أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 03 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
ترمب يحذر من عدم الإفراج عن المحتجزين في غزة الأرصاد تحذر من احتمال تشكل الصقيع في ساعات الصباح الباكر واشنطن: وقف إطلاق النار في لبنان ناجح إلى حد كبير البدارين يكتب : هذه إفادة وصفي التل حول حرب حزيران بلدية المفرق تدعو للاستفادة من إعفاء غرامات المسقفات قبل نهاية العام وزير العمل: قرار الحد الأدنى للأجور الأسبوع المقبل الفناطسة: عاطلون عن العمل يتجهون للمعونة الوطنية لعدم كفاية الحد الأدنى مجلس النواب يشرع بمُناقشة البيان الوزاري للحُكومة - رد النواب أسعار الذهب تتذبذب في الأردن ونقابة المجوهرات توضح نهاية العام آخر موعد لتقديم طلبات التسويات الضريبية الصفدي: الأردن طور خطة تتضمن إدخال 250 شاحنة يوميا إلى غزة الهواري: لجنة تحقيق بوفاة مواطن في مستشفى الأميرة بسمة تسجيل 4 إصدارات سندات وأذونات خزينة بقيمة 334.4 مليون دينار الشواربة: إنهاء إزالة اعتداءات المحطة والتعويضات عادلة بدء التسجيل الأولي للحج لمدخري صندوق الحج الثلاثاء - تفاصيل - رابط
بحث
الثلاثاء , 03 كانون الأول/ديسمبر 2024


حديث مع طبيب نفسي

بقلم : د. صبري اربيحات
16-04-2022 04:23 PM

منذ اكثر من اربعة عقود كنت طالبا في الجامعة الاردنية حيث كانت حياة الطلبة مليئة بالزهو والامل والايمان بالمستقبل والاعداد له... كنا نحرص على حضور المحاضرات وتدوين الملاحظات واخذ كل شي على محمل الجد.

في تلك الايام وفي مساق الصحة العامة الذي كان متطلبا من متطلبات الجامعة الاجبارية كنت واحدا من عشرات الطلبة الذين درسوه على ايدي الطبيب الفذ سليمان الصبيحي الذي كان امينا عاما لوزارة الصحة وخبيرا لدي منظمة الصحة العالمية..

في ذلك المساق الزاخر بالمعارف الاساسية والمعلومات العامة عرف لنا المدرس الصحة بانها لا تعني خلو الجسم من الامراض، بل انها تعني بالاضافة لذلك فعالية الاجهزة والانظمة التي يشتمل عليها الجسم الانساني وتمتعها بالقدرة على القيام بوظائفها بلا عوائق او عقبات وصعوبات.

لا اظن ان الدكتور الصبيحي تطرق باسهاب لموضوع الصحة النفسية ففي مجتمعاتنا تعتبر العائلة والجماعة والرفاق وفضولهم نظام تدخل سريع واسعاف ووقاية سرعان ما يتحرك لحماية واسناد الافراد ممن تبدو عليهم علامات الوهن والاضطراب النفسي.

الحقيقة الجديدة ان كل ذلك قد تغير فلم تعد المؤسسات التقليدية قادرة على القيام بكل المهام التي نهضت بها قبل ان تتعقد الحياة ويتعاظم دور التكنولوجيا والاتصال في تعميق الفردية التي اصبحت مظهرا وملمحا بارزا لمجتمعات اليوم

في الاردن اليوم عشرات الاطباء النفسيين ممن تلقوا تعليمهم وتدريبهم في اقدم واعرق كليات الطب ومستشفيات وعيادات العالم الغربي قبل ان يعودوا الى الاردن لممارسة مهنتهم في خدمة مرضى واشخاص يحاولوا التستر على مرضهم او انكاره او عرض حالاتهم على الاطباء بعد ان يكونوا قد كيفوا توصيفها لتنسجم مع الصورة الذهنية التي يود المرضى ان يتركوها لدى الطبيب.....

الوسم او الوصم مشكلة ثقافية نخشى جميعا منها خصوصا ونحن نعرف ان مجتمعنا يدير افرادة باستخدام النعوت والصفات لغايات التهديد والسخرية والتهكم وينهال على كل من لا ينصاع للرغبة العامة او اوامر السلطة بكل اشكال الالقاب والنعوت والاسماء غير المحببة او الموذية للفرد

بحسب بعض التقديرات المحافظة يعاني نسبة كبيرة من ابناء مجتمعنا من واحد او اكثر من الامراض والاضطرابات النفسية المعروفة. الفصام والذهان والاكتئاب والعصاب بعض من الاشكال التي اصبح بعض من يعانون منها يترددون على عيادات الطب النفسي لعلهم يتخلصون من تأثير هذه الاضطرابات على نوعية حياتهم ويحرروهم من كوابيس النوبات التي تجتاحهم من وقت لاخر.

في حديث متشعب صباح الجمعة مع طبيب نفسي معروف حول واقع الصحة النفسية للشعب الاردني عرفت منه ان المتعلمين والاشخاص الاكثر انفتاحا على العالم يحجمون بدرجات اعلى عن تلقي المساعدة الطبية في حين لا يجد كثير من الاشخاص الاقل تعليما وانفتاحا حرجا في مراجعة العيادات الطبية وعرض حالاتهم.

الملاحظة التي ابداها الطبيب النفسي مثيرة وملفتة وتستدعي من علماء الاجتماع البحث في العوامل والظروف التي خلقت هذا التفاوت وفيما اذا كان للوسم او الوصمة التي يخشي منها الناس تاثيرا على اتخاذ الافراد المصابين باضطرابات لقرارات طلب المساعدة الطبية او اتخاذ خيار الانكار والتستر علي الحالة التي وصلوا اليها

في عالم اليوم ومن مشاهداتي تولدت لدي القناعة بوجود الالاف من المرضى النفسيين الذين يخالطوننا ويتفاعلوا معنا ويتولوا مسووليات جسام دون ان يجري التدقيق في اهليتهم او توفير الرعاية والمساعدة لهم..... قد تكون حالة غياب المعايير وتفكك القيم التي تمكنا من الحكم مسؤولة جزئيا عن هذا الوضع المقلق الذي وصلنا اليه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012