أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
سيناريو مسجد بابري.. فايننشال تايمز : حملة لبناء معابد محل مساجد في الهند بوريل : قطاع غزة كان أكبر سجن مفتوح قبل الحرب، تحول اليوم إلى أكبر مقبرة مفتوحة إصابة الأسير مروان البرغوثي جراء اعتداء السجانين عليه مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان قائد 4 مدمرات امريكية ل"بي بي سي": اليمنيون شكلوا التحدي الأكبر لبحريتنا في التاريخ الحديث تساوي الليل والنهار.. النصف الشمالي للأرض يشهد بداية الربيع رسميا "لو كنت رئيسا لما حصل هجوم 7 أكتوبر!" الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى (بث مباشر) الأردن في المرتبة 31 عالميًا و5 عربيًا بين الأكثر بؤسا بالعالم ولي العهد يؤدي مناسك العمرة - صور محافظة إربد تعتزم تكثيف حملات مكافحة التسول "البوتاس العربية" تستعرض إنجازاتها وخططها المستقبلية في لقاء مع مجلس إدارة شركة الاستثمارات الحكومية إغلاق ملحمتين في عمّان منذ بداية رمضان الزراعة: كميات اللحوم المحلية والمُستوردة بالأسواق كافية الأرصاد: أمطار غزيرة على أجزاء من مأدبا والكرك ومعان
بحث
الثلاثاء , 19 آذار/مارس 2024


نتائج مفرحة .. ولكن!

بقلم : د.صبري الربيحات
13-12-2019 05:30 AM

خلال الأيام الماضية ظهرت بيانات تشير إلى تحقيق الأردن مراتب متقدمة في اختبارات عالمية تقيس مهارات الطلبة في القراءة والرياضيات والعلوم. النتائج الصادرة عن مؤسسات عالمية تبعث على الفرح وتطرح الكثير من الأسئلة على القائمين على النظام التربوي الأردني والموارد البشرية خلال الأعوام العشرة الماضية.

أول هذه الأسئلة يتعلق بصحة هذه الاختبارات وموثوقيتها خصوصا وأنها – أي الاختبارات- قد أظهرت تراجع مهارات أبنائنا في السنوات القليلة الماضية وبشكل يتطابق مع نتائج تقيماتنا المحلية. في تصريح لوزير تربية أسبق قبل أكثر من عامين إشارة واضحة إلى تردي مستوى المهارات القرائية لدى أكثر من 100 ألف طالب في المرحلة الأساسية وضعف شديد في مستوى الخريجين الجامعيين ونقص في المعلومات الأساسية في ميادين تخصصهم. نتائج الاختبار الأخير تتناقض مع النتائج السابقة ويشجع الجميع على السؤال حول الواقع الحقيقي للتعليم في الأردن.

في وجه هذا التناقض يتساءل الناس عن الأسباب التي أدت إلى الارتفاع المفاجئ لأداء طلبة نظامنا التعليمي وفيما إذا نجحت التربية في تجاوز كل الإشكاليات السابقة في هذا الزمن القياسي، وإذا كان الأمر كذلك فكيف لنا أن نستخدم الوصفة التي مكّنت كوادر وأسرة التعليم من هذا النجاح؟ على الواجهة الأخرى هناك من يتساءل عن صحة التقييمات السابقة في ضوء النتائج الجديدة وفيما إذا أساء المقيّمون السابقون لسمعة التعليم الأردني وعكسوا صورة غير واقعية عنه.

بين الشكوك والتمنيّات يصعب الوصول إلى استنتاج دقيق من خلال ما هو متوفر من نتائج وبدون تقديم توصيف تتبعي للواقع ورصد كمّي ونوعي للإجراءات المتخذة خلال السنوات العشر الماضية وقياس حجم الأثر الذي أحدثته الوسائل والأساليب وطرق التدريس والقياس المختلفة.

فيما يتعلق بمواقف المتابعين مما يجري فمن الصعب الحكم على المواقف الحقيقية للناس من السياسات والقرارات المتخذة فكثيرا ما يبدل الناس مواقفهم أو يحتفظون بموقفين أحدهما علني والآخر خاص قد لا تتضح معالمه إلا في جلسات خاصة. المسايرة السياسية سمة طاغية على تفكير وسلوك الأردنيين فالجميع يتقن فن الإرضاء ولا أحد يرغب في إزعاج أصحاب القرار أو قول ما قد لا يرتاحون لسماعه.

بصرف النظر عن المواقف الفردية للأشخاص وعلاقة هذه المواقف بمواقعهم يُجمع الناس على اهتمامهم بالتعليم وأهميته كوسيلة في تحديد نوعية المستقبل وطبيعة الأوضاع التي سيكونون عليها في الأيام والأشهر والسنوات القادمة. غالبية الناس لا يظنون أننا نسير في الاتجاه الصحيح؛ فالخوف والجوع وتردي أوضاع الإدارة والاقتصاد والخدمات والقيم والتعليم ظواهر يلمسها الناس وتؤثر على تفكيرهم وشعورهم وسلوكهم.

الأسئلة التي يطرحها الناس حول فلسفة واتجاهات وأساليب التعليم المتبعة أمر طبيعي فهي المؤشرات الحقيقية المعبرة عن نظرة المجتمع للمستقبل وأشكال الاستعدادات له وإعداد الجيل لمواجهته والتأثير فيه. الملفت والجديد في أسئلة الناس أنها أصبحت على ألسنة الجميع وحتى الأطفال منهم.

قبل أيام وخلال الورشة التعليمية الصغيرة لإحدى المدارس سأل أحد الأطفال المعلمة عن معنى التفاؤل. تفاجأت المعلمة من السؤال وصمتت قليلا قبل أن تعيد طرحه على أطفال الصف قائلة من منكم يريد أن يقول لنا ماذا تعني كلمة التفاؤل؟ بلا تردد قال أحد الصغار التفاؤل يعني الفرح وأن لا نشعر بالضيق. أعجبت المعلمة بما قاله الطالب وقبل أن يكمل سألت الجميع قائلة:- متى يحصل التفاؤل؟ فأجابها الطالب “لما ما نكون خايفين من شي”. طيب شو اللي بخوفكوا أو من شو بتخافوا استطردت المعلمة ليستمر النقاش داخل غرفة صف الخامس الابتدائي، حيث كان من المفروض أن يناقش الطلبة موضوع الاتصال في مادة القضايا الكونية التي يشتمل عليها المنهاج.

الحوار الذي جرى كان في مدرسة خاصة وقد لا يشبه ما يحدث في الكثير من مدارسنا التي نتمنى أن نقدر جميعا أهمية دعم برامجها ومتابعة عملياتها وتوفير الموارد الضرورية لها لتقوم بمهامها بالشكل الذي يخفف من قلقنا على المستقبل.(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012