أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


غزل علني بين طهران وواشنطن

بقلم : حازم عياد
15-07-2019 05:25 AM


قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم امس الاحد «إن بلاده مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة بشرط أن ترفع واشنطن عقوباتها وضغطها الاقتصادي على إيران، وتلتزم مجددا باتفاق 2015 النووي»؛ تصريحات روحاني استبقت وصول وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي؛ فالباب لا زال مفتوحا للتفاوض والحوار مع واشنطن خصوصا بعد تراجع واشنطن عن فرض عقوبات على وزير الخارجية الايراني ما سمح له السفر الى امريكا.
تصريحات روحاني تبعت ايضا الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، والتي بلّغ فيها هانت نظيره الإيراني ظريف بأن سبب احتجاز السفينة غريس 1 (Grace 1) وجهتها وليس مصدرها، وأن بلاده ستسهل تحريرها حال ضمان عدم توجهها لسوريا؛ وهو تطور آخر يؤكد التزام بريطانيا بالاتفاق النووي بعد ان تولدت شكوك عميقة بإمكانية انضمام بريطانيا الى الولايات المتحدى الامريكية والانسحاب من الاتفاق النووي.
إجراءات السخين الامريكية والبريطانية ضد طهران تبعها اجراءات لتبريد الاجواء والبؤر الساخنة، فتراجعت الولايات المتحدة الامريكية عن اضافة ظريف إلى قائمة العقوبات، واستعداد بريطانيا لتسليم السفينة غريس 1 تؤكد ان المسار الدبلوماسي هو المسار الاكثر موثوقية لدى الاطراف المتصارعة، واعلان طهران قبولها الجلوس على طاولة المفاوضات يمثل نقلة نوعية لإدارة ترمب؛ فرغم الشروط التي وضعتها طهران فإن امريكا ستعمد على الارجح الى التراجع عن بعض العقوبات لتوسيع خطوط التواصل الدبلوماسي، والايحاء بنجاعة المسار الذي تتبعه في ذات الوقت، مسألة ستخرج ترمب من الحرج، وستتيح لطهران تخفيض مستوى الضغوط الاقتصادية.
ما جرى خلال الساعات القليلة الماضية من تبادل تصريحات وتحركات يؤكد تواصل المسار الدبلوماسي؛ فالاطراف متعلقة بقوة بالحلول الدبلوماسية خصوصا ان الحلول العسكرية والامنية غير متوفرة، ومكلفة جدا لكافة الاطراف؛ فالكونغرس الامريكي شدد القيود على ادارة ترمب للتصعيد او شن حملة عسكرية على طهران وهي تعمل على الاستفادة من هذا التوجه بترجمته الى عمل دبلوماسي يتيح لترمب الخروج من مأزقه الكبير بما يحفظ ماء وجهه.
في الختام.. تعرض طهران على ترمب هدية انتخابية ثمينة تفيده في استعراضه الانتخابي وبشروط يقبلها ترمب؛ اذ ان اعتراضه الاساس على امتلاك ايران لقنبلة نووية وهو ملحق يمكن اضافته الى الاتفاقية يتضمن تعهدا طالما تحدث عنه خامنئي بالاشارة الى فتوى الخميني بحرمة امتلاك السلاح النووي، فهل سيستثمر ترمب في العرض الايراني؟
الاجابة عنه تبدو سهلة فجل ما يريده ترمب الآن التقاط الصور وتخفيف التوتر والعقوبات، وبيع مزيد من الاسلحة لجيران ايران المرعوبين والمذهولين من الغزل العلني.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012