أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


حذار من الحل الأمني أو حذار من لوم الحراك الشعبي
11-01-2012 10:57 PM
كل الاردن -


لميس اندوني
 

بعض ذوي النفوذ السياسي في البلد يرى أن المشكلة تكمن في الحراك الشعبي, بل يذهب إلى أبعد من ذلك بالتحريض ضد المعارضة أمام المرجعيات العليا, كما رشح مؤخراً عن لقاء الملك برؤساء الوزراء السابقين.

فالحل ,وفقاً لهذا الرأي, يكمن في اتخاذ موقف رسمي صارم من أجل وقف الحراك 'الذي أضر ويضر بالأردن ويضعف اقتصاده', هذا التحليل هو بمثابة دعوة إلى تبنّ للحل الأمني, بما يتطلب ذلك من قمع وبطش, وما يرافقه من تكميم للأفواه وملاحقة وما إليه من إجراءات فقدت مفعولها 'وبريقها'.

ينسى هؤلاء, خاصة من أولئك الذين تبوأوا مناصب عليا, بأن الحلول الأمنية, التي جربت في عهود عدد منهم, قد فشلت وحتى في حال نجاحها الوقتي في 'خنق ' المعارضة , فأنها ساهمت في تعميم الشعور بالغبن, مما أدى إلى تراكم الغضب واتساعه, إلى درجة تنبئ بالانفجار, جراء أية خطوة متهورة ومغامرة, في سبيل حماية مصالح ضيقة أو اتخاذ سياسات مغامرة.

فقد قضى عهد هذه الحلول الأمنية, ليس فقط بفعل تأثير الثورات العربية, التي كسرت حاجز الخوف, لدى المواطن العربي, ودمرت نظرية التضييق الأمني, لضمان استقرار وبقائها الأنظمة ولكن لأن الوعي الجديد لدى الإنسان العربي, بحقوقه, وبأهمية تمثيله السياسي, في مؤسسات الدولة, جعل من الحلول الأمنية سلاحاً ضد شرعية النظام, وليس أداة لفرض سطوة النظام وتثبيته.

عدا ذلك فان الأزمة الاقتصادية, التي تعصف بالعالم , وتداعياتها في الأردن, تجعل من الصعب, أو حتى تقريباً من المستحيل, أن تؤتي الحلول الأمنية بأي تأثير, خاصة عندما يصل الإنسان إلى الحافة ولم يعد لديه ما يخسره, إلا إذا كان الهدف من الحلول الأمنية تفجير التناقضات المجتمعية, وبالتالي المخاطرة بالسلم الأهلي, ومستقبل البلاد.

وإذا لم تكن حادثة المفرق بنذير خطر, يجب العمل على تفاديه, فلا فائدة من العبر, ولا فائدة ترجى من حوار أو حتى حوارات , أينما عقدت, وبغض النظر عن من حضرها, أو أهمية ما قيل خلالها.

لوم الحراك, وبالتالي التحريض عليه, هو إضافة الى كونه قصر نظر سياسي واستراتيجي, يعكس رغبة في تجاهل الأسباب التي استدعت خروج الناس, إلى الشارع, تعبيراً عن رفضهم لواقع مظلم ومهين, ربما لا يستطيع, ولا يرغب, محاولة فهمها, الفئة المستفيدة من السياسات الظالمة, وبالتالي تقاوم من عليائها إرادة المسحوقين والمهمشين في إنهائها.

ومن لا يريد أن لا يتذكر, نقوم بتذكيره, كيف أدت سياسات القمع الأمنية, وتدهور الأحوال المعشية, نتيجة هبوط سعر الدينار, ورفع الدعم الحكومي عن الوقود إلى هبة نيسان (هبة الجنوب) عام ,1989 التي لم تهدأ إلا بعد وعد ملكي بإحياء الحياة النيابية, وما تبعه من تخفيف للقبضة الأمنية, وإنهاء الأحكام العرفية والسماح بتشكيل الأحزاب.

ولكن تلك الخطوات ,لم ترافقها مراجعة للسياسات, بالأخص الاقتصادية منه, وللأسف, أصبح عام ,1989 بداية انطلاق عملية إجراءات اقتصادية, زادت من الوضع الاجتماعي سوءاً, خاصة وإنه ومنذ ذلك الوقت, تم استحداث قوانين, والتدخل السافر في الانتخابات النيابية, ونجحت عملية تزوير مبرمجة, لإرادة الشعب, وتعطيل المشاركة السياسية الشعبية, وبالتالي تم تمرير سياسات أوصلتنا إلى ما نحن عليه, من احتقان سياسي ومعضلة اقتصادية.

إذن الأحرى بالذين أخذوا على عاتقهم لوم الحراك, أن يتواضعوا, ولو قليلاً, ويعترفوا بدورهم, ومسؤوليتهم, ولو جزئياً, عن التدهور الذي وصلت اليه حالة البلاد, جراء سياساتهم, وسد قلوبهم لأوجاع ومعاناة الناس.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-01-2012 12:42 AM

المطلوب من النظام تمين منح دراسيه الى ابننا في الجامعات الاردنيه لانه الشعب قسمان القسم الاول له مكرمه ملكيه وعشائر ومخيمات عيى حساب الديوان والقسم الثاني ليس له شي ما ذكر والدستور يقول الشعب متسويون في الوجبات والحقوق ولماذا القسم الثاني لم تشمله الحقوق سنخرج في الحراك مهما كلف الثمن ما عاد تفرق

2) تعليق بواسطة :
12-01-2012 04:17 PM

انا اتفق معك من حيث المبدأ بأنه لا مكان للحل العرفي او الامني، لكن نظرة فاحصة الى حراكات الاردنيين لاحظي حراكات الاردنيين نلحظ تباين واضح في المطالب وفي جوهر الموضوع وعند الحديث عن الفساد يتم تجنيد العشيرة والمدينة والمحافظة لأن الفساد لا يجوز ان يكون في عشيرتنا؟؟ انفصام وازدواجية في الاحكام والمعايير، حقيقة الحراكات لا تعرف ماذا تريد، والغالبية تشعر بالقلق والتوجس من النوايا المبطنة

3) تعليق بواسطة :
13-01-2012 10:22 PM

تحيه للاخت لميس ..أحترم ما تفضلت به وأضيف ـ اذا سمحت لي ـ بأنه لايمكن ولا بأي حال من الاحوال أن يكون إنكار المشكله طريقه لحلها وهذا للاسف ما جرى في تونس ومصر وكان ما كان وها هوللاسف يجري عندنا حاليا ونخجل من المصارحه بالحديث عنه ونعتبر كل من يصارح في الحديث عنه انه "غير موالي وغير مخلص " مع العلم ان الاجهزه الامنيه في البلدين تعادل عشرات اضعاف اجهزتنا ولم تستطع فعل شيىء ارجو الانتباه وتناول الامور بمنتهى العقلانيه والواقعيه والجديه والحزم قبل ان يفوتنا القطار.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012