أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ما قبل كورونا ليس كما بعده

بقلم : علي ابو حبلة
20-03-2020 05:44 AM

كورونا تخطى بمفهوم الوباء الذي بات يضرب العالم ويحصد الأرواح ويلحق الخسائر المادية ويسبب انهيارا في اقتصاد العالم ويصبح محور سجال وصراع أممي بين أمريكا والصين انه صراع النفوذ والاستحواذ والهيمنة على مقدرات العالم ، وفي حمى الصراع والاتهامات المتبادلة « بكين ترد على واشنطن: كل الخيارات على الطاولة « المتحدث باسم الخارجية الصينية غين شوان في رد على الضغوطات الأميركية «في حال مواصلة الولايات المتحدة السير في الطريق الخاطئ، سنكون مضطرين لاتخاذ إجراءات رد إضافية، وكل الخيارات على الطاولة».

وقال غين شوان المتحدث باسم الخارجية الصينية في تصريحات صحفية أدلى بها صباح الأربعاء، تعليقاً على سحب الصين الاعتماد من مجموعة صحفيي وسائل إعلام أميركية: «نلتزم بموقف واضح وقاطع ونطالب بوقف ممارسة الضغط على الإعلاميين الصينيين». ويأتي هذا الإجراء رداً على تصنيف الولايات المتحدة مكاتب 5 وسائل إعلام صينية، بينها وكالة «شينخوا» وقناة «CGTN»، كـ»عملاء أجنبيين»، ما يعني تقليص عدد موظفيها، وإلزامها بتقديم تقارير حول أموالها ومشترياتها للحكومة الأميركية.

وكانت الصين قد وجهت رسميا وبالادله على «نظريّة المُؤامرة» وتتّهم المُخابرات الأمريكيّة بنشر فيروس «كورونا» في ووهان في تشرين الأوّل الماضي.. لماذا نميل إلى ترجيحها بعد مُحاولة ترامب شِراء شركة أبحاث ألمانيّة بمبلغٍ خياليٍّ لاحتِكار الدّواء والأمصال؟ وهل بدأت أُسطورة التقدّم العلميّ الغربيّ في التّآكل؟ تشاو لي جيان، المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة، تمسّك براويته الأولى وأعلن أمس عن وجود إثباتات تؤكّد أنّ هذا الفيروس تمّ اختِراعه وتطويره من قبل عُلماء أمريكيين عام 2015، وأنّ مجلة Nature Medicine الأمريكيّة أكّدت في بحثٍ نشرته في أحد أعدادها في العام نفسه أيّ عام 2015، أنّ عُلماء في الولايات المتحدة تمكّنوا من الحُصول على نوعٍ جديدٍ من فيروس كورونا له تأثيرٌ خطيرٌ على الإنسان، وقال إنّ جُنودًا أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكريّة العالميّة التي جرت في مدينة ووهان التي تَنافس فيها 10 آلاف عسكري من مُختلف أنحاء العالم في تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، هم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة.

الأسلحة البيولوجيّة غربيّة بالأساس، والكورونا قد تكون أحد أدواتها، وربّما يُفيد التّذكير بِما نشرته صحف ومحطّات تلفزة أمريكيّة وأوروبيّة على نطاقٍ واسعٍ من «أكاذيب» لتبرير غزو العِراق واحتلاله عام 2003، تحدّثت عن احتِمال إرسال الرئيس العِراقي صدام حسين إرهابيين بحقائب «سامسونايت» يُفرِّغون مُحتواها من «الفايروسات» في شارع أكسفورد ستريت في لندن، أو مانهاتن في نيويورك، بِما يُؤدِّي إلى مقتل عشرات، بَل مِئات الآلاف.

نُدرك جيّدًا أنّ هُناك حربًا كلاميّةً واتّهامات مُتبادلة بنشر الفيروس بين الولايات المتحدة والصين، وهناك صراع نفوذ بات يستحوذ على الاهتمام ،الخُبراء الصينيّون وصلوا «تطوّعًا» إلى إيران وإيطاليا وكل بلد منكوبة بهذا الفيروس تطلب المُساعدة، ومجّانًا، بعيدًا عن «البروباغندا» الدعائيّة، ولم نسمع أنّ خبيرًا أمريكيًّا واحدًا وصل إلى هذه الدول، والأكثر من ذلك أنّ إدارة ترامب لم تتعاطف مُطلَقًا مع الشّعب الإيراني في محنته الحاليّة، وترفع بالتّالي الحِصار الخانِق المفروض عليه ولو مُؤقَّتًا، وفي وقتٍ تُبَيّض فيه دول سُجونها من المُجرمين تعاطفًا، وتَجنُّبًا لإصابتهم بالفيروس والموت بعيدًا عن أُسرهم. ما قبل كورونا لن يكون ما بعد كورونا بعد أن أدركت أوروبا ودول أخرى حليفه لأمريكا حقيقة المواقف والسياسات الأمريكية بحيث بات يتوقع استقلالية القرار والموقف لأوروبا بعد أزمة كورونا ، ولا شك أن حقائقٌ كثيرةٌ ستتكشّف في الأسابيع والأشهر المُقبلة، وهُناك خُبرات بديلة في الصين وغيرها، يُمكن أن تُشَكِّل «طوق نجاة» للعالم بديل عن أمريكا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012