أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


دبلوماسية الخزي والعار

بقلم : حازم عياد
02-07-2019 03:55 AM

في مشهد مقرف ومقزز؛ وبحماسة لا تخلو من الهوس والتطرف الاعمى المدمر افتتح ديفيد فريدمان وجيسون غرينبلات نفقا استيطانيا اسفل بلدة سلفيت لينضموا الى جموع المتطرفين ودعاة الحرب والخراب في الكيان الاسرائيلي.
لم يكتف ديفيد فريدمان من لعب دور الحاخام وتحويل السفارة الامريكية الى معبد وكنيس يهودي وبؤرة من البؤر الاستيطانية في القدس؛ بل ذهب ابعد من ذلك بافتتاح نفق استيطاني اسفل بلدة سلفيت مسرعا الجهود المفضية الى انهيار اساسات المسجد الاقصى؛ فالخرافة الانجيلية المتطرفة تقول ان هدمه سيسرع في ظهور مسيحهم الدجال، وآخر ما يفكر به هؤلاء هو البحث عن الحقيقة او التاريخ.
انهيار سيتبعه انهيار الاستقرار في الاقليم، وسيفضي الى اراقة الدماء؛ فالرجل ممثل لليمين الانجيلي المتطرف وللرؤية المدمرة المرتبطة بحرب مجدو والمجازر المرتبطة فيها وبنهاية الزمان ولا يعنيه السلام ولا التاريخ بل ارضاء اليمين الذي يعد احد دعاته والمؤمنين بمقولاته.
فريدمان يقوم بذلك عن قناعة؛ الى جانب كونها جوائز يقدمها لترمب قبيل الانتخابات الامريكية الرئاسية؛ ولنتنياهو في نفس الوقت قبيل انتخابات الكنيست؛ فهوسه يخدم الساسة المعتمدين على اليمين المتطرف.
لم يكن ديفيد فريدمان وحيدا اذ رافقه مبعوث السلام المزعوم جيسون غرينبلات والذي يستحق لقب مبعوث التأزيم ؛ فجيسون غرينبلات تجاوز ارئيل شارون مفجر الانتفاضة الثانية باقتحامه المسجد الاقصى؛ بحمله معول الهدم والتخريب في افتتاح مشروع النفق.
ترمب ومن خلال مساعديه المتطرفين يوظف الهوس الايدولوجي ويسخره لدعم حليفه نتنياهو ودعم حملته الانتخابية والتمهيد لانتخابات 2020؛ فصور فريدمان وغرينبلات سترافق جولات ترمب الانتخابية وستتحول الى مادة دعائية مثالية في وسط المتطرفين المهوسين في امريكا؛ هوس سيقود الى إراقة الدماء والخراب في المنطقة.
الدبلوماسية الامريكية باتت بحكم الميتة بهذا الفعل المخزي والمشين؛ حقيقة عبر عنها صائب عريقات تعليقا على هذا لفعل الاجرامي بالقول: «ليس صناعة تاريخ، بل إنه يوم خزي وعار في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية»، فالحدث يجب ان لا يمر مرور الكرام ويتطلب ردا على مختلف الجبهات الدبلوماسية والقانونية والاممية؛ يتطلب ردا عربيا خصوصا من المدافعين عن ورشة المنامة وعن صفقة القرن وادارة ترمب.
صدق عريقات بأنه يوم خزي وعار لدبلوماسية الامريكية، ولكن يخشى ان يكون ايضا يوم خزي وعار للعرب الساكتين على انتهاك كرامتهم وحقوقهم المهدورة.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012