أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور انخفاض احتجاجات عمال الأردن إلى النصف في عام 2023
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


المُؤتمر الصّحافي “الفتحاوي” “الحمساوي” المُشترك مُبادرةٌ جيّدة.. ولكن ماذا بعد؟

بقلم : عبدالباري عطوان
04-07-2020 04:47 AM

هل “المُقاومة الشعبيّة” هي الرّد الأنسَب على خطوة “الضّم” الأخطر؟ ولماذا يتصدّر السنوار الاحتِجاجات في غزّة؟ وهل بات الجناح المُتشدِّد هو قائد السّفينة بعد غِياب هنية؟ وما الذي يُرعِب نِتنياهو؟:

جميلٌ جدًّا أن تؤدّي المخطّطات الإسرائيليّة لضم غور الأردن وأجزاء من الضفّة الغربيّة إلى تحقيقِ نوعٍ من المُصالحة بين حركتيّ “فتح” و”حماس”، قُطبيّ المُعادلة السياسيّة الفِلسطينيّة الأبرز، انعكَس في المُؤتمر الصّحافي المُشترك بحُضور شخصيّتين بارزتين في التّنظيمين هُما اللواء جبريل الرجوب، أمين سر حركة “فتح” والسيّد صالح العاروري، نائب رئيس حركة “حماس”، ولكنّ السّؤال الأهم هو ماذا بعد، وما هي الخطوة القادمة؟ أم أنّ هذا المُؤتمر “بيضة ديك” مِثلَما يقول المثَل الشعبي؟
***
من الواضح أن هذا المُؤتمر جاء عفويًّا، وليس في إطار برنامج سياسي جرى الإعداد له بشكلٍ مُسبقٍ يتضمّن تعاونًا مُشتركًا لمُواجهة الاحتِلال بالوسائل كافّة، مثلما يأمَل الشّعب الفِلسطيني سواءً تحت الاحتلال أو في المنافي.
المُبادرة التي جاءت من طرفِ حركة “فتح” واللواء الرجوب تحديدًا، وباركها الرئيس محمود عبّاس، واللجنة المركزيّة للحركة، تتّسم بالشّعور بالمسؤوليّة، والرّغبة في التصدّي لخطّة الضّم الخطيرة، ولكنّ هُناك العديد من الأسئلة تَطرَح نفسها، أبرزها غِياب الفصائل الفِلسطينيّة الأُخرى الفاعلة على السّاحة الفِلسطينيّة خاصّةً حركة “الجهاد الإسلامي” والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، فالأُولى الحليف الأقوى لحركة حماس في العمل الجِهادي، والثّانية عُضو بارز في منظّمة التحرير الفِلسطينيّة المظلّة الرئيسيّة للسّلطة.
تأجيل إعلان خطّة الضّم، وبالتّالي تنفيذها رسميًّا وعمليًّا، لا يعني التّراجع النّهائي عنها، فهي ما زالت موضوعةً على الطّاولة، ومن غير المُستَبعد أن يكون هذا التّأجيل مُحاولةً لامتَصاص حالة الغضب الفِلسطينيّة والدوليّة، ورُدود الأفعال المُتوقّعة ضدّها.
حركة “حماس” أطلقت وابلًا من الصّواريخ باتّجاه المُستعمرات الإسرائيليّة في غِلاف قطاع غزّة، ونظّمت مُظاهرات احتجاجيّة صاخبة شارك فيها عشَرات الآلاف، ولكن لم نَرصُد تَحرُّكًا ممُاثلًا من قِبَل حركة “فتح” في الضفّة الغربيّة المحتلّة يُشارك فيها عشرات أو مِئات الآلاف وعلى مُستوى الحدث؟
تصدٍر السيّد يحيى السنوار الرّجل القوي في حركة “حماس” المُظاهرات الاحتجاجيّة، ووقوفه خلف إطلاق الصّواريخ، وتزعّمه للحركة في ظِل غِياب قيادتها في الخارج، والسيّد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي على وجه التّحديد، يؤكّد أنّ الجناح المُتشدِّد فيها الأقرب إلى نظيره العسكري في الحركة، هو الذي بات يُدير شُؤون الحركة، ولم يَكُن اختِيار السيّد العاروري المَسؤول العسكري للحركة في الضفّة الغربيّة، وضابط الاتّصال مع الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله”، والعقل المُدبِّر لخطف المُستوطنين الثّلاثة وقتلهم ثأرًا للشّهيد محمد أبو خضير عام 2014، ليكون شريك اللّواء الرجوب جاء بالصّدفة، وإنّما وَفق حسابات دقيقة، لأنّ الضفّة يُمكن أن تكون ميدان أيّ عمل عسكري فِلسطيني في المُستقبل المنظور إذا صدقت نوايا حركة “فتح” وقرّرت المُضِي قُدمًا، وبشَكلٍ مُقاومٍ عمليٍّ للاحتِلال بعد فشل جميع رِهاناتها على التّسوية وحلّ الدولتين.
التّغريدة التي نشرها نَتنياهو أمس على حسابه على التويتر وقال فيها إنّ جيش دولة الاحتِلال على أًهبة الاستعداد للتّعامل مع جميع السّيناريوهات بقوّةٍ هُجوميّةٍ كبيرة جدًّا، متوعّدًا من سيُحاول مُهاجمة إسرائيل بضربةٍ قاضيةٍ، هذه التّغريدة تَعكِس حالةَ قلق ورعب من احتَمالات التّعاون بين حركتيّ “فتح” و”حماس” ميدانيًّا في الأيّام المُقبلة، ورفع يد قوّات الأمن الفِلسطينيّة عن العمل الميدانيّ المُقاوم.
تعاطينا بحَذرٍ مع المُؤتمر الصّحافي، والطّريقة الاستعراضيّة التي جرى التّعامل معه من قِبَل السّلطة في رام الله، يعود إلى عدم ثقتنا “بدوامِ” هذه المُصالحة، ووقوفها على أرضيّة المُقاومة القويّة رغم تأكيدات اللواء الرجوب بأنّها “جديّة” هذه المرّة، وربّما كان حذَرنا، وغيرنا أقل، أو غير موجود أساسًا، لو شهدنا احتجاجات صاخبة في الضفّة الغربيّة يقودها تنظيم “فتح” ويُشارك فيها أنصار التنظيمات الأخرى، وخاصّةً “حماس” و”الجَهاد الإسلامي” جنبًا إلى جنب، أو إفراج السّلطة عن مُعتقلي التّنظيمين المَذكورين في سُجونها، وإقدام حُكومة “حماس” في قطاع غزّة على الشّيء نفسه في المًقابل، أي الإفراج عن معتقلي “فتح” لديها.
تركيز اللواء الرجوب في المُؤتمر الصّحافي على “المُقاومة الشعبيّة”، وللمرّة الألف، يجعلنا أقَل حماسًا لهذه المُبادرة، لأنّ خطَر الضّم الكبير لا يجب أن تقتصر مُقاومته بالمُظاهرات فقط، وثانيًا أنّ هذه المُقاومة مِثل “المعيدي تسمع به ولا تراه”.
***
خِتامًا نقول إنّ فِلسطين كلّها تحت الاحتِلال الإسرائيلي، والضّم لا يُغيِّر من هذه الحقيقة بل يُعزّزها، ومُقاومة هذا الاحتَلال بالوسائل كلها أمْرٌ مشروعٌ ومُلِح في الوقت نفسه، وأكثر ما نخشاه أن يكون هذا المُؤتمر الصّحافي المُشترك مجرّد “فقاعة”، أو رسالة غير مُباشرة تُستخدم للضّغط على الاحتِلال لتحقيق بعض المطالب “الماليّة”، تعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة، أيّ “خِيار الصّفر”، بمعنى أن تبقى الأوضاع على حالها، السّلطة في مكانها، والتّنسيق الأمني يستمر دون إعلان.
“الضّم حاصلٌ… والاستِيطان يتَغوّل.. فماذا تنتظرون حتى تتحرّكوا وتجعلوا هذا الاحتِلال باهظ التّكاليف؟. ' رأي اليوم'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012