|
|
|
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
ضم المستوطنات يعني ضم الضفة الغربية
بقلم : كمال زكارنة 05-09-2019 05:26 AM عندما تتحدث كل من الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال الصهيوني ،عن النوايا المبيتة لضم المستوطنات المنتشرة في جميع انحاء الضفة الغربية المحتلة،المبعثرة عشوائيا في بعض الاحيان والمواقع ،والمقامة في اماكن استراتيجية وبشكل منظم وتحيط بتخطيط محكم بمدن وتجمعات فلسطينية احيانا اخرى ،ومزروعة في اكثر المواقع خصوبة بالتربة والاغنى مائيا والاهم من النواحي الاستراتيجية ،فان ذلك يعني من الناحية العملية ضم الضفة الغربية بالكامل ،من قرى جنين المحاذية للخط الاخضر شمالا حتى آخر قرية في الخليل جنوبا ،لان لكل مستوطنة صهيونية او بؤرة استيطانية خطة امنية خاصة بها ،تشمل الطرق والمساحة الجغرافية الامنية المحيطة بها من كل الجوانب ،والتي توصلها مع المستوطنات الاخرى والمراكز الامنية وتجمعات جيش الاحتلال والشرطة، وقوى الامن الاحتلالية المختلفة المنتشرة هي الاخرى على امتداد مساحة الضفة المحتلة . المخطط الاستيطاني الشمولي الذي يجتاح الاراضي الفلسطينية المحتلة ،الذي يهدف في الاساس الى تهويد تلك الاراضي ،واقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين التاريخية ،من خلال اقامة الدولة اليهودية احادية القومية ،يأتي تنفيذا دقيقا لوعد بلفور الذي اعتبر فلسطين الوطن القومي لليهود واعطى باقي السكان حقوقا مدنية ودينية فقط لا غير ، اي انه تعامل مع الارض وتجاهل الشعب الفلسطيني تماما ،واعتبره اقلية في ارض ليست له، ان استطاعت هذه الاقلية ان تتحمل العيش فيها كان لها ذالك، وان لم تستطع فعليها ان تبحث عن اماكن اخرى للعيش فيها،وهذا ما تعمل الادارة الامريكية على تطبيقه حاليا بالتعاون مع حكومة الاحتلال حيث يتولى مسؤولو البيت الابيض وعلى رأسهم ترامب مهمة تنفيذ بنود وعد بلفور بحذافيره،ويقوم مستوطنو البيت الابيض بمهام يعجز عن تنفيذها صهاينة الاحتلال. التخطيط الصهيوني يقوم على اساس ان الوجود الفلسطيني في فلسطين مؤقتا ،وان الترانسفير الجماعي تحصيل حاصل ،بعد الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وزرعها بالمستوطنات والمستوطنين ،وتهويدها بالكامل كما يخططون ،وهذا يبدو واضحا من خلال السلوك الذي تمارسه الادارة الامريكية التي ترفض بشدة مبدأ حل الدولتين ،وتسعى الى فرض السلام الذي يؤدي الى تحقيق اهداف وحلم المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية ،عماده الارض اسرائيلية يهودية والسكان الفلسطينيين اقلية بلا حقوق . لكن المشروع والمخطط الصهيو-امريكي يصطدم بصمود فلسطيني لا مثيل له ،ومعارضة عربية واسلامية ودولية صلبة وقوية ،مما يفقده عوامل القوة والضغط ويجعله مجرد حلما وهميا لا يمكن تطبيقه. كل ما تقوم به حكومة الاحتلال وادارة ترامب لا علاقة له بالانتخابات الاسرائيلية المرتقبة بعد ايام ،بل هو مشروع استراتيجي ينتظر التنفيذ منذ اكثر من سبعة عقود ويتحينون الفرص ويهيئون الظروف للشروع بتطبيقه.الدستور
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
05-09-2019 05:26 PM
 بعد صدور تصريحات الاستنكار من بعض الدول الخليجية على رد لبنان على اعتداءات اسرائيل، المسألة اصبحت واضحة، القدس وفلسطين لم يبق لهما بواكي اللهم سوى الاردن والقليل من بني يعرب!!!
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق