أضف إلى المفضلة
السبت , 11 أيار/مايو 2024
السبت , 11 أيار/مايو 2024


نودع عام 2019.. «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»

بقلم : علي ابو حبلة
01-01-2020 06:53 AM

ويبقى السؤال هل من تغير في مستقبل امتنا العربية والاسلامية، والى متى سيبقى حالنا العربي والإسلامي يسير من سيء إلى أسوأ ومن مؤامرة لمؤامرة ومن صراع إلى صراع فهل من مبرر لاستمرار الصراع الذي يشهده عالمنا العربي؟ وخلاف الامة وتفرقها من دفع أعداءها لاستغلال حالة الوهن وتمرير مؤامراتهم ومخططاتهم التي تستهدف أمننا القومي العربي.
متى ننتصر لأنفسنا لننتصر للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ متى ننتصر على معاناتنا مع أنفسنا وننتصر على خلافاتنا وننتصر على انقسامنا لننتصر للقدس ، فهل ننتصر على عدوانيتنا لأنفسنا لننتصر على الإرهاب والقتل والدمار الذي يضرب مجتمعنا العربي ويهز أركانه ،قد يكون الجواب أن لا مجال للتفاؤل لأننا في وضعنا الحالي وتفرقنا ابعد ما نكون عن تحقيق الأماني ، خاصة وأننا نعيش في ظل وضع عربي منقسم على نفسه .
نودع عام 2019 والحسرة والألم هي عنوان ذلك العام المنصرم لأنه عنوان للصراع والاقتتال العربي بلا مبرر ، هو عام تجرأ فيه ترامب وغيره من الزعماء الغربيين للتنكر للحقوق الفلسطينية والعربية كما سبق وأن تجرأ ترمب على الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل.
هناك عشرات الآلاف من ضحايا الإرهاب الذي صنعته وغذته أمريكا عبر حلفائها ، المتآمرين على امن الامة العربية يدعون أنهم يحاربون الإرهاب وهم من يمولون الإرهاب ويغذونه.
عام 2019 هو استنساخ لعام 2018 عام اتسم بعدوان إسرائيل المستمر على شعبنا الفلسطيني وممارسة المستوطنون وجيش الاحتلال للقتل بأبشع صوره وهدم البيوت على ساكنيها ولم تسلم من ذلك دور العبادة وكل البني التحتية.
لم يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وللأسف تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني ما زالت تراوح مكانها وما زلنا في موضوع استكمال إنهاء الانقسام مكانك سر.
نودع عاما كانت فيه حال امتنا العربية قد وصلت لمرحلة التشرذم الحقيقي وان الفتن تنخر الجسم العربي وان العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين والليبيين وغيرهم من العرب منقسمون على أنفسهم بفعل المؤامرة التي استهدفت وحدة امتنا العربية وبفعل مخطط التقسيم العرقي والطائفي والمذهبي ضمن المشروع الأمريكي الصهيوني الذي ما زال يجثم على صدورنا ، ان حال امتنا العربية في 2020 سيبقى يراوح مكانه بدون أي أفق سياسي وفق استراتيجية عربية تنهي الصراعات وتضع حدا لحروب تستنزف مقدرات الامة العربية ويقتل فيها الإنسان العربي بلا مبرر، وأن في تأجيج نيران الصراعات المذهبية الطائفية ما يخدم أهداف وغايات ومصالح أمريكا وإسرائيل ضمن مخطط هدفه تقسيم المنطقة العربية الى ولايات وكنتونات يسهل حكمها والتحكم فيها، حيث لا بوادر للتقارب والحوار المذهبي للجمع بين كافة المسلمين وتوحيد جهودهم لإفشال مخطط الفتنة.
وصدق الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى « إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ «، وهذه الآية الكريمة في تفسيرها حكمة بليغة تتطلب من العقلاء في هذه الامة إلى هداية الامة وإصلاح شؤونها وتقويمها لتسير نحو الخير والصواب للخروج من مستنقع الفساد والمآسي والفرقة ، وأن صلاح الامة هو بصلاح النفس الذي يبعدها عن الظلم والفرقة ، نسأل الله في عام 2020 أن تعود الامة جمعاء لرشدها ووعيها وان تنتصر للحق والعدل والمساواة ونبذ الخلافات.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012