جلالة الملك.

من الواضح ان جلالة الملك كان مستاء من “عناصر قليلة في المخابرات مارست استغلال الوظيفة و”قدمت المصالح الخاصة على الصالح العام”، بل واوحت الرسالة انه لم يتم التمسك “بمرتكزات الدستور”. وان لم تعرف الرسالة هذه المرتكزات، فيفترض ان تكون واضحة للجميع من ناحية تعريف دور المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية. رسالة جلالة الملك واضحة من ناحية التمسك بمرتكزات الدستور كافة، والإيحاء بان هناك من سمح لنفسه داخل السلطة التنفيذية بالقفز فوق مؤسسات الدولة. وقد أشار جلالة الملك انه بالنسبة لهذا النفر القليل، فقد تم “التعامل الفوري في حينه وتصويبه” مع هذه الفئة.

في الرسالة الملكية إشارات مهمة عديدة من ان المسؤولية تتلازم مع المساءلة، مع التشديد على العمل “لضمان صون حقوق وكرامة المواطن وحمايتها لأننا نفخر في الأردن دوما، بأننا دولة مؤسسات ودولة قانون، كان وسيبقى الاستمساك فيها بالدستور والقانون، واحترامهما مصدرا أساسيا لاستقرار بلدنا ومنعته”. هذا كلام يجب ان يفتخر به كل اردني، كما في توجيه جلالة الملك لمدير المخابرات الجديد “لإرساء بيئة محفزة وممكنة تقودنا إلى تعزيز وتدعيم مرتكزات الدولة الحديثة الأمر الذي من شأنه بالنتيجة أن يدعم الاقتصاد الوطني ويوجد حلولاً لمعالجة البطالة وتوفير متطلبات العيش الكريم لشبابنا الغالي”

ليس هناك افضل من تعريف الدولة الحديثة من الأوراق النقاشية لجلالة الملك من ناحية بناء نظام من الفصل والتوازن وضمان عدم تغول سلطة على اخرى وارساء للتعددية بكامل اوجهها ولحرية الرأي والتعبير.

لقد ظهرت بعض التحليلات التي توحي بان هذه التغييرات قد تكون مقدمة لتشديد القبضة الأمنية، وانا لا ارى ذلك إطلاقا. ان المفردات المستعملة، بما في ذلك عبارة الامن السياسي، توحي بان هناك إرادة سياسية على اعلى المستويات بانتهاج سياسة اكثر انفتاحا تؤسس لدولة حديثة لا تتغول فيها سلطة على اخرى ولا يتم فيها العبث بالمرتكزات الدستورية.

لا بد من ربط هذه التغييرات بالتحديات التي يتعرض لها الاْردن خارجيا وتحديدا من الولايات المتحدة واسرائيل فيما يتعلق بتداعيات صفقة القرن ودعم الإدارة الأميركية الواضح ضد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية، وما يشكله ذلك من خطر على الأمن القومي الأردني. كما لا بد من ربطها بالتحديات الداخلية المتمثلة في الوضع الاقتصادي والانغلاق السياسي الذي شهدناه من بعض ضعفاء النفوس في الحقبة الماضية والذي لم يرتق الى رؤى جلالة الملك، ما جعل الأوراق النقاشية في جهة وسلوكيات بعض عناصر السلطة التنفيذية في جهة اخرى، وهو ما شكل مفارقة عجيبة كان لا بد لتدخل ملكي من اجل معالجتها.

الأمل كبير أن يؤشر كل ذلك للبدء إلى انفتاح سياسي داخلي يحصن الجبهة الداخلية ويتيح وقوف كل القوى السياسية وراء جلالة الملك في مواجهة أي ضغوط مباشرة اوغير مباشرة قد يتعرض لها الأردن. ان لقاء جلالة الملك بالإخوان المسلمين مؤخرا مؤشر جيد على مثل هذا الانفتاح الداخلي، ومن المرجح ان يتبع ذلك لقاء جلالته بجميع الفعاليات التي لها آراء متعددة في مواضيع الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وتحية لجلالة الملك.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012