أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


محاسبة الفاسدين..!!

بقلم : رشيد حسن
21-04-2020 01:11 AM

ليس هناك من وقت، ولا فرصة مواتية، لمحاسبة الفاسدين، بأفضل من هذه المرحلة، بعد ان توفرت كل الأسباب والمعطيات لفتح ملف الفاسدين والمفسدين، ومحاسبتهم واسترجاع أموال الشعب المنهوبة..

بداية لا بد ن التأكيد، بأننا نثمن قرارات الحكومة الجريئة والصائبة باقتطاع نسبة من رواتب رئيس الحكومة والوزراء وكبار المسؤولين، وايقاف العلاوات، والامتيازات لدعم صندوق « همة وطن».. وتوفير الاموال اللازمة لدعم وزارة الصحة، وعمال المياومة والعاطلين عن العمل من ابناء شعبنا في ظل ظروف بالغة الصعوبة والدقة، قد تستمر شهورا طويلة، الى حين القضاء على هذا الوباء الذي يستبيح العالم كله من اقصاه الى ادناه..

لقد أثبت شعبنا الطيب عبر تاريخه الطويل، ومن خلال تعرضه لمحن وكوارث قاسية، انه شعب التكافل والتضامن، شعب النخوة والشهامة، شعب التآخي الحقيقي..

ومن هنا..

وقف الجميع بلا استثناء، وقفة رجل واحد، في خندق واحد، في وجه الوباء، وطبقوا تعليمات الصحة بكل اقتدار وثقة.. مستذكرين قوله عليه السلام « انت على ثغرة من ثغر الاسلام، فلا يؤتين من قبلك».. مؤمنين.. ومقتنعين تماما، بان الحجر الصحي والعزل والتباعد الاجتماعي هو السبيل الوحيد، لمحاصرة الوباء، ومنع انتشاره.. مقتدين بالتجربة الصينية التي أثبتت جدارتها، وهو ما ادى الى السيطرة على الوباء، حتى اصبح الاردن -بحمد الله- مثالا ونموذجا يشار اليه بافتخار في مكافحة المرض، والسيطرة عليه، رغم قلة الامكانيات، ولكنها الارادة الصلبة التي تصنع المعجزات..

وعود على بدء..

فان ما يمر به هذا الحمى العربي من ضائقة اقتصادية غير مسبوقة، تحتم على الحكومة، وقد حازت على ثقة المواطنين، وهي تتصدى لأخطر وباء يهدد الوطن والمواطن، باقتدار ووعي، ويقظة..أن تفتح ملف الفاسدين، واتخاذ قرارات جريئة، تقتضي برفع السرية عن حسابات المشبوهين، وتطبيق «من اين لك هذا «! مقتدية بتجارب الدول الأخرى، التي سبقتنا في هذا المجال، وتمكنت من اجتثاث الفساد والفاسدين..

لم يعد معقولا، ولا مقبولا ان يتبرع الموظفون بعلاواتهم، في حين القطط السمان منزوية في مزارعها، تجتر الترف والرفاهية، وكأنها تعيش خارج الجغرافيا الاردنية، وخارج تهديدات وباء « الكورونا».. غير معنيين بهذا الوطن الذي أطعمهم من جوع.وأمنهم من خوف.. ولم يتورعوا في يوم اسود من نهبه وسلبه، وتهريب مقدراته الى قاصات البنوك الاجنبية..

قانون الدفاع يعطي الحكومة الفرصة الثمينة لفتح ملفات الفاسدين لاول مرة، منذ ان بدأت الديمقراطية عام 1998، وقد حجرت عليهم « الكورونا « السفر الى الخارج، وهذا من حسنات هذا الوباء، بعد اغلاق المطارات والحدود، واصبحوا في متناول يد القضاء، وهي فرصة تعتبر نادرة ولن تتكرر.. وغير متوقعة.. ولو في الاحلام، ولكنها تقادير المولى –عز وجل- «ويمكرون ويمكر الله.. والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.

لقد آن الأوان لمحاسبة الفاسدين، واسترجاع الاموال المنهوبة..فالمعركة ضد الفاسدين لا تنفصل بالمطلق عن معركة التصدي للوباء..

ففيروس الفساد اخطر من فيروس « الكورونا».. 'الدستور'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012