مزارعون : الطفيلة تشهد حالة جفاف وتصحر للمناطق الزراعية و الرعوية جراء انحباس الأمطار

الإثنين , 13 أيار/مايو 2024

مزارعون : الطفيلة تشهد حالة جفاف وتصحر للمناطق الزراعية و الرعوية جراء انحباس الأمطار

21-03-2021 05:16 PM
كل الاردن -
تشهد مناطق زراعية ورعوية وحرجية في محافظة الطفيلة حالة جفاف لم تشهدها منذ عقود ، جراء انحباس الامطار وانخفاض مجموع التساقط المطري إلى أدنى مستوياته مقارنة بالسنوات السابقة ، في وقت أدت فيه سنوات الجفاف وانخفاض معدلات سقوط الأمطار السنوية إلى تدهور الغطاء النباتي والمصادر الطبيعية ومساحات حرجية ورعوية في مختلف المناطق في محافظة الطفيلة .

وأكد العديد من المزارعين تأثر المراعي الطبيعية والاصطناعية وانخفاض أعداد المواشي جراء تزايد عوامل التصحر واختفاء الشجيرات الرعوية واعتمادهم على الأعلاف المستوردة ، في حين شهدت الحيوانات والطيور البرية في ضانا و أودية الوعر انخفاضا في الأعداد ، وفق مختصين في المجال البيئي علاوة على تأثر المنظومة الطبيعية بالتقلب المناخي .

واعتبر مربو الأغنام والمواشي محافظة الطفيلة ، منطقة جفاف حيث لم تتجاوز كميات الأمطار 80 ملم من المعدل العام البالغ 250 ملم ، ما انعكس على تربية وحجم الثروة الحيوانية جراء تردي المواسم الزراعية وانخفاض إنتاجية الأراضي من المحاصيل الحقلية إلى جانب اختفاء الشجيرات الرعوية في المراعي الطبيعية والصناعية الأمر الذي سيلحق خسائر اقتصادية أثرت على معيشة هولاء المزارعين الذين بدأ البعض منهم ببيع قطعانه ليتمكن من شراء الأعلاف التي ارتفعت أسعارها وانخفضت كمياتها الموزعة .

وأشار عدد من أصحاب الحيازات الزراعية بان أراضيهم تأثرت بموجات الحر والصقيع التي شهدتها مناطق واسعة من المحافظة ، مطالبين الجهات الرسمية دعم المزارعين وتوفير الآليات والمعدات الزراعية اللازمة لتشجعيهم لزراعة أراضيهم ، في وقت طالب فيه مربو الثروة الحيوانية بزيادة الكميات المخصصة لمواشيهم من الأعلاف جراء تدني الكميات المنتجة من أعلاف المحاصيل الحقلية ومخلفات الحقول ، واعتبار مناطق الطفيلة الزراعية مناطق جفاف تحتاج الى مشروعات زراعية .

وقالوا إن المساحات الحرجية والرعوية ، والمنظومة الطبيعية بما تحتضنه من ينابيع وأشجار حرجية تأثرت بتعاقب سنوات الجفاف التي تشهدها المنطقة منذ سنوات ، ما أدى إلى تدهور الغطاء النباتي ، والمصادر الطبيعية .

وقال مساعد رئيس مجلس محافظة الطفيلة اياد الححوج أن هنالك مطالبات للحكومة باعلان إقليم الجنوب عامة كإقليم منكوب زراعيا جراء حالة جفاف وتصحر لم تشهدها المنطقة منذ عقود ، واصفاً هذا العام بعام قحط وجفاف ، حيث أنه لا نباتات رعوية ولا محاصيل حقلية تغطي الأراضي كالمعتاد ، ما سيؤثر سلبا على الأشجار المثمره وعلى مصادر المياه مع توقعات بانتشار أمراض المواشي و افات الأشجار وتوسع مساحة تصحر بعض المناطق ، مطالبا بوضع خطط سريعة لأنقاذ المزارعين ، واتخاذ قرارات عاجله للمساهمة بالتخفيف من وطأة هذه الظروف الصعبة.

وقال مدير محمية ضانا المهندس عامر الرفوع ، أن محيط المحمية تأثر بانحباس الأمطار وتعاقب سنوات الجفاف التي مرت بها الطفيلة طيلة السنوات السبع الماضية ، ما اثر على الأشجار الرعوية والحرجية في محيط المحمية ، ومنها العرعر والبلوط والسرو الطبيعي المعمر الذي يغطي مساحات شاسعة من ضمن مساحة المحمية التي تمتد على حوالي 320 كيلو مترا مربعا ، بمواجهة حفرة الانهدام .

وبين بان محمية ضانا التي تعد من أكثر المناطق في الأردن تنوعا في الأنظمة البيئية والأنماط النباتية تأثرت بعوامل الجفاف والتصحر وأصبح النمو لبعض الأشجار يحتاج إلى كميات من مياه الأمطار ما يهدد بتوسع المساحات الجافة من الأشجار البرية ، وزيادة التصحر في المنطقة سيما للأنواع النباتية التي يقدر عددها 833 نوعا من النباتات البرية التي تعتمد على رطوبة التربة والمياه بشكل دائم .

بدوره طالب مساعد الأمين العام لاتحاد الفلاحين العرب و عضو مجلس إدارة اتحاد المزارعين الأردنيين زيد المحيسن بضرورة إعلان الطفيلة ومناطق الجنوب منطقة جفاف نتيجة الانحباس المطري الذي تشهده كافة المناطق الزراعية ، وتوالي سنوات الجفاف ما اثر على المحاصيل الحقلية وبساتين الزيتون الممتدة على مساحة تتجاوز 50 ألف دونم بمختلف مناطق الطفيلة ، عدا عن المراعي الطبيعية والمحميات الرعوية في المناطق الشرقية والتي تمتد على مساحات واسعة .

ووصف ، الموسم الحالي بأنه الأسوأ على مدى عدة عقود مضت بسبب توالي سنوات الجفاف وانخفاض كميات الأمطار السنوية إلى أدنى معدلاتها.

واعتبر خطر التصحر والجفاف احد المشاكل الرئيسة التي بدأت تواجه الثروة الزراعية والحيوانية بالطفيلة ، سيما وان ينابيع المياه انخفض منسوبها إلى أدنى مستوى وهي لا تكاد تروي البساتين المحيطة بها علاوة على تأثر المراعي الطبيعية واختفاء الأشجار الرعوية.

وأشار إلى أن الانحباس المطري سيطال الزراعات المتأخرة والصيفية جراء انخفاض نسبة الرطوبة في الأرض ، علاوة على حاجة الزراعات الشجرية البعلية إلى مزيد من السقاية بشكل مستمر مع ارتفاع درجات الحرارة ما سيكلف المزارعين مزيدا من النفقات مع توقع انتشار الآفات الزراعية بشكل غير مسبوق.

ولفت أصحاب مواشي علي الزرقان وخالد العبيديين ومحمد الغبابشة إن الثروة الحيوانية بمحافظة الطفيلة تواجه مشاكل عدة وهي بحاجة إلى التدخل السريع من قبل الجهات المعنية كوزارتي الصناعة والتجارة والزراعة بسبب انحباس الأمطار وانخفاض معدلاتها في المناطق الشرقية التي تعتمد على كميات من الأمطار تصل في معدلها السنوي إلى 300 مليمتر ، إضافة إلى توالي سنوات الجفاف مما تسبب في تدهور المراعي الطبيعية والاصطناعية وتقلص المساحات المغطاة بالشجيرات الرعوية التي تحوي العناصر الغذائية للمواشي خاصة مع بدء موسم التوالد بين الأغنام والذي يتطلب توفر مواد علفية ذات قيم غذائي.