أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


صفقة القرن «التسويق لمشروع اقتصادي يخدم إسرائيل»

بقلم : علي ابو حبلة
26-02-2020 04:44 AM

لا بد للمتابع والمحلل السياسي أن يعود للوراء ليكتشف حقيقة وجوهر صفقة ليكتشف أنها صفقة لمشروع اقتصادي ابعد ما تكون عن حل سياسي يعطي للفلسطينيين حقوقهم وحق تقرير المصير، وصفقة القرن تعكس مشروع توني بلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية 2008، وكان التسويق لخطة إحلال السلام تعتمد على تطوير الاقتصاد الفلسطيني ضمن سياسة مقايضة الحقوق بالاقتصاد وذلك ضمن ربط الاقتصاد الفلسطيني بمصالح إسرائيل والعرب والغرب وأطلق على مبادرته اصطلاح «السلام الاقتصادي» ضمن مهمة تفريغ القضية الفلسطينية من أي مضمون لحماية احتلال إسرائيل ومستوطناتها وإفساح المجال لإسرائيل لاستكمال مشروعها الاستيطاني التهويدي، لقد تكلفت مهمة بلير ملايين الدولارات دون فائدة من مهمته وقد حصلت اجتماعات كثيرة في مقار باهظة التكاليف وقد حجزت خمسة عشر غرفه في فندق أمريكان كولوني لمدة أربع سنوات ودفعت تكاليف حراسه من الأمن البريطاني وتمت أكثر من مئة زيارة للمنطقة وعين عشرات الخبراء والمستشارين على نفقة الأمم المتحدة والنتيجة بعد ما يقارب ثماني سنوات كانت كارثية على الشعب الفلسطيني ولم يتحقق من الوعود سوى أرشيف من الكلام والتصريحات والاجتماعات لم تثمر عن أية نتائج تذكر لبناء أسس ألدوله الفلسطينية ولم يتحقق السلام الموعود، مهمة بلير بالحقيقة لم تتجاوز سعيه لتحسين ظروف الحياة المعيشية للفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي ولم ترتكز أي من خطط بلير على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دوله مستقلة يتم من خلالها إقامة اقتصاد فلسطيني مستقل وفق سياسات يقررها الشعب الفلسطيني بإرادته واختياره الحر،» صفقة القرن « تعكس الوجه الآخر لمشروع توني بلير وتكاد تكون نسخه كربونية، وهي مبنية على أساس الشراكة الاقتصادية التي تربط دول الشرق الأوسط بعضها ببعض لتدعيم وترسيخ الوجود الإسرائيلي بحيث جاء في « القسم التاسع « من بنود « صفقة القرن « الشراكات الاقتصادية الاقليمية، وتضمنت: «المبادرة العربية للسلام والتي ألهمت بعض الأفكار التي تدور حولها هذه الرؤية، الهدف من هذه الرؤية هو ان تتعاون الدول العربية تعاونا كاملا مع إسرائيل لمصالح جميع دول المنطقة على سبيل المثال يجب أن يكون هناك رحلات جوية بين الدول العربية وإسرائيل للترويج للسياحة العابرة للدول ولتمكين العرب بشكل أفضل زيارة الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في إسرائيل» . وهذا يعني ان إسرائيل ستضع يدها على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ويتم استغلال الأماكن الدينية لتحقيق ربح مادي على إسرائيل، وتطبيع مع إسرائيل لتصبح في صدارة دول المنطقة وتحكمها في الأماكن ألمقدسه وأن تصبح إسرائيل مركزا لنقل البضائع والخدمات من أسيا إلى إفريقيا وأوروبا، يعود تاريخ مفهوم السلام الاقتصادي إلى شمعون بيرس الذي استهوته فكرة السيطرة على الشرق الأوسط ومقدراته من خلال اعتقاده أن إسرائيل تمتلك من الإمكانات ما قد يؤهلها للعب هذا الدور المركزي, لكنه حاول أن يوازي بين الوصول إلى اتفاقات سياسية واقتصادية بشكل مقبول إلى حد ما. لكنه وحزبه لم يكونا جاهزين إلى دفع الاستحقاق السياسي المطلوب عربيا وفلسطينيا في تلك ألحقبه، « صفقة القرن « هي تكرار لمشاريع سابقة تعود من خلال كوشنير وغرينبلات ولا تتعدى الدفع بمشروع السلام الاقتصادي وفق الرؤيا الصهيو امريكية وهو أمر مرفوض من الفلسطينيين كما الشعوب العربية ما بقي الاحتلال قائما، والمطلوب إنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 'الدستور'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012