أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


الهوية الوطنية الجامعة ..لسنا دولة كرتونية

بقلم : د.حسين العموش
11-11-2021 04:22 AM

يدور جدل كبير حول المقصود بالهوية الوطنية الجامعة التي جاءت ضمن المصطلحات الحديثة في مخرجات اللجنة الوطنية لتحديث المنظومة السياسية، لكن هذا الجدل اخذ ابعادا سياسية وسيادية اولها التخوفات من توطين اللاجئين السوريين،مرورا بتذويب الهوية الاردنية ،وانتهاء بتخوفات الوطن البديل .

وهنا لا بد من الاشارة الى ان اي مصطلح سياسي يجب ان يؤخذ بالسياق الذي جاء به ،اذ ان اخراجه من سياقه العام يؤدي الى فهم خاطئ يبعده عن القصد .

ابتداء لا اتوقع ان المطلوب من لجنة تحديث المنظومة السياسية البحث او الحديث عن «الهوية الوطنية « فهو امر خارج سياق التكليف الملكي الذي جاء واضحا ومحددا وصريحا للجنة لوضع مشروع قانون للاحزاب وآخر للانتخابات.

وضمت اللجنة من رئاستها ممثلة في دولة سمير الرفاعي الى اخر اعضائها شخصيات وطنية راعت فسيفساء المملكة الاردنية الهاشمية من حيث البعد السياسي والجغرافي ،فضلا عن تمثيل الشباب والمرأة ،وتمثل شخصيات وازنة ومحترمة لا يمكن لها ان تنزلق باتجاهات ليس من شأنها الحديث فيها .

وفي البعد الاستراتيجي في تشكيل اللجان الملكية لا اعتقد ان اي عضو في اللجنة سيخرج عن السياقات العامة للجنة ملكية منوط بها عمل حدده جلالة الملك بنقاط لا تقبل التأويل او التفسير ،وهو العمل الذي اخرجته اللجنة باقتدار ونشر في الصحف ويناقش الان من قادة الراي والاكاديميين والصحفيين وكل من يريد ان يدلي بدلوه؛اذا لا يوجد بنود سرية او مخرجات مخفية وهنا مربط الفرس .

وحتى اكون منصفا اعتقد جازما ان استعمال مصطلح «الهوية الوطنية الجامعة» قد جاء في سياق الحديث عن توصيف للحالة الاردنية الوطنية بشكلها الحالي في اطار توضيح لفكرة التنوع الجيوسياسي الوطني وخصوصية هذا الامر لتأكيد العمل الديمقراطي الوطني،لا ابعد من ذلك ولا اقرب .

وفي الاطار الوطني ،لنكن اكثر وضوحا ؛هل نحن وطن من كرتون لنهتز عند كل مصطلح تحمله لنا الأدبيات السياسية ،فنقيم الدنيا ونقعدها اذا ما قرأنا مقالا او توصيفا لحالة او تعليقا على بوست .

لسنا دولة كرتونية ،دولة عمرها مئة عام ،ترسخت مؤسساتها الوطنية ،وقدمت نموذجا متقدما من الادارة والسياسة والعمل الوطني بكافة ابعاده واشكاله لا يمكن لها ان تهتز من كلمة هنا أو مصطلح هناك .

لنتقي الله في وطننا الذي بنيناه بجهد الاجداد ومثابرة الابناء ومستقبل الاحفاد ،قامات وطنية اسست وتعبت وقدمت ارواحها ذودا عن هذا الحمى ،بقيادة هاشمية من الشهيد الملك عبدالله الاول ،الى جلالة الملك عبدالله الثاني اطال الله بعمره ،قدموا نموذجا قوميا وطنيا اسلاميا راسخ الجذور واضح المعالم في البناء لا ينكره ألا جاحد.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012