أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ابن العشيرة أو.. ابن الدولة!
14-01-2012 11:14 PM
كل الاردن -




ناهض حتر

بسبب غياب المُلْكية الفردية لوسيلة الإنتاج الرئيسية ( الأرض) في الأردن التقليدي, ترسخت لدى الأردني, ثلاث قيم كبرى هي (1) المساواتيّة; فليس لديه قبول بالهرمية الطبقية أو السياسية أو العائلية. فالكل سواسية. وليس هنالك اعتراف بالثروات ¯ غير الشخصية ¯ ولا بحقوق سياسية تنجم عنها, وليس هنالك إذعان للامتيازات الطبقية أو للتفوّق الناجم عن الثروة, (2) الجماعيّة; فالفرد الأردني الذي لا يملك, ولا يؤمن بالمُلكية الفردية, لم يبن تقاليد الفردية, وظل مرتبطا بعضويته في جماعة العشيرة, وملتزما بها حتى بعد أفول ضرورتها الاقتصادية, (3) الاكتفائيّة; فالأردني ليس متطلّبا في مأكله ومشربه ومسكنه ونمط حياته, ولا يشعر أنه فقير إذا توفر له بيت وفراش ومخزون من الجميد والسمن والزيت الخ

وتنشأ عن هذه السمات, قيم التسامح والضيافة والإخاء. فالتعصبات وعدم الانصياع لتقاليد الضيافة المطلقة ومشاعر الأخوة, تنشأ عن المُلكية الفردية. ولذلك, بدأت هذه القيم بالتراخي لدى الفئات البرجوازية وقسم من البرجوازية الصغيرة الصاعدة.

وبعد التحولات التي شهدها المجتمع الأردني منذ التسعينيات باتجاه الرأسمالية, ظهرت فئات مثرية كسرت تقليد الاكتفائية, وأخذت تبذخ في السكن ونمط الحياة, لكن من دون انسجام بين المنزل والشخص ونمط معيشته ولغة جسده, فتحسّ بأنه مفتعل, و في غير مكانه وزمانه. وتثير أنماط البذخ, السخرية لا الحسد أو الشعور بالدونية. فالسمة الخاصة بالمساواتية متجذرة في نفسيّة الأردني بحيث لا يقهرها المنعّمون او محدثو النعمة. ويظلّ الملقى الحارّ, عند الأردني, هو أفضل الضيافة, والمنسف أفخر الطعام. وأما الولاء للجماعة (العشيرة أو الدولة) فلا مناص منه للأغلبية, رغم أنه لا يمنع الشرود المفاجىء إلى الذاتية المفرطة التي لا تعبر دائما عن مصلحة بقدر ما تعبّر عن نزوع نفسي للتفلّت المؤقت الطفولي من قيود الجماعية.

والأردني نصف فلاح نصف بدوي. ولذلك تراه وديعا صبورا ثم ينفجر, في لحظة, غضوبا مزمجرا, وتجده خجولا ثم فظا و شجاعا متهورا ثم جبانا متحسبا وبالعكس, مسالما ونزوعا إلى القتال, سهل الزعل وسهل الرضا, وتتناوبه موجات من البخل والحرص والكرم المسرف, بتتابع غير معروفة دوافعه لأنها غير موضوعية بل نتاج صراع نفسي.

وبسبب تجذر المساواتية في نفسيته, لا يقبل الأردني بالزعامة الناجمة عن المال والسلطة,إلا إذا كانت مرفوقة بالجاه. والجاه ينجم عن الكرم والإريحية والشجاعة والمودة واحترام البشر لذواتهم ومعرفة قيمتهم بين ربعهم ومساعدتهم مساعدة الأخ, بلا مَنّ ولا تفضُّل.

لكلّ ذلك, ضبطت دولة القطاع العام ومؤسسة الجيش مع الأردني, فاستفادتا من طبائعه ودمجتاه في إطار وطني يتفهّم نزعاته ويؤطرها. وبالمقابل, لم تضبط اللبرلة القائمة على التنافسية الاقتصادية والهرمية الاجتماعية السياسية, مع الأردني. ولن تضبط. ولذلك, دولة السوق الليبرالية لا تنفع في الأردن, فإما كيانات العشائر او دمجها في الدولة الوطنية الاجتماعية.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-01-2012 01:11 AM

Nahed,Your article is the best analogy I ever read for the Jordanian National character,,,This article should become a national document

2) تعليق بواسطة :
15-01-2012 05:49 AM

يوجد مقولة ليس الزاهد من لايملك شئ الزاهد هو من لايملكه شئ فالاردني حتى لو ملك ثروات ضخمة فينطبق عليه المثل الليبي عز نفسك يعزها الله او مقولة جلالة سيدنا الملك حسين رحمه الله الانسان اغلى ما نملك

3) تعليق بواسطة :
15-01-2012 07:24 AM

قلت أنت : ( بسبب غياب المُلْكية الفردية لوسيلة الإنتاج الرئيسية ( الأرض) في الأردن التقليدي)
الغريب ان من يقول ذلك هو أحد أفراد عشيرة حتر
وهم فرع من عشيرة النبور والتي تضم ( النبر ، حتر ، ال جابر) والنبور من ملاك الاراضي الواسعه في ( الاردن التقليدي!) ولاثبات ذلك يقول عرار :

فهاكنـي مثـل حـرّاث ( النّبـور ِ ) يــدي صفر ٌ ، وجُعلي بعامي نهب ُ تجار ِ

وحراث النبور ( اي الشخص الذي يمتهن مهنة الحراثه في اراضي عشيرة النبور ) مثل رسخ في العقلية الشعبية الاردنيه ، بسبب كثرة اراضيهم ولا ادري ماذا كان يحرث عند اجدادك ان لم يكن يحرث الارض ( وسيلة الانتاج )في ( الاردن التقليدي)!!! وحراث النبور كان يعود لاهله مفلسا كل عام لانه يشتري باجرته من دكاكين صاحب الارض ( نمط استهلاكي ليبرالي ينزع للرأسماليه ولا يجذر المساواتيه في نفسيته ) !!!
المقال باكمله اقحام لشخصية الفرد الاردني في بوتقه ضيقه مفاده انه ( في الاردن التقليدي ) الاردنيون الاصلاء كانوا يساريين جمعيين !!! لن اناقش اكثر رغم ان المقال يفند نفسه بنفسه لكني لن اناقش شخصا يتحدث عن تاريخ نفسية الفرد والعشيرة الاردنيه في وقت يجهل هو نفسه تاريخ عشيرته لدرجه ان تاريخها يهدم مقاله في اول جمله منه!

4) تعليق بواسطة :
15-01-2012 08:48 AM

مقال قد لايصلح حتى لفترة الستينات حيث يحاول الكاتب بلا معنى إثبات بأن الأردني غير مستقر نفسيا، لايعلم ماذا يريد وليس له هدف، ولكنه شيوعي بالطبع. أعتقد، ومع احترامي الشديد، بأن اضطرار الكاتب ناهض حتر إلى الكتابه يوميا في العرب اليوم أدى إلى زيادة الكميه على حساب النوعيه.
أما بالنسبه لما ورد في المقاله بأن "الأردني نصف فلاح نصف بدوي. ولذلك تراه وديعا صبورا ثم ينفجر, في لحظة, غضوبا مزمجرا, وتجده خجولا ثم فظا و شجاعا متهورا ثم جبانا متحسبا وبالعكس, مسالما ونزوعا إلى القتال, سهل الزعل وسهل الرضا, وتتناوبه موجات من البخل والحرص والكرم المسرف, بتتابع غير معروفة دوافعه لأنها غير موضوعية بل نتاج صراع نفسي"، فإنه ينطبق على هذه المقاله أكثر من انطباقه على الإنسان الأردني.

5) تعليق بواسطة :
15-01-2012 10:21 AM

1-كل المقالة اليوم هي عبارة عن جبر ولي ذراع التاريخ لكي ينسجم مع فكرك الميال للشيوعية فحدا بك ما حداه لتزييف حقائق وقد شرحها وفصلها الأستاذ محمد حمدان ..
2-( المرابي) ومن لا يذكره وخصوصا عندنا اهل البلقاء هل من الممكن ان ياتي في زمن تغيب فيه الملكية الفردية؟؟!! او زمن الشيوع؟؟!!
3-خطة التسويق اليسارية (التي تتبعها) لا يوجد لها مكان عميق في واقعنا الحالي ولا في تراثنا السابق والدليل لجوءك للمنطق الجبري المتشابك الذي غيب شيخ العشيرة الذي كانت من مميزاته انه غني وملاك كي يفي بواجبات المشيخة وكذا في الحواضر وفي مناطق الفلاحة اذ كان قياس الغنى والفقر بنسبة الملكية من الأراضي والمواشي ....والحاضر صورة مشابهة للماضي

6) تعليق بواسطة :
15-01-2012 02:47 PM

امنين بدك تروم من تفنيدات المعلقين محمد حمدان ومحمد السكر العدوان - والله
يانهض اجالك يابلوط مين يبلطك .

7) تعليق بواسطة :
15-01-2012 05:49 PM

تحيه للكاتب الكبير السيد ناهض حتر تحليل معبر بعيد عن المبالغة والتملق والتعصب يلامس الواقع والحال , لكنه يطبع الحزن بالنفس , انطلاق المجتمع الاردني في التسعينات باتجاه الرأسمالية وظهور الطبقه الليبراليه وسيطرتها على الاقتصاد بتحريف القوانين وغياب الدوله كان مجحفا بحق غالبية الشعب الاردني حيث تعمد تهميشه وتغيبه نحن نعتز بما نحمله من صفات مؤصله غيابها لايعني عدم القدرة على مواكبة التطور هناك من عجل لتمهيد الارض لاستغلالها بسماد فاسد وبذور غير معقمه ليحصد زرعا غريب عنا يجبرنا على اكله . من ضبط دولة القطاع العام ومؤسسة الجيش مع الأردني من البدايه كان مقصودا ومتعمدا . واختم ببعض الامثال من التراث الاردني وهو غني بكل الالوان والصفات اخترت مايتقارب مع مضمون المقال قدر الامكان
******
الصاحب القديم واصله واستديم *** كل شيء بالسيف إلا ألمحبه بالكيف
أتلاقت المكنسة مع البلاعة وصاروا جماعة *** صار للكلب بيت وماشيه وعزوة وحاشيه
لا يخدعك العدو بالطيب لو كثر لك الترحيب *** بيت الضيق يسع ألف صديق
انشغلوا ببيع السكن والميت لسا ما اندفن
الله يجازي الأسباب اللي خلتني أدق هذا الباب
زي التاجر اذا فلست الخزينه يرجع لدفاتره القديمه
اللي عنده قرش محيره يشتري حمام ويطيره
اللي تعرف ديته اقتله
عزيمته بدون خرفان وداير يعزم الجيران
منزل عالي او بيت خالي
من شاف حاله انشغل باله
مش شايف من السما قد خرم الابره

8) تعليق بواسطة :
15-01-2012 07:00 PM

شعب عربي ومسلم فقط.

9) تعليق بواسطة :
15-01-2012 08:40 PM

مقال عالي القيمه شديد التركيز يلمس المزاج العام للشحصيه الاردنيه .
تعليق رقم 3 مع احترامي لجهد المعلق يبدو ضعيفاَ وهشاً . وقد يكون من الأجدى بناء فكر خاص مستقل بدل محاوله المناكفه والمخالفه المستمرة والتي تعطي انطباعاً للقاريء عن حب ضهور زائف وليس نقد موضوعي علمي .

10) تعليق بواسطة :
15-01-2012 09:38 PM

مقال يغوص في عمق شخصية الفرد الاردني بما يحتويه من تناقضات فهو في كل الاحوال يميل للصفات الحميده من كرم وشجاعه ونخوه ونصرة المظلوم فهو يقوم بالقسم على الناس بان يتناولوا عنده الطعام وهو لايمتلك شيئآ منه فيقوم بالأستدانه لأطعام ضيفه وكذلك مع تقدم الزمن وتطور المدنيه الحديثه فولاء الاردني للقبيله هي أكثر من ولاؤه للدوله لأن الدوله لاتقوم بمهامها كما يجب لتزول وظيفة العشيره ففي الأنا الاعلى لدينا أن افراد العشيره جميعهم على حق حتى لو كانوا مخطأيين

11) تعليق بواسطة :
15-01-2012 09:47 PM

مبدع وخلاق وغزير الانتاج يا استاذ ناهض حتر رغم انف العدوان وحمد حمدان
تجديد في اللغة واستنباط لمصطلحات جديده وافكار بكر لم تطرق من قبل ومثيرة للجدل والغيرة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012