أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 أيار/مايو 2024
الخميس , 23 أيار/مايو 2024


ثورة و قلم
12-02-2012 08:07 AM
كل الاردن -

alt

د. خالد ذنيبات

  إن كل من يحمل بيده قلماً، يحمل في روحه الماً، يسعى بالقلم للتخفيف من حدة الالم، ويبقى يكافح الى أن يموت وتموت في قلبه الكلمة التي يسعى إلى قولها، وأما إذا وجد الكلمة الصحيحة المعبرة فأنه سيقولها ويبقى قلمه منطفئاً إلى أن يموت، وينطفئ بعد انطفاء قلمه، وفي لحظات الاحتضار الأخيرة سيكتشف بأن تلك الكلمة خانته ولم تكن صحيحة ابداً. الكتابة ثورة مستمرة، يقوم بها المعلم في مواجهة الجمود والظلم والفساد.
إن الشيء الوحيد الذي يصل دون أخطاء هو الموت، وليس من حق الإنسان أن ينظر إلى الآخر من أعلى إلى أسفل، إلا إذا كان يساعده على النهوض.
  وعندما يموت الإنسان يكون قد خسر حياته، لكنه لن يخسر أفكاره وأعماله وأولاده، أَحِبَ الحياة لأنها تعطيك امتداداً  حتى ولو كنت تحت تراب الارض مغلق عليك، فالسيرة والمسيرة تتناقل عبر الأجيال، قيم الأشياء ليست لقيمها المادية، بل وفق ما تحوي وتنطوي عليه من معانٍ.
  لذا يجب على المثقف المتعلم ان يشارك بالحياة السياسية خصوصا اذا رأينا المجتمع انحرف ووقع في الفساد والاحتكار واذا طغى الظلم، لكن لا تكرس حياتك وذاتك للسياسة، لان هذه لسيت مهمات سياسية بحته إنما واجب أخلاقي وديني.
  الأمية الحقيقة التي نعاني منها هي عمى البصيرة ونقص الشعوربالمسؤولية وفقدان الروح في كل عمل يقوم به الإنسان ولا يخلص


 به. ان كنوز العالم تعجز ان تهبك سنة واحدة زيادة في عمرك، لكن ثمة كتب تقرأها تهبك خمسين سنة من الحياة في ساعات القراءة.
المعلمون الأردنيون ناضلوا من أجل حلم طال انتظاره، طالبوا بنقابة تجمعهم، حتى نالوا ما طال انتظاره، لان المعلم معلم الجميع الوزراء والأطباء والمهندسين والمثقفين وكل من له نقابة تجمعهم إلا هو فكان ما اراد بدعم من جلالة الملك المعلم الاول.
 المعلمون طالبوا بنقابة تجمعهم من أجل تحقيق العديد من الامور منها: تدني مخرجات التعليم، تدني مكانه المعلم الاجتماعية والاقتصادية، و..........
 قدم المعلمون انموذجاً في الحراك للوصول إلى الحقوق المشروعة، تتمثل في الحوار البناء الهادف، المبني على المعرفة .
 أُقر قانون النقابة وتشكلت لجنة من وزارة التربية والتعليم لادارة النقابة الوليدة، والتي سيكون من خلالها القيام باتنخاب مجلس النقابة من خلال تطبيق قانونها، والوصول بها الى خط الامان.
 فكلما جاء مسؤول غيّر ما بناه من سبقه، فكأنما يدفن شبحا، وهي الحال بالنسبة لإعلامنا الذي يوصف بكثير من الأحيان بالشفافية، فحين يروج لفكرة ما أو رجل ما يختار أكثر الأغلفة لمعاناً وأفضل الصور خيالاً. إلاّ أنني هنا أحب أن أنوه إلى الفرق الكبير بين الصدق والشفافية.
  فالصدق إن تقول الحقيقة بالكامل عن أمر حدث بتفاصيله، الشفافية عكس الغموض أن تكون واضحاً لما في افكارك وكلامك يحتمل وجهاً واحداً وبعيدا عن الشك أو التفسير بأكثر من وجه. والشفافية هي أن يكون ما في قلبك على لسانك والشفاف من يكون وجه لسانه مرآة قلبه،إذاً الفرق بين الصدق و الشفافية كالذي ينظر الى الكأس ويقول الكأس نصفها مليء أو يقول نصفها فارغ فذاك يتحدث بالشفافية وليس بالصدق، أما من ينظر الى الكاس ويقول الكاس نصفها مليء ونصفها فارغ فهذا يتحدث بالصدق، فالشفافية ناقصة أما الصدق فهو كامل.
المعلمون أصحاب رسالة ولهم الحق كل الحق في المطالبة بحقوقهم الشرعية التي كفلها الدستور، وأرادها جلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه لإيمانه بان التعليم هو أساس المجتمع واللبنة الأساسية فيه، ولإيمانه بان مكرمة الهاشميين سقفها السماء.
 وجب على الحكومة أن تنصف الإنسان الذي أفنى سني عمره بين الدفاتر وغبار الطباشير التي أصبغت على يديه وثيابه اللون الابيض، لون قلبه، الذي ما كان يوماً ليطالب بحقوقه لولا قسوة الزمن والحال. وليس اصدق من شوقي حينما قال:
         قم للمعلم وفه التبجيلا        كاد المعلم أن يكون رسولا

kdneibat@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-02-2012 12:31 PM

كلام ينم عن حس وطني بناء ، كيف لا والذي يكتبه يوما ما وقف امام الطلاب وغرس فيهم حب الوطن والاخلاص له في القول والعمل في السر والعلن ، شكرا على هذه الكلمات التي تشعرنا بالموقف الصادق من الجميع اداريين تربويين واهالي ومسؤولي أوفياء لتراب هذا الوطن الغالي تجاه أهم جانب من ركائز الدولة ألا وهو التعليم القائم على مبادئ الحب والولاء والانتماء الاخلاص والصدق - عاش الاردن ملكا وشعبا و أرضا حرا أبيا على كل معتدي

2) تعليق بواسطة :
13-02-2012 05:54 AM

إن للقلم ثورة أقوى من ثورة الشعوب فبالقلم تصنع الأمجاد ويخلد الأبطال ويموت كل الفاسدين ألا إنني أشعر بألم القلم وهو يعتصر ألما لحقوق تكاد تنتهك والسبب كل السبب ليس القلم إنما من شوهوا القلم وفتلوا فيه حس الصراحة والمسؤولية واتجهوا إلى النفاق والمبالغة .

عزيزي صاحب المقال فليكن قلمك ثورة ضد من أعلنوا الطغيان ولم يحرصوا على حب وطنهم فليكن قلمك حرا عربيا هاشميا محبا للخير وكارها لشرور البشرية السامة.

ليكن قلمك سما يحطم كيان الفاسدين وبلسما لكل إنسان نقي أمين

اكتب ونحن نقرأ.

3) تعليق بواسطة :
13-02-2012 08:34 AM

نعم ثورة القلم أقوى من الفساد والمحسوبية أقوى من أولئك الفاسدين حرر قلمك واكتب مجدك بربوع وطني اكتب ولا تطفيء شمعة العلم والأمل اكتب بأن المعلمين أصحاب رسالة سماوية اكتب ولا تخشى شيئا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012