أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


غاز شرق المتوسط يشعل لبنان

بقلم : خالد الزبيدي
27-10-2019 05:40 AM

عشرة ايام من الاحتجاجات الشعبية في المدن اللبنانية وسط مطالبات بإسقاط النظام والطائفية واستعادة الاموال المنهوبة من قبل طبقة من السياسيين، وتوفير فرص عمل للمتعطلين عن العمل ومحاربة الغلاء المستفحل، هذه المطالبات الشعبية محقة بعد عقود من المعاناة وتأزم معيشي بلغ ذروته، فالاحتجاجات تواصلت في ظل تعامل امني ناعم مع المتظاهرين قوبل بشعارات عالية السقوف طالت رأس الهرم والحكومة والنواب وكبار موظفي الدولة اللبنانية.
رئيس الوزراء، سعد الحريري، ورئيس الجمهورية اميل لحود وخلفهما حزب الله لهم رؤية مختلفة حيال ما يجري في ظل غياب او فقدان قيادة او ممثلي عن المحتجين اللبنانيين الذين يفضلون تحريك الشارع حتى لا تطالهم المسؤولية بحيث تطول فترة الاحتجاجات املا في تحقيق اختراق كبير يؤدي الى فوضى قد لا تكون خلاقة تعيد خلط الاوراق في لبنان الذي يعتبر مختبرا كبيرا وعريقا منذ عدة عقود للصراعات الاقليمية والدولية وحروب خفية تارة وعلنية تارة اخرى، بما يؤدي الى تحييد لبنان من الصراعات الاقليمية والدولية.
العامل الاكثر اهمية بروز لبنان كدولة مستقبلية تختزن شواطئها احد اكبر الاحتياطيات من الغاز الطبيعي ويتشارك فيه عدة دول من مصر الى غزة والكيان الصهيوني ولبنان وسوريا وقبرص واليونان وتركيا، وهذا المخزون يفترض ان يغطي احتياجات دول المنطقة واوروبا وتركيا، لذلك احتدم الصراع الامريكي الروسي في سوريا والمنطقة ودخول تركيا شريكا بصورة غير مباشرة.
لعب ورقة معيشة اللبنانيين وتمادي الطبقة السياسية على البلاد والعباد ليست بعيدة عن مستقبل الدول اللبنانية المتوقع ان تكون ثرية بمواردها البشرية والطبيعية التقليدية الى الغاز المسال، لذلك إن إدخال لبنان في صراعات نفق مظلم، فالاحتجاجات بدأت بشكل عفوي كما يعتقد البعض مرشحة ان تتحول الى اصطفاف والى اصطفاف مضاد بحيث تضعف لبنان الذي يمر في مرحلة دقيقة.
فتح ملف لبنان كدولة وشعب بدون اجندة واضحة للإصلاح والتغيير يفتح الابواب امام معظم الدول التي لها اهداف واجندات معقدة، اما تعاطف اللبنانيين مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية بعد ان قدمت صورا طيبة، لايمكن الاعتماد عليها خصوصا وان الجيش والاجهزة الامنية في لبنان وغيره من الدول يتبعون الاوامر التي تصدر لهم من القادة السياسيين في نهاية المطاف.
شرارة الاحتجاجات الشعبية اللبنانية تضع لبنان مرة اخرى في وسط العاصفة لأهداف اقتصادية استراتيجية غاية في الاهمية من جهة والسماح بالتغير في البنية السياسية من جهة اخرى بما يؤدي الى فك ارتباط فعلي مع سوريا، وتهميش الاحزاب الفاعلة في مقدمتها حزب الله المرتبط عضويا مع ايران.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012