أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الجيش ينفذ 6 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34454 شهيدا و77575 إصابة السداسية العربية تؤكد استياءها من الفيتو الأميركي ضد فلسطين الخصاونة يلتقي عباس ويؤكد وقوف الأردن إلى جانب الفلسطينيين سماء الأردن على موعد مع شهب "إيتا الدلويات" الأحد المقبل وفد من حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات وقف إطلاق النار الخصاونة يؤكد الرفض الأردني لأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين الدفاع المدني يحذر من تشكل السيول والغبار الملكة: كل عام وأغلى رجوة بخير التعليم العالي: سنقبل 800 طالب فقط في الطب البشري العام المقبل عباس: أخشى أن تتجه (إسرائيل) إلى الضفة لترحيل أهلها نحو الأردن مندوبا عن الملك الخصاونة يشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض الحاج توفيق نقيبا لتجار المواد الغذائية لدورة جديدة موجودات صندوق استثمار أموال الضمان تتجاوز الـ 15 مليار دينار استقرار اسعار الذهب بالسوق المحلي
بحث
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


الشكوى غير المسؤولة

بقلم : أ . د . صلاح جرار
24-10-2019 04:50 AM

من يقرأ ما يتداوله الناس في هذه الأيّام من الأقوال والآراء والأفكار يجد أنّ أكثرها زاخرٌ بالشكوى والتذمّر والتبّرم. ومن يتأمل هذه الشكوى يجد أنها نوعان: شكوى مسؤولة وشكوى غير مسؤولة.
أمّا الشكوى المسؤولة فهي التي تستند إلى حقائق ملموسة يملك الشاكي أدلّة مقنعة عليها ويشير إلى نتائجها المرئية والمحسوسة في واقع الناس والمجتمع، وهي كذلك التي تكون مشفوعة باقتراحات لحلّ المشكلة التي تعبّر عنها، وقد تكون هذه الشكوى من إشكاليّة فردية محدودة جدّاً إلى قضية وطنية عامّة. وفي رأيي أنّ وصف هذا النوع من الشكوى بالشكوى المسؤولة لأنّ المسؤولية الوطنية والاجتماعية والإنسانية تقتضي من صاحبها أن يبثّها دون تردّد أو خوف من أحد، والسبب الثاني في وصفها بالشكوى المسؤولة أنّ صاحبها يكون على استعداد لتحمّل نتائج شكواه من حيث القدرة على تقديم الأدلّة والإثباتات والمستمسكات والوثائق وغيرها.

أما الشكوى غير المسؤولة فهي الأكثر شيوعاً في المجتمعات غير المستقرّة، إذ يجرؤ كلّ صغير وكبير وجاهل وعالم وحاسد وفاسد وموتور على بثّ الشائعات والأخبار والأوهام الكاذبة على صورة شكوى، فتنتشر هذه الشائعات انتشار النار في الهشيم ويصدقّها الكثير من الناس حتّى ممّن يظنّ بأنّهم من أهل العقل والعدل والنباهة، فتصبح كأنّها حقائق عندما يتداولها العامّة، دون أن يملك أيّ منهم دليلاً على أيٍّ منها.

ومن الناس من يسمع شكوى صحيحة لكنّه يبني عليها ويضيف إليها ممّا وهبه الله من القدرة على الإضافة وإعمال الخيال، ومتى كانت مثل هذه الزيادات والمبالغات تستند إلى أصلٍ صحيح فإنّها تكون أدعى إلى أن يصدّقها الناس، وفي رأيي أنها تكون أخطر من الشكوى التي يكون أساسها كاذباً.

ومن الناس من تكون شكواه الأصلية من شيء شخصيّ لا يستطيع أن يبوح به، فيحمل شكواه على المجتمع ويتهم الناس كلّهم بالفساد والغشّ والخداع والكذب وما إلى ذلك، كالذي تكون علّته الأصلّية خلافاً مع مسؤوله المباشر في مكان عمله، فيصرف شكواه إلى ارتفاع سعر البنّ مثلاً أو إلى تربية أبناء الجيران، أو كالذي تكون علّته في بدنه كأن يكون مصاباً بالصداع النصفي أو قرحة المعدة، فيشكو من انتشار الغشّ في امتحان الثانوية العامّة، أو كالذي يعجز عن تحقيق هدفٍ أو طموح له، فيتّهم المؤسسات كلّها بالفساد والمحاباة وغير ذلك.

إنّ الشكوى غير المسؤولة أخطر على أيّ مجتمع من أيّ ظاهرة أخرى، لأنّها في نظري آفة أخلاقية وهي تفتك بالمجتمع وتنتشر كالعدوى في أوصاله، وقد تؤدي إلى اختلالات وانشقاقات وفقدان للسيطرة والأمن والاستقرار.الرأي



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012